الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفتي الجمهورية لـ صدى البلد: زكاة الفطر 15 جنيها.. هذا منهج تعامل النبي مع غير المسلمين.. و5 مفتين في العالم تدربوا في دار الإفتاء المصرية ..صور

حوار مفتي الجمهورية
حوار مفتي الجمهورية لصدى البلد

أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية عن كيفية اغتنام شهر رمضان المبارك، والرد على هجوم المتشددين على فتاوى دار الإفتاء، وأفعال تخالف سنة النبي في حواره لـ “صدى البلد”.

 

كما أجاب مفتي الجمهورية، عن الجدل المتجدد كل عام بشأن زكاة الفطر، ومنهج النبي في التعامل مع غير المسلمين وإلى نص الحوار..

 

يغفل البعض عن اغتنام شهر رمضان.. فكيف نغتنم الشهر في خطوات بسيطة تصل لعامة الناس يستطيعون تطبيقها؟

 

شهر رمضان مليء بالبركات والنفحات الكثيرة، ما ينبغي على الإنسان المسلم أن يغتنم الفرصة في هذا الشهر الفضيل ويتعرض لنفحات الله عز وجل، كما قال أخبرنا النبي صل الله عليه وسلم.


وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتشوق إلى شهر رمضان الكريم، وعند دخول شهر رجب، كان عليه الصلاة والسلام يدعو أن يبارك الله في رجب وشعبان ويبلغه رمضان.
 

وأنصح كافة المسلمين خلال شهر رمضان بضرورة الابتعاد عن السلوكيات السلبية والامتناع عن تضييع الأوقات في غير المفيد على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات وغيرها، وأن يحرصوا على المفيد والنافع فحسب، وأن ينتهزوا فرصة هذا الشهر كي يدربوا أنفسهم على الابتعاد عن المعاصي والمحرمات؛ لينالوا ثواب الشهر الفضيل على أكمل وجه ولكي يتعودوا على الطاعة والتصرفات النافعة لما بعد رمضان.


فتحت دار الإفتاء التقدم للدفعة العاشرة لإعداد المفتين عن بُعد.. كيف يتم التدريب وكم عدد من تخرجوا في البرنامج من الدفعات السابقة؟

 

دار الإفتاء أولت اهتمامًا كبيرًا بقضية تدريب وتأهيل المفتين، وذلك من خلال عدد من البرامج المتنوعة التي تهتم بعلوم الإفتاء ومنهجية علمية منضبطة، مع النظر الدقيق للواقع عن طريق الاستعانة بالمتخصصين في كافة المجالات، فضلًا عن التدريب العملي على كيفية إنشاء دور الإفتاء وكيف يمكن أن يكون مرجعًا لأي دولة بحاجة لإنشاء دار إفتاء خاصة بها، لتكون الفتوى دائمًا تحت أيدى المتخصصين ذوي المنهج الحضاري الوسطي المعتدل.
 

والدار لديها أكثر من برنامج تدريبي للوافدين من مختلف دول العالم وتراعي خصوصية تلك البلدان في برامجها التدريبية والتي أكبرها لمدة ثلاث سنوات، حيث بدأت الإدارة في العمل في عام 2006 وتم تخريج مئات المتدربين من المفتين الذين يمارسون الإفتاء حاليًّا على مستوى العالم منهم 5 على الأقل تولوا منصب المفتي الأكبر في بلادهم.

 

نود من فضيلتكم أن نسلط الضوء على أفعال يظن البعض أن النبي قد فعلها في حياته مثل الضرب وختان الإناث؟

 

ختان الإناث ليس قضية دينية تعبدية في أصلها، لكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، حيث إن للختان قراءتين: قراءة تراثية، وأخرى عصرية.
 

ودار الإفتاء المصرية أكدت منذ وقت بعيد أن ختان الإناث من قبيل العادات والتقاليد لا الشعائر الدينية، وأن المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بمنع الختان بسبب أضراره الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء؛ فرجوع علماء الشرع لقول المتخصصين في مختلف المجالات هو فهم للواقع ومن سعة الأفق والاجتهاد.


ومن الأدلة على أن ختان الإناث ليس له أساس من المشروعية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن، ولم يثبت أنه أمر به، برغم ثبوت تفاصيل دقيقة عن المأكل والملبس والزينة في البيت النبوي الشريف، ومع ذلك فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أمر بختان الذكور وختن الحسن والحسين، ولو كانت الأنثى كالذكر في ذلك لفعله مع بناته وأمر به، فترك النبي صلى الله عليه وسلم الختان للإناث يدل على المنع، ويؤيد هذا حديث أم عطية، على فرض ثبوته، فإنه صلى الله عليه وسلم بيَّن لها طريقة الختان؛ مما يعني أنها كانت تعالج حالة خاصة.
 

أما مسألة ضرب المرأة فهي ظاهرة غريبة وعجيبة، تتنافى مع الأخلاق والنص الشريف «وَعَاشِرُوهُنَّ بالْمَعْرُوفِ»، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما ضرب أحدا قط بيده، إلا أن يكون في ميدان الجهاد.
 

والسيرة النبوية مليئة بالمواقف النبوية التي كان يقوم فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خدمة أهله، فالزوج والأب يمثلان الحنان في حياة المرأة، وهناك بعض العادات والتقاليد أدت إلى إنقاص قيمة العلاقات الزوجية وقيمة العلاقات الأسرية وحتى قيمة العلاقات الحقوقية بين أفراد الأسرة.
 

كذلك مسألة عدم توريث المرأة في بعض المناطق والبلدان هو أمر مخالف تمامًا للنص الشرعي والقانوني.

 

هل رحمة النبي اقتصرت على المسلمين فقط.. وما منهج التعامل مع غير المسلمين؟

 

رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تقتصر على المسلمين فحسب، بل شملت أيضًا غيرهم؛ فقد احترم صلى الله عليه وسلم وجودهم، وعاهدهم وساكنهم وعاملهم بالبيع والشراء وسائر أنواع التصرفات وعاش معهم حياة اجتماعية قويمة قوامها مراعاة حقوقهم العامة التي قرر فيها أنَّ لهم ما للمسلم وعليهم ما على المسلم، كما اقتصر في حروبه معهم على دفع العدوان وإقرار مظاهر الحرية والسلام والاستقرار دون تعدٍّ أو انتقام، بل كان شأنه صلى الله عليه وسلم الدعاء لخاصتهم ولعامتهم بالهداية، وفي ذلك يقول: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» "صحيح مسلم"، ويقول أيضًا: «أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
 

والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بالبر وحسن المعاملة والرحمة مع من سالمنا من غير المسلمين؛ فقال سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبِرَّهم، والإحسان إليهم، من الأمور المستحبة شرعًا.

 

نرى جدلًا عن فتاوى دار الإفتاء يتصدره أتباع الفكر المتشدد.. كيف تتعاملون معه؟

 

هذا دأب أصحاب الفكر المتشدد فهم يظنون أنهم يحتكرون الحق، مع أن الخلافات الفقهية موجودة، والقاعدة تقول: "إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه"، وهو مبدأ أصيل عمل به جميع العلماء المجتهدين، فلم ينكر الإمام الشافعي على الإمام أبو حنيفة، ولم ينكر الإمام أحمد على الإمام الشافعي أو أبو حنيفة، بل كانوا يحترمون الاختلاف والاجتهاد المعتبر، وخلاصة الأمر أن "من كثر علمه قل إنكاره".


يتجدد الجدل كل عام بشأن زكاة الفطر.. فكيف نرد بحسم على المتشددين في كيفية إخراجها.. وما قيمتها هذا العام؟

 

إخراج القيمة المالية لزكاة الفطر وهي 15 جنيها هذا العام، جائز تقليدًا للسادة الحنفية في ذلك، بل نرى هذا أفضل في أيامنا هذه من إخراج الطعام؛ لأن المـال أنفع للفقير. وللعلامة الحافظ السيد أحمد بن الصـديق الغماري رسالة في ذلك سماها «تحقيق الآمال بجـواز إخراج زكاة الفطر بالمال».
 

مع مراعاة أن مدار ذلك على اعتبار ما يصلح للفقير وما ينفعه في نفس الوقت؛ لأن المقصود الأعظم من الزكاة هو سد حاجة الفقراء والمساكين.
 

ويجوز للمزكي أيضًا أن يشتري بقيمة زكاته أشياء عينية تنفع الفقير في سد حاجته وكفايته، أو أن يدفع قيمة زكاته إلى من يكون وكيلاً عنه في ذلك على ما عليه السادة الأحناف؛ لأدلة كثيرة منها: ما رواه البخاري معلقًا والبيهقي بسنده عن طاووس قال: قَالَ مُعَاذٌ رضي الله عنه لأَهْلِ الْيَمَنِ: «ائْتُونِي بِعَرْضٍ؛ ثِيَابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ؛ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ وَخَيْرٌ لأَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْمَدِينَةِ».

حوار مفتي الجمهورية لصدى البلد

IMG_2512
IMG_2512
IMG_2499
IMG_2499
IMG_2497
IMG_2497
IMG_2496
IMG_2496
IMG_2488
IMG_2488
IMG_2480
IMG_2480
IMG_2481
IMG_2481
IMG_2478
IMG_2478
IMG_2474
IMG_2474
IMG_2473
IMG_2473