الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهر رمضان

علي جمعة: رمضان هو الشهر الوحيد الذى ذكر الله اسمه في القرآن

شهر رمضان
شهر رمضان

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن من شأن رمضان  كل عام أن نشتاق إليه ويتفلت منَّا وأيامه تمر سريعا، هذا من حلاوته وجماله ومن معونته ونفحاته ومن وظائفه ورحماته، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، ومتعنا بهذا الفضل العظيم.

 

وأضاف “جمعة” عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن رمضان هو الشهر الوحيد الذي ذكر الله اسمه في القرآن الكريم، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.

شهر رمضان أنزل فيه القرآن فهو شهر القرآن، فقراءة القرآن في شهر رمضان لها مذاق خاص، وسماع القرآن في شهر رمضان له نفحات خاصة، وتدبر القرآن في شهر رمضان له وضع خاص، وكأن الله سبحانه وتعالى ربط بين القرآن في نزوله وبين هذا الشهر العظيم، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}.

 

ونزل في الليل فأصبحت أسراره ونفحاته وجماله متصلًا بالليل، {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}. فكأن الترتيل في الليل له وضع خاص.

 

معنى التهجد

{فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}. والتهجد يكون بالليل، فالتهجد هو ترك النوم في ثبات الليل، ربط ذلك بالمقام المحمود، هناك علاقة عجيبة غريبة بين القرآن وبين رمضان خاصة في ليل رمضان، ولذلك نرى رسول الله ﷺ وهو يقول: «فرض الله عليكم صيام نهاره، وسننت لكم قيام ليله». وفي القيام جمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الناس على أُبي بن كعب، وكان ممن جمع القرآن وحفظه كله، فقام بهم عشرين ركعة، ركعتين ركعتين، حتى قال العلماء: لا تصلح التراويح إلا ركعتين ركعتين. لا تصلح أن نصليها أربعًا أربعًا معًا، بل لابد من السلام في كل ركعتين كما ورد عن الصحابة الكرام.

نظر المسلمون فقسموا القرآن ثلاثين جزءًا على عدد الحروف، فكل جزء في القرآن يساوي الجزء الآخر في عدد حروفه، ثم كتبوا هذا في عشرين صفحة، كل جزء في عشرين صفحة حتى يتلو المسلم صفحة في كل ركعة فينتهي بختمة قرآن في رمضان، وإذا قرأ صفحتين في الركعة انتهى منه مرتين. أخذوا ذلك من أن رسول الله ﷺ كان يعرض القرآن على جبريل كل عام مرة في رمضان، حتى كان آخر رمضان حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى -بأبي هو وأمي- عرضه على جبريل مرتين.

 

أخذ المسلمون فكرة ختم القرآن مرة أو مرتين في الشهر، فقسموا المصحف على ذلك، أنشأوه أجزاء فأحزابًا فأرباعًا من أجل أن يكون للإنسان حصة بالنهار وحصة بالليل، فيختم القرآن من هذا الزمن، أو صفحة لكل ركعة حتى في الفريضة فرض الله علينا سبع عشرة ركعة، ومثلها سنة، نقرأ في ركعتين من الصلوات الخمس فهي عشرة، فلو أتينا صفحة واحدة في كل ركعة من الفرض والسنة انتهينا من جزء كل يوم، صاروا على هذا، واتصلوا بالقرآن تلاوة وعبادة وتدبرًا وقيامًا به في حياتهم الدنيا، اتصلوا بالقرآن وجددوا العهد به في شهر القرآن.