مؤتمر أبو ظبي الدولي للترجمة يكرم المصرية مروة هاشم

شهدت فعاليات الجلسة الختامية لمؤتمر أبو ظبي الدولي الثاني للترجمة، الذي عقده مشروع "كلمة للترجمة" مؤخرا تحت شعار "تمكين المترجمين" بالتزامن مع معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، تكريم المترجمة المصرية مروة هاشم لعضويتها في اللجنة الاستشارية للمؤتمر.
وكانت تلك اللجنة قد تشكلت في ختام مؤتمر أبو ظبي الدولي الأول للترجمة العام الماضي وضمت كلا من على الشعالي مقررا "الإمارات" ومروة هاشم "مصر" وتحسين الخطيب "الأردن" وعز الدين عناية "تونس".
قدمت المترجمة مروة هاشم في الجلسة الثانية باليوم الختامي للمؤتمر، ورقة عمل حول الترجمة الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى، وفي مستهل حديثها وجهت الشكر لمشروع "كلمة للترجمة" متمثلا في الدكتور على بن تميم مدير المشروع، وطالبت بالاستمرار في عقد هذا المؤتمر للعام الثاني على التوالي للإرتقاء بحركة الترجمة، وإتاحة الفرصة للمترجمين للمشاركة والإدلاء بآرائهم في قضايا الترجمة وإشكالياتها.
وحول واقع الترجمة الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى، أشارت "هاشم" إلى أن ترجمة الأدب العربي لم ترق إلى ما يجب أن تكون عليه، وللأسف تعد حركة الترجمة الأدبية من العربية متأخرة عن كثير من اللغات الأخرى، وفي المقابل يوجد تركيز على حركة ترجمة الأعمال الأدبية الأجنبية إلى اللغة العربية، ولا يتفق حجم ما نقلناه إلى اللغات الأجنبية إطلاقا وحجم ما تحويه مكتبتنا العربية من أعمال أدبية، حيث يتوافر لدينا بالفعل حصيلة إنتاج عربي تمتد إلى ما يقرب من ستة عشر قرنا منذ بدايات الأدب العربي التي ترجع إلى عام 450 ميلاديا.
وأوضحت المترجمة المصرية مروة هاشم أنه رغم الاهتمام الغربي المتزايد بالترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الأزمة الاقتصادية العالمية أدت إلى خفض الميزانيات المخصصة للترجمة، كما تعتمد عملية اختيار الكتب التي تتم ترجمتها من العالم العربي على عوامل سياسية اجتماعية ولا تقوم بالضرورة على رغبة حقيقية في اكتشاف الثقافة الأدبية العربية، ومن ثم ينظر إليها على أنها مصادر توثيقية أو توضيحية وليست أعمالا أدبية في حد ذاتها.
وأكدت على الحاجة إلى التركيز على ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى قائلة "إن الأدب هو المعبر الصادق عن حقيقة الثقافة العربية، ونحن نحتاج إلى من يعبر عن واقعنا الحقيقي وثقافتنا للآخر، من دون فوضوية النقل وعشوائية الانتقاء أو الترويج للمفاهيم الخاطئة عن العرب وثقافاتهم، والأدب العربي قادر على المنافس والحصول على جوائز عالمية، ومدى انتشاره مرهون بأن نعرض ما لدينا من أعمال أدبية من خلال عملية ترجمة أدبية جيدة، تدرك المحتوى الثقافي العربي، وجماليات اللسان العربي، وكذلك تتقن أدوات التعبير باللغة المنقول إليها، مع أهمية توافر جهة داعمة ترعى هذا التحرك وخطة عربية شاملة، وتوجيه عملية النقل من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية في مجالات العلوم والمعارف الحديثة".
والجدير بالذكر أن المترجمة مروة هاشم درست الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، وقد صدر لها عدد من الكتب المترجمة منها: المجموعة القصصية "ترجمان الأوجاع" وكتاب "ظلال الاستهلاك" وكتاب "الحلقة المفقودة" وكتاب "التطريز في الهند وباكستان" عن مشروع كلمة للترجمة، وكتاب "عبودية الكراكيب" وكتاب "فن الحياة" وكتاب "تقنيات الأداء المسرحي..بناء الشخصية"، وكتاب "كيف تصبح ممثلا موهوبا .. حول أسلوب فن التمثيل" عن دار نشر شرقيات، كما نشرت العديد من المقالات والحوارات الصحفية في مجلتي "نصف الدنيا" و"علاء الدين" وإصدارات دار الصدى الإماراتية.