فاطمة حسن تكتب: سنن العيد وأحكامه

جعل الله جلّ وعلا لعباده أيامًا يفرحون فيها ويسعدون بها بعد طاعتهم والتزامهم أوامرَه إظهارًا لسماحة الإسلام واعتنائه بالنفس البشرية، ومن تلك الأيام عيد الفطر المبارك الذي يأتي بعد صيام وقيام لشهر كامل هو شهر رمضان، فيأتي العيد مكافأةً للمسلمين، كما أنه شعيرة من شعائر الدين  يُزينها بعض الواجبات و الآداب والسنن التي تُبين اكتمال الأعمال الصالحة التي بدأها العبد في شهر رمضان.
ومن الواجبات إخراج زكاة الفطر، وهي فرض على كل المسلمين، سواءً الرجل والمرأة والصغير والكبير، مما زاد عن مؤنته ومؤنة عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها عن نفسه وعمن تلزمه نفقته.
ويجوز إخراجها طعامًا من التمر، أو الزبيب، أو من قمح أو شعير أو من أرز، ونحو ذلك مما هو غالب قوت البلد؛ كما في الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ ". ومقدارها صاع باتفاق المسلمين، وهو ما يقارب حاليًا ٣كجم ، 
كما يجوز إخراج القيمة من النقود لمراعاة مصلحة الفقيروسدًا لحاجته، و وقت خروجها بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد ويجوز في آخر يومين أو يوم من رمضان، وشُرعت زكاة الفطر لجبر الخلل الذي قد يحدث من الصائم أثناء صومه، كما أنها شُرعت لتعميم الفرح والسرور على جميع فئات المجتمع المسلم بأن لا يبقى في هذا اليوم جائع ولا محتاج، وهذا ما يؤكده الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنه قال:  «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».
ومن آداب العيد وسننه التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم : 
١- الفطر قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر بتمرات وترا أو بغيرها.
٢- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر.
٣- الاغتسال، والتجمل، والتطيب، ولبس الجديد أو النظيف من الثياب.
٤- صلة الأرحام، والتهنئة، وتفقد المحتاجين، والمصالحة بين المتخاصمين.
٥-اللهو والفسحة بما يجوز من المباحات، وإدخال السرور على الأولاد، والتوسيع عليهم بما يستطيع.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.