الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد مدحت.. مبدع خطفته كورونا في مهد إبداعه| القصة كاملة

الكاتب أحمد مدحت
الكاتب أحمد مدحت

عمت حالة من الحزن والأسى على مواقع التواصل الإجتماعي، إثر خبر رحيل الكاتب الشاب أحمد مدحت، الذى توفى فجر اليوم، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

ومنذ انتشار خبر وفاة أحمد مدحت، تحول موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى سرادق عزاء حزنا عليه، معبرين عن ذلك بحزن شديد وخاصة أصدقاء ومحبي الراحل، ومن بينهم الكاتب الصحفي محمد الشماع الذي كشف عن تفاصيل لقائه به، قائلا: قابلت أحمد مدحت مرتين في حياتي، مرة في جورنال كنت مدير تحريره، ومرة في معرض اسكندرية الأخير للكتاب "اللقاء الأول كان عادي جدا، أنا يمكن مبعرفش أجاري الناس اللي صوتهم عالي وبيضحكوا أوي. أما اللقاء الثاني فكنت بوقع كتابي في المعرض، وكان لقاء جميل جدا.. أحمد جري عليا وقال لي أستاذ محمد أنت أول واحد خليتني أكتب في الصحافة، وكلام كتير من النوع ده".

 وتابع: طبعا كلامه كان فيه احتفاء أكبر، لأني مش أنا اللي فتحت ولا اللي قفلت، أنا كنت واحد من تجربة صحفية ثرية وبعتز بيها جدا، وفيه ناس غيري هم اللي فكروا فيه باعتباره وقتها كان أحد المشهورين جدا على السوشيال ميديا، ورغم حرصي الشديد جدا، حضنته وبوسته، اتكلمنا عنه وعن إسكندرية، ووعدني إنه هيستضيفني كام يوم، وخد الكتاب وخدنا صورة ومشي.

وأوضح: بعد أيام بعت لي رسالة حسيت فيها بامتنان حقيقي، تواصلنا خلال الأسابيع اللي فاتت، وكتب إن عنده كورونا وأعراضها صعبة، توقعت إنها هتاخد وقتها وهيرجع تاني، لكنه مرجعش، طبعا أنا معرفش إن كان مريض بحاجة تانية ولا لأ، ومعرفش إذا كان أهمل في حالته ولا لأ، بس اللي أعرفه إنه راح للي خلقه هو أدرى باللي ممكن كان يحصل له في المستقبل فعجل بعمره، واللي أعرفه كمان إني اتخطفت بموته.

وكان أحمد مدحت قد كشف كشف عن إصابته بفيروس كورونا المستجد منذ قرابة 10 أيام، وكتب عبر حسابه الشخصى على "فيسبوك": "إيجابى كورونا، والأعراض صعبة جدًا.. دعواتكم بالشفاء" لتنهال عليه عشرات الآلاف من التعليقات التى تطلب له من الله الرحمة والمغفرة.

الكاتب الراحل أحمد مدحت له عملان، هما "بسكاليا" عن دار المصري للنشر والتوزيع 2016، ومن أجواء الكتاب: هذه الحكايات لمن اعتادوا السهر ليلا دون سبب واضح في معظم الأحيان .. من يعشقون مرارة القهوة، وصوت فيروز، وعذوبة مواويل أحمد عدوية، دون أن يتفاخروا بهذا في العلن، لأنها أشياء تخصهم وحدهم.. من يهوون التعلق بالأشياء والكتب ومقاطع الموسيقي والصور لأنها لن تتركهم فجاة وترحل كما فعل معهم غيرهم من البشر.. هذه الحكايات تناسب من يهوون أم كلثوم ولا يعرفون لهذا سببا محددا سوى أنها أم كلثوم أو ربما لأن هذا الشجن الصادق الساكن في حنجرتها لا يمكن تجاهله.. حكايات من يقضون الليل بين الامل والذكري ومن تهتز قلوبا شغفا بصحبة "كيفك أنت؟" ويصاحبون صوت عدوية ومن يشدو يا قلبي صبرك على اللى راح ولا جاشي.. هذه حكايات لمن يحملون قلوبا مثقلة في صدورهم وعندما تسألهم عن أحوالهم يكتفون بهزة رأس مصحوبة بابتسامة خفيفة ولسان ينطق الحمد لله حكايات من لا يريدون أن يفارق حمد الله قلوبهم قبل ألسنتهم.. من يحبون الحياة وإن لم يستطيعوا إليها سبيلا إلا قليلا لكنهم لا زالوا يجاولون.. حكايات تناسب من يحبون الشيخ حسني ويفعلون مثله يغنون ويضحكون بملء قلوبهم وإن أثقلها الحزن.

ورواية "التئام" الصادرة أيضا عن دار المصري للنشر والتوزيع 2020، ومن أجواء الرواية نقرأ: أتعجب من نفسي، من تفاوت قدرة قلبي على التحمُّل، في بعض الأحيان أبدو قويًا لا يقهرني أي شيء، حتى يتهمني بعض مَن حولي بالشدّة التي تصل للقسوة، ويحسدوني على ثباتي، وفي أحيان أخرى تهزمني لمحة خذلان عابرة، تؤلمني وتزعزع ثقتي في نفسي، حتى تكاد تعصف بي.. أتأرجح بين شدة القوة، وشدة الضعف، كأن بداخلي شخصان، واحد لا يبالي بأفعال البشر واثقًا من نفسه، وآخر تهزمه كلمة قاسية في موقف عابر أو سند انتظره ولم يجده.. بداخلي .اثنان يتنازعان، وبينهما أتمزق أنا في المنتصف.