في يوم 28 يونيو سنة 1914، اهتز العالم على وقع حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند البالغ من العمر 51 سنة، وخلال ذلك اليوم أقدم شاب من صرب البوسنة يبلغ من العمر 19 سنة و يدعى “غافريلو برينسيب”على توجيه رصاصات من مسدسه نحو ولي عهد النمسا وزوجته صوفيخلال زيارتهما للعاصمة البوسنية سراييفوو، هو الأمر الذي أسفر عن وفاة الزوجين خلال بضعة دقائق ليشهد العالم بعد ذلك بشهر واحد اندلاع الحرب العالمية الأولى والتي استمرت لأكثر من أربع سنوات متسببة في سقوط عشرات ملايين القتلى والجرحى.
وبهذه المناسبة يستعرض موقع "صدى البلد" أبرز ما أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى في السطور التالية:
مسبب الحرب العالمية الأولى
بعداستهداف ولي عهد النمسا وزوجته، حاول “غافريلو برينسيب” الانتحار ليقدم بادئ الأمر على تناول سمّ لم يكن له أي تأثير على جسده بسبب انتهاء فترة صلاحيته، وأمام هذه الوضعية سعى القومي الصربي لإنهاء حياته بطريقة ثانية وذلك بتوجيه رصاصة لنفسه على أعلى مستوي من الرأس من مسدسه والذي كان قد استخدمه لقتل ولي عهد النمسا وزوجته.
غافريلو برانسيب
ومرة أخرى فشلت محاولة غافريلو برينسيب للانتحار حيث تمكن أفراد الشرطة النمساوية من السيطرة عليه وانتزاع مسدسه ليعتقل الأخير رفقة عدد آخر من زملائه الضالعين في عملية الاغتيال التي قادت العالم نحو الحرب العالمية الأولى.
ويوم 12 أكتوبر سنة 1914، بدأت جلسات محاكمة غافريلو برينسيب ورفاقه بإحدى قاعات السجن العسكري بالعاصمة البوسنية سراييفو حيث وجهت للأخير تهمة الخيانة العظمى وقتل ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته صوفي.

وخلال الجلسة عبّر غافريلو برينسيب عن شعوره بالفخر لنجاحه في توجيه ضربة قاسية للنمساويين، واتهم السلطات النمساوية باضهاد الشعوب السلافية وطمس هويتها ولغتها وديانتها عن طريق القوة والمال كما اتجه غافريلو لتشبيه قضية الشعوب السلافية بقضية القوميات الإيطالية والألمانية والايرلندية خلال القرن التاسع.
وخلال جلسات المحاكمة، عبّر غافريلو برينسيب عن الحالة التعيسة التي بلغتها الشعوب السلافية بسبب النمسا وهو الأمر الذي دفع هذه الشعوب المضطهدة، حسب تعبيره، لتنفيذ عمليات اغتيال فضلا عن ذلك عبّر هذا القومي الصربي عن عميق حزنه لمقتل دوقة هوهنبيرغ صوفي، زوجة ولي عهد النمسا، خلال العملية مؤكدا حصول ذلك دون قصد.
وأثناء محاكمته، تمتع غافريلو برينسيب بالقوانين التي أرستها سلالة هابسبورغالنمساوية الحاكمة خلال العقود الماضية والتي تمنع إصدار أحكام بالإعدام على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة.
و أثناء تنفيذه لعملية الاغتيال بسراييفو، كان عمر غافريلو برينسيب 19 سنة حيث كان يفصله 27 يوما فقط عن بلوغ العشرين لينجو من عقوبة الإعدام ويحصل يوم 28 من أكتوبر سنة 1914 على حكم بالسجن 20 سنة.
مكث غافريلو برينسيب بالسجن لمدة قاربت 3 سنوات و10 أشهر تدهورت خلالها حالته الصحية بسبب إصابته بمرض بوت، والذي يعد نوعا من أنواع السل يصيب عادة الفقرات، وهو ما أدى لبتر ذراعه اليمنى، ويوم 28 أبريل سنة 1918، توفي غافريلو برينسيب في سجن عن عمر يناهز 23 سنة.