الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم الاستقلال ..الأمريكان يستبدلون المستعمر البريطاني بـ الهوت دوج والسلمون

الهوت دوج
الهوت دوج

في الرابع من يوليو من كل عام تحتفل الولايات المتحدة بـ يوم الاستقلال عن بريطانيا، حيث اعتمد الكونجرس إعلان الاستقلال رسميا عن الإمبراطورية البريطانية في ذلك اليوم من عام 1776، أي قبل قرنين ونصف القرن من الزمن.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إن الكونجرس صوت لصالح الاستقلال عن بريطانيا العظمى في 2 يوليو من عام 1776، لكنه لم يكمل عملية مراجعة إعلان الاستقلال، الذي صاغه في الأصل توماس جيفرسون بالتشاور مع كل من جون آدامز وبنجامين فرانكلين وروجر شيرمان وويليام ليفينجستون، إلا بعد يومين.

وقد تم تصميم الاحتفال في البداية على غرار الاحتفال بعيد ميلاد الملك جورج الثالث، والذي كان يتم الاحتفال به سنويا بقرع الأجراس والألعاب النارية والمواكب الاحتفالية والخطب الرنانة بحسب دائرة المعارف البريطانية.

ويحرص الأمريكيون في يوم الاستقلال على تناول وجبة تقليدية من السلمون والفاصوليا، ويلتهمون نحو 150 مليون وجبة «هوت دوج»، وينفقون أكثر من 7 مليارات دولار على المأكولات والمشروبات.

يوم الاستقلال وصناديق الشاي

قبل 245 عاما من الآن، اتخذت 13 ولاية أمريكية قرارها بالاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، لتفتح بذلك الباب؛ أمام قيام الولايات المتحدة؛ لكن خطوات وإرهاصات ذلك، كانت وئيدة، وضريبة انتقال المستعمرات الثلاث عشر كانت ثقيلة على الأمريكيّين حينها.

فمنذ دخلت بريطانيا أرض أمريكا بداية من 1606، ظل الأمريكيون المستعمرون في حالة خضوع تام للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، مجبرة على دفع الضرائب لحاكم بريطانيا جورج الثالث، واستمر ذلك لسنين طويلة، وفي عام 1773 تمرد الأمريكيون للمرة الأولى على هذا الوضع، بالإضافة لامتناع سكان مدينة بوسطن عن دفع الضرائب لبريطانيا، مُقابل استيراد الشاي.

وعبر سكان بوسطن عن احتجاجهم برمي صناديق الشاي التي وصلت على متن السفينة في مياه الميناء، وأُطلق على هذه الحادثة حفلة الشاي في بوسطن، وهي المرحلة الأولى في نضال الأمريكان من أجل الاستقلال، وتردد على ذلك إرسال بريطانيا لجيشها للقضاء على التمرد مما أشعل فتيل حرب الاستقلال.

يوم الاستقلال الخطوات الأولى

بدأت أولى خطوات البحث عن الحرية بالتئام الولايات المتفرقة في اتحاد كونجرسي عام 1754.

الكونجرس الوليد الذي تأسس رغما عن الإمبراطورية، وفي ظل معارضتها الشنيعة، شكل إطارا لمطالبة أعضائه بمزيد من الحقوق تحت قبضة المستعمر، إلى أن أعلن الاستقلال عن بريطانيا العظمى، عام 1776، لتنمو بذرة أمة جديدة ستسمى لاحقا الولايات المتحدة.

في الثاني من يوليو صوت الكونجرس المذكور على إعلان استقلال الولايات الثلاث عشر عن بريطانيا بعد عام من حرب لن تنتهي قبل ثماني سنوات، لكنها فتحت أعين الأمريكيّين حينها على إمكان التحرر من نير المستعمِر.

رجال يوم الاستقلال

لم يكن للأمريكيّين أن يخرجوا في احتجاجات ما قبل الاستقلال منددين بالمستعمر سوى بإرادة لا تلين، من رجال كان لهم دور ملموس في كتابة تاريخ الولايات المتحدة، ويطلق عليهم في أدبيات تاريخ هذا البلد "الآباء المؤسسون".

ففي 7 يونيو 1776، كسر عضو مجلس نواب فرجينيا ريتشارد هنري لي، تابوه التبعية لبريطانيا، باقتراح الاستقلال على الكونجرس، أثناء اجتماعه بفيلادلفيا، فألقى حجرا في يم نقاش حاد انتهى بإقرار تصويت حول إعلان الاستقلال خلال أسابيع فقط.

وبدأت فورا الخطوات العملية لنيل الاستقلال، فلم ينته الاجتماع حتى كلف أعضاء الكونجرس لجنة من أعضائه تضم توماس جيفرسون من ولاية فرجينيا وجون آدامز من ماساتشوستس وروجي شيرمان من كونيتيكت وبنجامين فرانكلين عن ولاية بنسلفانيا وروبرت ليفنجستون، ممثلا لولاية نيويورك بشرف إعداد وثيقة الاستقلال.

وثيقة الاستقلال
وثيقة الاستقلال

وثيقة الاستقلال

ويرتبط هذا الاستقلال عاطفيا بتوماس جيفرسون؛ الذي سيصبح لاحقا رئيسا للولايات المتحدة، على غرار زميله في اللجنة بنجامين فرانكلين ؛ إذ لعبت بلاغة توماس دورا مشهودا، في إعداد وثيقة الاستقلال التي كتبها بيده؛ معتمدا لغة ملهبة لحماس الأمريكيّين حتى الساعة، أهّله أيضا لكتابة بيان حقوق الأمريكيين عام 1774.

ولم يكتمل شهر على عمل اللجنة حتى انعقد كونجرس الولايات؛ وصوتت 12 من المستعمرات الثلاث عشرة على اعتماد وثيقة الاستقلال في الأول من يوليو من نفس العام، وفي الرابع من الشهر ذاته اعتمد الكونجرس وثيقة الاستقلال رسميا، ووقّع عليها في الثاني من الشهر الموالي.

حرب الست سنوات 

قابلت بريطانيا الخطوة الجريئة برفض قاطع، ورفضت إعلان الاستقلال من جانب واحد؛ ودخلت مع المستعمرات الأمريكية المتمردة في حرب دامت سنوات؛ دخلت فيها كل من فرنسا وإسبانيا وهولندا على الخط؛ لتنتهي بانتصار المستعمَر على محتله، شهر أكتوبر من عام 1781.

غير أن بريطانيا لم تركن لاستقلال مستعمراتها حتى عام 1783، حيث وقعت الإمبراطورية العظمى مع الولايات المتحدة اتفاقية سلام في باريس، تتضمن اعتراف لندن بالاستقلال الأمريكي.

حكاية يوم الاستقلال

لم يستقر احتفال الولايات المتحدة في الرابع من يوليو بالاستقلال إلا بعد عقود طويلة؛ فبعد توسّعها إلى شكلها الحالي؛ وتحديدا عام 1941، اعتبرت هذا اليوم عطلة فيدرالية رسمية؛ احتفاء بجهود الآباء المؤسسين في إعلان انتهاء التبعية لبريطانيا في القرن الثامن عشر.