مرحلة دراسية ليست بالعابرة، تترك أثراً في جميع البيوت المصرية، يطلقون عليها "البعبع" سواء مررت بها أو لديك عزيز يمر بها.
تلاحقك الثانوية العامة في يقظتك وأحلامك، فهي تعتبر نقطة تحول مصيرية في حياتنا، كيف سيكون مستقبلي؟!، هل مشرق وذو مكانه! هل سأتمكن من بلوغ إحدى كليات القمة ؟! ، أم سألتحق بإحدى الكليات الأخرى؟! عند هذه النقطة يتوقف تفكير الكثير منا، دون السعي وراء تحقيق نتيجة فعليه في الحياه العملية، سواء كانت نتيجة الثانوية العامة مرضية أم مخيبة للأمال.
لكن ماذا عن عظماء العصر الحديث الذين تمكنوا من تحقيق ما لم يستطيع التاريخ تجاوزه وتجاهله، ولم تقف الثانوية العامة عقبة في طريقهم، او قرروا الاكتفاء بالشهادة الجامعيه من إحدى كليات القمة، مدركين أنها البداية الحقيقة لإنطلاقهم.
ملك القلوب حصل على 74%
74% كانت نتيجة الثانوية العامة للطبيب الجراح مجدي يعقوب، ليصعد بعد هذا الرقم سلم المجد، ويصبح أشهر جراحي القلب في العالم، حاصلاً على قلادة النيل، المُلقب بـ"ملك القلوب".

وُلد يعقوب في محافظة الشرقية في نوفمبر 1935، ودرس الطب في جامعة القاهرة، ليتخصص في جراحة القلب بعد وفاة عمته بسبب مرض في قلبها في أوائل العشرينات من عمرها، ثم انتقل إلى بريطانيا وأصبح مستشارًا في أمراض القلب والصدر، وأنطلقت تحت قيادته برامج زراعة الأعضاء في مستشفى هارفيلد في بريطانيا، لتصبح المستشفى مركزًا رياديًا في الزراعة الجراحية، ومن ثم قام الطبيب الجراح بتأسيس "سلسلة الأمل" في المملكة المتحدة، والتي تعد مؤسسة طبية خيرية تهدف لمساعدة الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة تهدد حياتهم، وأنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا.
حصل على "نوبل " بـ 80%
وعن الدكتور أحمد زويل فقد تخطى الثانوية العامة بمجموع 80% ليلتحق بكلية العلوم، ويحصل بعدها على جائزة نوبل في الكيمياء، ويصبح من أشهر علماء العالم.

ابتكر زويل – ابن محافظة البحيرة- نظام تصوير يعمل باستخدام الليزر، له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها والتحامها ببعضها البعض، في فترة فمتوثانية، ونشر 350 بحثًا علميًا في المجلات العلمية المتخصصة، وورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الامريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في امريكا.
لم يكن من الأوائل وحصل على نوبل في الآدب
لم يكن الآديب الكبير نجيب محفوظ من أوائل الثانوية العامة، فكانت مرحلة انتقالية حصل بعدها على ليسانس الفلسفة، وشرع في تحضير الماجستير، وبدأ مسيرته الأدبية في منتصف الثلاثينيات، وعُرف عنه ميله الشديد لعدم السفر لدرجة انه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل، واوفد ابنته لاستلامها.

هؤلاء نماذج لعظماء اعتبروا نتيجة الثانوية العامة "البعبع" مجرد رقم، ولم يتوقفوا عند الحصول على الشهادة الجامعيه، بل مجرد البداية لطموحاتهم.