في خضم المشاغل التي تستنزف وقتك طوال اليوم، قد تقع فريسة سهلة لموضة جديدة من القرصنة الممنهجة والمحترفة التي قد تُفقدك كل ما تملك من أرصدة بنكية في ظرف دقائق.
كيف يحتال عليك النصاب
النصاب هذه المرة شخص خفي، يتلون في صورة موظف خدمة عملاء، ويستخدم أسلوبًا منمقًا من الحديث الذي لايخطئ الهدف، يُقنعك بما لا يدع مجالًا للشك أن البنك الذي تتعامل معه يحرص على خدمتك وتحديث معلوماتك وبياناتك باستمرار ضمانًا لجودة الخدمة.
المُحتال، لا يطلب منك سوى بيانات بطاقتك البنكية فقط، وبينما تسارع أنت في تعريفه البيانات، يسارع هو يشكل فعلي في سحب الأرصدة البنكية خاصتك، لتجلس بائسًا تندب حالك، بينما لا يجد من يواسيك سوى مقولة « القانون لا يحمي المغفلين »
الضحية الأولى
في مركز سمالوط بشمال الصعيد، خرجت سيدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتفجر الأزمة، وتعلن تفاصيل تعرضها للنصب وسرقة حسابها البنكي.
السيدة أفصحت عن سحب نحو 200 ألف جنيه من حسابها التابع لبنك مصر دون علمها، وعرضت السيدة خلال الفيديو صورة من الحساب البنكي لها باسم منال.
وطالبت البنك المركزي المصري بضرورة التدخل لحل الأزمة وإعادة الأموال إليها مضيفا: ” أشيل فلوسي فين، فلوسنا بتتسرق وهي في البنك”.
وذكرت السيدة أنها من سمالوط محافظة المنيا، وتملك حسابا في بنك مصر، وتلقت اتصال من شخص زعم أنه موظف في البنك ويريد تحديث البيانات وأنه سيتم إرسال كود للهاتفها وهو ما حدث بالفعل وتقلت رسالة والتي جاءت تحت اسم إدارة مراجعة بيانات بنك مصر، ولكنها فوجئت بسحب مبالغ من الحساب من خلال بطاقة الائتمان.
تلقت بعدها السيدة، اتصال من شخص زعم انه موظف بالبنك ليستفسر عن العملية فردت حدث بالفعل ليؤكد لها أن الشخص نصاب وسرق الأموال.
موجة نصب تربك العملاء
وعلى مدار الساعات الفائتة كان الحديث الأكثر تداولا بين جموع المواطنين، هذا النصاب الذي يحتال على العملاء ويتسلل غلى حساباتهم الشخصية.
الأمر زاد القلق منه عندما تعددت حالات النصب وانتشرت التحذيرات من البنوك للعملاء من خلال رسائل هاتفية تطلب من العملاء عدم الإفصاح عن بياناتهم لأي رقم مجهول، وتحت أي ذريعة أو سبب ممكن.
13 واقعة احتيال
وكشف محمد الإتربى رئيس بنك مصر، أن حوالي 13 واقعة احتيال حدثت مؤخرًا وحصولوا على 2.7 مليون جنيه، وعلى الرغم من ذلك طمأن المواطنين بأن أموالهم أمنة ولا قلق عليها.
وعلق الإتربي على واقعة سيدة المنيا في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى قائلًا: "ما حدث مع سيدة سمالوط هو تواصل أحد أفراد التشكيل العصابي معها وطلب منها الحصول على بياناتها السرية لتحديث البيانات".
وأكمل محمد الإتربي: "سيدة سمالوط عميلة في البنك وأعطت الرقم السري لمن اتصل بها من أفراد التشكيل العصابي كي يتعامل مع الحساب"
عقوبات رادعة
وفقا للمادة 23 من القانون رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨ فى شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التى لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، فى الوصول بدون وجه حق إلى أرقام أو بيانات أو بطاقات البنوك والخدمات أو غيرها من أدوات الدفع الالكترونية.
فإن قصد من ذلك استخدامها فى الحصول على أموال الغير أو ما تتيحه من خدمات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز مائتى ألف، أو إحدى هاتين العقوبتين، إذا توصل من ذلك إلى الاستيلاء لنفسه أو لغيره على تلك الخدمات أو مال الغير.