الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة الزعيم أحمد عرابي.. رحيل اثنين من أبطال حرب أكتوبر73

صدى البلد

يوافق اليوم 21 سبتمبر ذكرى وفاة القائد العسكري والزعيم أحمد عرابي، الذي دافع عن تراب هذا البلد ضد الإحتلال الإنجليزي، وبدلا من الإحتفاء بذكرى وفاته، رحل عن عالمنا اثنين من أبطال مصر، دافعا عن ترابها ضد الإحتلال الإسرائيلي لأرض سيناء الغالية، هما المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والمساعد أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية المستخدمة فى حرب أكتوبر.

 الملازم أحمد عرابي يقود ثورة ضد الانجليز

بداية حياة عرابي العسكرية، كانت في 6 ديسمبر عام 1854، وبدأ كجندي إلا أنه عين ضابطًا صف بدرجة أمين بلوك، وترقى إلى أن وصل إلى رتبة ملازم ثاني بعد 4 سنوات في الخدمة.

وبدأ عرابي الثورة العرابية عام 1881، بسبب تدهور أحوال البلاد، وسوء الأحوال الاقتصادية، وانحياز عثمان رفقي ناظر الجهادية للشركس في الجيش واتباع أساليب الشدة والعنف مع المصريين من قبل رياض باشا، وعودة نظم المراقبة الثناثية «الإنجليزي الفرنسي»، كما تحدى عرابي الخديوي توفيق وطالبه بتغييرات وقوانين للمساواة، وعمل قيادة وطنية، فقال له توفيق: «كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساننا» فرد عليه عرابي: «لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم».

واضطر الخديوي إلى الموافقة على طلبات عرابي بعد الالتفاف الشعبي حوله واستطاع إجبار الخديوي على تشكيل نظارة شبه وطنية لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية، وبعدها حصل عرابي على نفس المنصب عندما أصبح البارودي رئيسا للوزراء، وظل عرابي يجاهد ضد الانجليز وفشلت الثورة العرابية بسبب الخيانة، وتم نفي عرابي إلى جزيرة سيلان بعد تخفيف عقوبة الإعدام التي حكم بها عليه، وعاد عرابي من المنفى بعد 18 عاما، وتدهورت صحته وأصيب بالعمى وتوفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911.

مشوار المشير طنطاوي من العدوان الثلاثي حتى حكم مصر

للمشير الراحل محمد حسين طنطاوي، الذي وافته المنية في نفس يوم رحيل الزعيم أحمد عرابي، بطولات ومواقف كثيرة على المستويين المحلي والدولي، تؤكد جميعها مدى حب الراحل للوطن، ودفاعه عن أرض مصر حتى أخر لحظات عمره الذي ناهز 85 عام.

حصل المشير طنطاوي على لقب المشير في أكتوبر 1993، بينما شغل منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية في الفترة من 20 مايو 1991، حتى 12 أغسطس 2012، حيث أدار البلاد في أصعب لحظات التاريخ الحديث، بعد تنحي الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، في 11 فبراير 2012، وتولى طنطاوي رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وظل حتى قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستوري وتسلم منصبه في الأول من يوليو 2012، وقرر إحالة المشير للتقاعد في 12 أغسطس 2012، حيث مُنح وقتها قلادة النيل، وعيّن مستشاراً للرئيس السيسي.

وشغل المشير طنطاوي عدداً من المناصب القيادية في القوات المسلحة المصرية، من بينها قائد الجيش الثاني الميداني «1987»، ثم قائد الحرس الجمهوري «1988»، قبل أن يصبح القائد العام للقوات المسلحة في 1991، وشارك المشير طنطاوي في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم في حرب عام 1967، وفي حرب الاستنزاف «1967-1970»، وفي حرب أكتوبر عام 1973، حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة، ثم في حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث شغل منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال تحرير الكويت، وبناءً على إنجازاته وجهوده في الحرب، حصل على عدة أوسمة، وهي وسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت.

وفاة صاحب الشفرة الذي تلاعب بـ«إسرائيل»

البطل أحمد إدريس

توفى البطل أحمد إدريس، ابن النوبة، صاحب فكرة شفرة حرب أكتوبر باللغة النوبية، في مقر إقامته بمنطقة «كينج مريوط» بالإسكندرية، عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد صراع مع المرض، وجاءت وفاته مواكبة لرحيل المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق.

كان البطل أحمد إدريس النوبي، عريفاً بالقوات المسلحة، وتطوع في الجيش عام 1954 كجندي في قوات حرس الحدود، وأثناء خدمته في الجيش عام 1971 سمع الرئيس أنور السادات يتحدث عن شفرة، فعرض عليه استخدام اللغة النوبية التي لا يعرفها أحد غير النوبيين كشفرة تستخدم فى الحرب مع إسرائيل، ومن هنا أصبح صاحب فكرة الشفرة في حرب أكتوبر المجيدة، ووقتها أمر الرئيس الراحل أنور السادات بأن يتم الاستعانة بالنوبيين الذين تربوا في بلاد النوبة القديمة، وتم استخدام اللغة النوبية كسر من أسرار الحرب، وبالفعل لم يعرف هذا السر سوى 5 أفراد فقط في الجيش المصري.

الراحل مع الرئيس السيسي

وحكي البطل أحمد  إدريس، أنه جرى القبض عليه، ووضع الكلبشات في يديه من أجل أن يكون الأمر طبيعياً، وكان جزءاً من الخطة التي تم وضعها، ونُقل إلى قيادة الجيش، للإشراف على استخدام الشفرة النوبية، حيث استعان بأفراد نوبيين تواجدوا في صحراء سيناء، وكانت مهمتهم تتمثل في عدد المركبات التي تستخدمها قوات العدو الإسرائيلي، وووقتها تسمية المحطات في الصحراء بأسماء نوبية، وتواجد مع رئيس العمليات وقائد العمليات وقادة الكتائب وقادة الفصائل، وانسحب النوبيون يوم الجمعة 5 أكتوبر بعد أداء مهامهم، وبدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973، لينتصر الجيش المصري في المعركة التي أذهلت العالم.