الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على معنى الشفرة النوبية لابن أسوان أحمد إدريس وسرها في إنتصارات أكتوبر

الحاج أحمد إدريس
الحاج أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية فى حرب أكتوبر المجيدة

أحداث متتالية شهدتها محافظة أسوان منذ الصباح الباكر اليوم الثلاثاء، والتي تمثلت في وفاة أبناء أسوان والنوبة المشير محمد حسين طنطاوى حامي مصر وزير الدفاع الأسبق، ورئيس المجلس العسكري عقب ثورة 25 يناير،  ليعقبه بساعات قليلة معدودة وفاة صاحب شفرة إنتصارات حرب أكتوبر المجيدة البطل المصري الصول أحمد إدريس. 

وفي هذا الإطار نلقي الضوء عبر منصة " صدى البلد " علي مسمى وكواليس الشفرة النوبية لأحمد إدريس ،  فالمتعارف بأن اللهجة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهما "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا"، ويعود أصل "الكنزية" إلى اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة فى السودان، بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية"، التى كان يتحدث بها سكان شمال السودان.

وبعد تولى الرئيس السادات الحكم بنحو 3 أشهر كان كل ما يتم بشأن إرسال الإشارة يتم فكها من جانب الجيش الإسرائيلى، وظل الجيش المصرى نحو 7 أيام لا يستطيع إرسال إشارات داخلية بين قياداته.

وتم الإتفاق على إستخدام اللهجة النوبية كشفرة حيث أنه تقرر الإستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم نحو 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال وإستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 حتى حرب 1973.

وكانت كلمة "أوشريا" هى الكلمة الأشهر فى قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربى "أضرب"، وجملة "ساع آوى" تعنى "الساعة الثانية"، وبتلقى كل الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوى" بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل فى تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الإنتصار.

هذا وكانت قد أعلنت أسرة أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية، وفاته اليوم الثلاثاء، بمحل إقامته بمحافظة الإسكندرية عن عمر يناهز 84عاما، وعن رحلة كفاح وكواليس قصة البطل المصرى أحمد محمد أحمد إدريس من قرية توماس وعافية ببلاد النوبة بمحافظة أسوان ، وقد تطوع فى قوات حرس الحدود عام 1954 وحتى عام 1994 ، وشارك فى جميع الحروب ، وأبرزها حرب أكتوبر المجيدة التى كان للحاج أحمد صاحب أهم وأبرز دورساهم فى إنجاح الحرب وتحقيق أعظم إنتصار وهو إنتصار أكتوبر العظيم ، فهو صاحب شفرة النصر .  

وخلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة السادسة والعشرين بمناسبة ذكرى إنتصارات أكتوبر والتى تم تنظيمها فى 10 أكتوبر عام 2017 تم عرض فيلمًا تسجيليًا بعنوان "الشفرة" وتضمن شرح من البطل أحمد إدريس لطرق التغلب على أعمال التنصت اللاسلكي أثناء حرب أكتوبر.     

وصدق الرئيس عبد الفتاح السيسى على منح المساعد أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية لما قدمه من خدمات للوطن وقت حرب أكتوبر 1973، وأجهش البطل أحمد إدريس فى البكاء فور إعلان حصوله على النجمة العسكرية، بينما ذهب الرئيس السيسى لتهنئته وقام باحتضانه تقديرا لدوره الوطنى.   

وكان قد أشار أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية المستخدمة فى حرب أكتوبر المجيد فيما قبل عن أنه فرح عند لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أنه شعر بطيبة رئيس الجمهورية وأنه يقدر البسطاء، ولما سلمت عليه قولتله: أنا كاتم سر الشفرة بقالى 40 سنة، فرد عليا وقالى أنا عارف وهكافائك على دورك".   

وكان قد روى أحمد إدريس قصة الشفرة خلال الفيلم التسجيلي الذى تم عرضه في هذه الندوة بأنه قال لقائد اللواء ورئيس الأركان عندما كانوا يتحدثون عن موضوع الإشارات التي يتم التعرف عليها ، حيث قال لهم إدريس بأن السيطرة على موضوع الشفرة يمكن أن يتم من خلال أن يتم التحدث باللهجة النوبية لأن ليس لها حروف ويتم التحدث بها، فرئيس الأركان اتصل على الفور بالرئيس الراحل أنور السادات ونقل له ذلك ، فقال له الرئيس من قال لكم ذلك فأوضح بأن هناك شاويش هو الذي قال ذلك، فأعطى الرئيس السادات أوامره بأن يتم تواجدى فى اليوم التالى لمقابلتى، ويتم وضع الكلبشات بيدى لعدم الإفصاح عن هذا الموضوع ويتم فى سرية، فجاء قائد الأركان ونقيب وشاويش وتم وضع الكلبشات فى يدي ، وتم أخذي إلى مكتب الرئيس وجلست منتظر لنحو ساعة ونصف الساعة، وتهيأ لى بأن هذه المدة مسافة 3 سنوات .  

وتابع أول ما جاء الرئيس السادات أعطيت له التحية ، فوضع الرئيس السادات يده على كتفى ، فشعرت وحسيت بأنه أبى، ووجدت راحة ، واستفسر عن اللغة النوبية منى ، فقلت له بأن الإرسال والإستقبال يكون باللهجة النوبية فى الشفرة ، فقال لى ماشى كلامك ، فقلت له بأن يتم الاستعانة بالناس الذين تربوا فى بلاد النوبة القديمة ، فقال لى بأن أقرب الناس إليك لا تقول لهم بذلك ، والسر ده يعرفه 5 أفراد ولو خرج سأضربكم بالنار.  

ورجعت بعد أجازة وجدت جواب لى بأن يحضر الرقيب أحمد محمد أحمد إدريس إلى قيادة الجيش بكامل مهماته، فذهبت لقيادة الجيش وجدت 344 فردا نوبيا، وتم إدخالنا إلى صحراء سيناء ، ودخلنا فى معسكرات، وكان عملنا أن نحدد عدد المركبات الموجودة فى المنطقة، والرئيس السادات حدد لنا محطات وقال بأن يتم تسميتها بأسماء نوبية، ومع كل واحد من رئيس العمليات وقائد اللواء والكتائب والفصائل وغيرهم يوجد واحد نوبى، وكنا متواجدين حتى الهجوم وكان كل الكلام باللغة النوبية، وكان الضرب يوم السبت يوم عيد الغفران للعدو ، وقال إن مؤسسته هى القوات المسلحة وعاش فيها أكثر مما عاش فى خارجها .