الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكتاتيب زمان.. المدرسة الأولى لكل أطفال الشعب | نوستالجيا

الكتاب زمان
الكتاب زمان

الكُتَّاب قديما هو أول معهد لتعليم الأطفال وكان في كل حي أو أكثر وهو عبارة عن غرفة فسيحة بعض الشئ فُرشت بالحصير  يجتمع فيها الأطفال والحجرة مكونة من هذا الحصير ومن صندوق توضع فيه الألواح ومن زير مغطى بخشب معلق به كوب مربوط بحبل فمن أراد أن يشرب أخذ الكوز وملأه بالماء.

سيدنا الشيخ

مُعلم الكُتَّاب يسمى فقي تحريفا لكلمة فقيه ومساعده يسمى العريف والفقي عادة لا يعرف شيئا إلا حفظ القرآن الكريم ويكتب كتابة عاجزة وكثيرا ما يكون أعمى ويسمى " سيدنا " ويمسك بيده عصا طويلة من جريد النخل يستطيع أن يصيب بها أبعد ولد عنه فإذا وجد طفلا لا يتحرك ضربه بالعصا وقال له اهتز والفقي عادة يسمع للأولاد الدروس الماضية وغالبا ما يكون ذلك يوم الخميس ثم يقرئهم شيئا جديدا.

حكاية الفلقة
ومن أساس الكُتَّاب "الفلقة" وهي عصا غليظة مُصْمتة في الغالب وقد خرقت خرقين ركب فيهما سير من الجلد فإذا أراد شيخ الكتاب ضرب ولد يعمل على ادخال رجله في الفلقة ثم لواها على رجليه ثم أمسك بعصا يضرب بها الرجلين المشدودتين وقد تشق رجل الطفل ويسيل منها الدم.

وكان في العادة يأخذ شيخ الكتاب من كل طفل قرشا ويحضر الطفل من بيته رغيفا ويجمع هذه القروش ويشتري بها عند الظهر فول نابت أو مخلل ويلتف الأطفال حول الطعام للغذاء، وكثيرا ما يكون أحد الأطفال مريضا فيعدي الأصحاء وكثيرا ما كانت هذه الكتاتيب في أماكن غير صحية مثل عدم وجود نور كاف أو شمس كافية أو تكون بجانب مراحيض المسجد.

والكتاتيب هي المدرسة الأولى لكل أطفال الشعب غنيهم وفقيرهم وذلك قبل أن تُنشأ رياض الأطفال وكان بعض الأغنياء يستغنون عن الكتاتيب بمدرس خصوصي يأتي للأطفال في بيوتهم، أما البنات قليل ما يتعلمن القراءة والكتابة في الكُتَّاب لأنه كان منتشر أن تعليم البنات من المصيبات لذلك يبقيان في المنزل ويقومن بالأعمال المنزلية وبعضهن يتعلمن الخياطة على يد معلمة وهي سيدة أو آنسة تقبل تلميذات في بيتها تعلمهن الخياطة من أولها إلى أخرها.

الخديوي اسماعيل واصلاح التعليم

تؤكد الحواديت التاريخية التي تم تداولها فيما بعد، أن الخديو إسماعيل نجح في إصلاح النظام التعليمى فى مصر حيث قام بـ إصدار القانون الشهير المُسمي قانون خاص بالتعليم عام 1867، وكان يهدف هذا القانون لتطوير التعليم الأساسي الابتدائي والكتاتيب في مصر في ذلك الوقت.

وقد نص هذا القانون على أنه يجب تكون تلك الكتاتيب التي لديها دخل كافٍ من الهبات المُقدمه إليها، تحت سلطة الحكومة ، وفي حال زوال العائلات صاحبة الهبات الوقفية، تُحَوَل الهبات المالية للحكومة لاستخدامها في الصرف على المدارس، أي أن عددًا من الكتاتيب كان عليه ان يُدار من خلال ديوان المدارس، ولكن نفقاته تكون من اموال الوقف.

وحسب القانون كان على القرية أو المحافظة أن تتحمل نفقات التطوير أو البناء للمدرسة المقامة بها ، كما كان علي الأهالي المساعدة من أجل توفير المواد اللازمة للمدارس فضلًا عن رواتب المُدرسين والمُرشدين.

الأوقاف والكتاتيب

حرصت وزارة الأوقاف  مؤخراعلى افتتاح الكتاتيب داخل المساجد منذ فترة بعيدة وذلك لتربية النشأ على تعاليم الدين الإسلامى وتحفيظ القرآن، لكن وبسبب جائحة كورونا تم توقف نشاط الكتاتيب داخل المساجد بما دفع كثيرا من الأطفال للجلوس داخل منازلهم فيما اتجه آخرون لاستمرار نشاط الكتاتيب داخل مراكز خصوصية دون مراعاة لظروف التباعد الاجتماعى، بما يجعل عودتها خلال الفترة المقبلة ضرورة ملحة حماية.