الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألفريد فرج تلميذ تفوق على أستاذه توفيق الحكيم.. وهذا سر غيرته بعد «حلاق بغداد»|خاص

توفيق الحكيم وألفريد
توفيق الحكيم وألفريد فرج

تتلمذ الكاتب المسرحي ألفريد فرج على يد أستاذه توفيق، خرج من عباءته سائرا على نفس نهجه في الكتابة، جمعتهما الصداقة والتلمذة في الوقت نفسه، حتى أن ألفريد فرج جمع حواراته مع توفيق الحكيم ودونها في كتاب.

 

توظيف الأساطير

يرصد «صدى البلد» أوجه الاتفاق والاختلاف بين الكاتبين، في البداية يتضح تأثر ألفريد فرج بأسلوب أستاذه توفيق الحكيم في المسرح الذهني في بعض مسرحياته كذلك توظيف الأسطورة مثل توفيق الحكيم.

 

ويتحدث د. علي محمد السيد خليفة، أستاذ بكلية الآداب-جامعة العريش، وأستاذ مشارك بالكلية الجامعية بتربة -جامعة الطائف، عن الكاتبين، قائلا: "ألفريد توسع عن الحكيم وعن كل الكتاب المعاصرين في فترة الخمسينات والستينات التي تعد فترة التوهج للمسرح المصري  في العصر الحديث".

2019_10_22_16_55_7_934
2019_10_22_16_55_7_934

 

التراث العربي

ويتابع في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد» أن الفريد تميز باهتمامه بالتراث العربي خاصة المستوحى من القصص الداخلية لـ "ألف ليلة وليلة" وليس الإطار فقط، متابعا أن ألفريد بدأ في توظيفها في كتابة مسرحياته، ويقول: "استفا من الشكل مثل مسرحية حلاق بغداد التي يتضح فيها التأثر بألف ليلة وليلة وحتى أنه بدئها بامرأة تقوم بالحكي والقص مثل شهرزاد" وهكذا استفاد من أسلوب الحكي والقص مثل شهرزاد والقصص الداخلية.

 

مسرحية حلاق بغداد
مسرحية حلاق بغداد

تنوعت تجارب ألفريد فرج في المسرح لكن اهمها كانت تجاربه المستلهمة من التراث العربي مثل "حلاق بغداد" و"الطيب والشرير والجميلة" وعدة مسرحيات أخرى تميزت بلغة الحوار المميزة التي كانت مزيجا بين الفصحى والعربية، ويوضح خليفة: "إضافة العامية في بعض المصطلحات حتى لا يشعر المتلقى أنها لغة غريبة عنه، وذلك رغم تناوله موضوعات تراثية لكنها موجهة لجمهور معاصر".

 

كذلك استمد كتاباته من التراث الإنساني بشكل عام والعربي على وجه الخصوص، مثل مسرحية "رسائل قاضي اشبيلية" المكونة من 3 فصول كل فصل له حكاية مختلفة، والذي يمزج بينهم هو قاضي يخبر الأمير حاكم البلاد في الأندلس أنه كبر في السن وتتوالى الأحداث.

 

براعة اللغة 

وتعد هذه اللغة الأفضل في نقل الكوميديا، والبعض قلده لاحقا في توظيف اللغة، مثل مسرحية "الاميرة والصعلوك"، واعتمد في حلاق بغداد اعتمد على قصة معروف الاسكافي وحلاق بغداد من ألف ليلة وليلة ويشير إلى أنه من الواضح ان كتب التراث خصوصا النوادر كانت في ذهن ألفريد.


ويستكمل عن أوجه الاتفاق بين الكاتبين: "يتميز ألفريد أنه أكثر التصاقا بالتراث العربي وقدرته على إعادة صياغته مسرحيا بشكل حيوي ومرن يجعل المتلقي يتجاوب مع المسرحية".

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

 

غيرة الحكيم 

ومن المرجح أن مسرحيات ألفريد وحركة المسرح هي التي أغرت أستاذه الحكيم في كتابة مسرحيات أيضا خلال الخمسينات والستينات، ومنها العديد من المسرحيات المستوحاة من التراث، مثل "السلطان الحائر" الذي استلهمها من التراث في فترة العصر المملوكي، ومسرحية "شمس النهار" من التراث الشعبي.


وحاول الجميع تقليد ألفريد في الكتابة المستوحاة من التراث والفكاهة والنوادر ولكن لم يصل أحد إلى نفس مكانته، ويصفه خليفة بأنه واحد من أفضل خمس كتاب عرب في القرن العشرين.


أما الاختلاف بينهما كان في العرض المسرحي للنصوص، ورأي ألفريد أن النص لا يأخذ صفته الشرعية إلا بعرضه على المسرح وهذا هو وجوده الحقيقي، وكان يهتم ألفريد بحضور تدريبات المسرحيات والعلاقة بين المخرج والممثلين وإجراء الحوارات والمناقشات بشكل تفاعلي، فيما لم يعر الحكيم أهمية لعرض مسرحيات من نصوصه.