يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى الثلاثاء من الأسبوع المقبل، عددًا من المشروعات الحكومية فى محافظات الصعيد، ومنها محلج الفيوم المطور الذي يعد أول المحالج المطورة ضمن خطة وزارة قطاع الأعمال العام؛ لتطوير صناعة الغزل والنسيج فى جميع مراحلها.
ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة البلاد فى 2014 كان دعم الصناعة وتطويرها وخاصة الغزل والنسيج فى مقدمة اولوياته لما تتمتع به من مزايا تنافسية عالية تؤهلها للمنافسة فى الأسواق المحلية والخارجية.
وكان تطوير محالج القطن فى مصر ركن أساسى لاستعادة هذه الصناعة مكانتها إذ لم يلحق بها أى تطوير يذكر ويرجع تاريخ صنع بعض الماكينات المستخدمة فى الحليج إلى العام 1878، حيث كان يتناثر القطن فى أرضيات المحلج قبل الحليج، وعمليات تداول ونقل القطن تتم يدويا ما يعرضه للتلوث وبالتالي موقف القطن المصرى تأثر سلبًا محليًا وعالميًا من حيث الجودة والسعر، فضلا عن عدم ملائمة بيئة العمل للعاملين نظرًا لتصاعد الأبخرة والغبار الناتج من عملية الحليج والتداول اليدوى
تطوير محلج الفيوم
يعد محلج الفيوم المطور أول نموذج لتطوير محالج القطن، لاستعادة مكانة القطن المصرى عالميًا وتعظيم القيمة المضافة للذهب الأبيض، حيث تم الانتهاء من إنشاء وتشغيل المحلج الذي يعد واحدًا من بين 7 محالج جديدة في خطة التطوير.
أقيم محلج الفيوم الجديد على مساحة أقل من المحالج القديمة حيث تبلغ مساحته نحو 10 أفدنة على طريق الفيوم / بنى سويف بعيدا عن الكتلة السكنية، ويعمل بتكنولوجيا حديثة لأول مرة تدخل مصر، وبطاقة إنتاجية 5 طن / ساعة، فيما تبلغ التكلفة الإجمالية لإنشاءه نحو 250 مليون جنيه.
وتتم عمليات الحليج في المحلج المطور تتم من خلال ماكينات دون تدخل يدوي، لتوفير القطن الخام اللازم للصناعة بجودة عالية وخالى تمامًا من الشوائب والملوثات. وتم إدخال جهاز الكترونى حديث (H.V.I) لقياس خواص شعيرات القطن واجراء اختبارات الرطوبة داخل المحلج، كما يتم وضع "باركود" على كل بالة يتم إنتاجها في المحلج عليها كافة بيانات القطن (منطقة الزراعة – اسم حائز القطن – اسم المحلج – تاريخ الحليج – المواصفات الفنية للقطن الشعر).
مراحل العمل داخل المحلج
القطن الزهر الوارد من المنتجين الى المحلج يمر بعدة مراحل للخلط والتجانس والتفتيح فيما يسمى بمرحلة (التضريبة) قبل الحليج، ثم يمر بعدة عمليات للتنظيف للتخلص من الشوائب والمواد الغريبة بالإضافة إلى التحكم فى درجة الحرارة والرطوبة ليكون القطن جاهزا لعملية الحليج، كما يمر القطن الشعر بعد الحليج بعدة مراحل للتنظيف حتى يصل إلى المكبس الذى ينتج بالات قطن ذات كثافة عالية بمواصفات عالمية.
وأعلنت وزارة قطاع الأعمال عن إنشاء وتأسيس شركة للمعاصر بالشراكة مع القطاع الخاص، لتقوم بعصر بذور القطن الناتجة من الحليج داخل المحالج الجديدة بمساحة حوالى 1000 م2 داخل كل محلج، لإنتاج زيت بذرة القطن وأيضا الكسب الذى يستخدم كأعلاف للماشية.
التشغيل التجريبى للمحلج
وانطلقت التطبيق التجريبى للمنظومة الجديدة للتداول الأقطان منذ عامين، وفى سبتمبر الماضى شهد مركز تجميع الحادقة بمحافظة الفيوم جلسة مزاد لبيع الأقطان ضمن منظومة تجارة الأقطان الجديدة للموسم 2022-2021 وتم توريد كمية من الاقطان المباعة إلى محلج الفيوم المطور .

خطة تطوير شركات الغزل و النسيج :
وكشف هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام فى تصريحات سابقة ل"صدى البلد"، أن خطة تطوير شركات الغزل و النسيج لم تكن سهلة الأصلاح ، فهى سلسلة امداد تبدء من زراعة القطن ثم الحليج ثم الغزل و النسيج و الصباغة و التجهيز و الملابس الجاهزة ثم التجارة، تم العمل على جميع الحلقات لضمان نجاح خطة التطوير وسيتم الانتهاء من 90 % من خطة تطوير شركات الغزل بنهاية 2022.
وذكر وزير قطاع الأعمال العام، أن قيمة القرض البالغ نحو 540 مليون يورو هو جزء من تمويل خطة تطوير شركات الغزل و النسيج.
وكانت وزارة قطاع الأعمال العام أعلنت عن تكليف البنك الأهلي وبنك مصر بقيادة المفاوضات بين الشركة القابضة للغزل و النسيج و الملابس الجاهزة من جهة والبنوك الأجنبية ومؤسسات الضمان Serv – Sace من جهة أخرى.
وكشفت وزارة قطاع الأعمال العام أن خطة تطوير شركات الغزل والنسيج ومحالج الأقطان اعتمدت على تطوير ماكينات صناعة الغزل والنسيج وفض التشابكات المالية مع بعض الجهات الحكومية المدينة للشركات من بينها بنك الاستثمار القومي، بالإضافة لإعادة استغلال الأصول غير المستغلة لتحقيق قيمة مضافة بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة للحصول على تمويلات من البنوك والمؤسسات المالية ليتم تدبير 1.5 مليار جنيه من بنك الاستثمار القومي و540 مليون يورو من المؤسسات الأجنبية لعقود توريد الماكينات.
وتتضمن خطة التطوير دمج 9 شركات حليج وتجارة أقطان فى شركة واحدة، ودمج 22 شركة غزل ونسيج وصباغة وتجهيز فى 8 شركات كبرى.