الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تهدد العالم.. لماذا حرّمت دار الإفتاء استخدام أحد أشهر تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

حكم استخدام تقنية
حكم استخدام تقنية التزييف العميق

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز شرعًا استخدام تقنية (DeepFake: التزييف العميق) لتَلْفِيق مقاطع مَرْئية أو مسموعة للأشخاص باستخدام الذكاء الاصطناعى لإظهارهم يفعلون أو يقولون شيئًا لم يفعلوه ولم يقولوه في الحقيقة؛ لأنَّ في ذلك كَذِبًا وغِشًّا وإخبارًا بخلاف الواقع، وفي الحديث: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم)، وهو نَصٌّ قاطعٌ صريحٌ في تحريم الغِشِّ بكل صوره وأشكاله.

 

حكم استخدام تقنية التزييف العميق 

وأضافت الإفتاء أن الإسلامُ إذ حثَّ على الابتكار والاختراع؛ فقد جَعَله ليس مقصودًا لذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غَرَضٍ ما؛ لذا أحاط الإسلامُ الابتكاراتِ العلمية بسياجٍ أخلاقيٍ يقوم على أساس التقويم والإصلاح وعدم إلحاق الضرر بالنفس أو الإضرار بالغير، فمتى كان الشيء الـمُخْتَرع وسيلة لأمرٍ مشروعٍ أخذ حكم المشروعية، ومتى كان وسيلة لأمر منهيٍّ عنه أخذ حكمه أيضًا.

 

وأوضحت  الإفتاء  في إجابتها عن سؤال: «ما حكم استخدام تقنية التزييف العميق لتلفيق مقاطع مرئية؟»  أن اختلاق هذه المقاطع بهذه التقنية فيه قَصْدٌ الإضرار بالغير، وهو أمر منهي عنه في حديث النبي صلى الله وعليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، إضافة لما فيها من الترويع والتهديد لحياة الناس، والشريعة الإسلامية جعلت حفظ الحياة من مقاصدها العظيمة وضرورياتها المهمة؛ حتى بالغت في النهي عن ترويع الغير ولو بما صورته المُزْاح والترفيه.

 

وتابعت دار الإفتاء: «وهو أيضًا جريمة قانونية يُعاقَب عليها وَفْق القانون رقم (175) لسنة 2018م، الخاص بـ«مكافحة جرائم تقنية المعلومات»؛ فقد جَرَّم المُشَرِّع المصري في هذا القانون نشر المعلومات المُضَلِّلة والمُنَحرِّفة، وأَوْدَع فيه مواد تتعلق بالشق الجنائي للمحتوى المعلوماتي غير المشروع”.

 

الابتزاز الإلكتروني

أفادت دار الإفتاء بأن الابتزاز الإلكتروني جرم يرتكبه الإنسان عن طريق التهديد والإكراه، وهو معصية ذات إثم كبير تصل إلى كونها كبيرة من الكبائر، وحيث إن الشريعة جاءت بحفظ الضرورات الخمس: «الدين والنفس والعرض والعقل والمال»؛ فإن الابتزاز والمعاونة عليه هو محض اعتداء على هذه الضرورات، والله تعالى يقول: «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» (المائدة:٨٧).

 

وأكملت: وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا"، وفي الابتزاز ترويع للغير فكان ظلمًا للنفس والغير، فالظلم جريمة حرَّمها المولى سبحانه على نفسه، فقال تعالى: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا" (رواه الإمام مسلم). فالشخص الذي يبتز غيره ومن يعاونه عليه ظالمان مرتكبان كبيرةً، ويجب على من وقع عليه الابتزاز أن يقاومه فلا يقع فريسة لمن يبتزه.

 

خطورة تقنية التزييف العميق

يعد "التزييف العميق" من أخطر تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تشويه سمعة الآخرين بتركيب جوهم على صور وفيديوهات مزيفة وتلفيق تهم للآخرين بدون وجه حق.

وظهرت تقنية "التزييف العميق" للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014 وصممه مهندس بشركة "ابل" يدعى " إيان جودفيلو"، الذي يعمل في شركة آبل.

 

التزييف وانتحال الشخصيات

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الأمر الأكثر خطورة فى تقنية التزييف العميق هو أنه يتم  تحريرها أو صناعتها، بما يتجاوز التعديلات التي أجريت للوضوح أو الجودة، بطرق لا تظهر للشخص العادي ومن المحتمل أن تضلل شخصًا ما ليتصور أن موضوع الفيديو قد قال كلمات لم يقلها الشخص بالفعل. 

وتم استخدام تقنية التزييف العميق لأشخاص ينتحلون عددا من المشاهير منهم الممثل العالمى الشهير، توم كروز ، واعتقد البعض أنه هو وليس مجرد  تقنية للفبركة، كما تم استخدام التقنية مع مسئولين سياسيين منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما. 

 

تجريم فيسبوك للتزييف 

ووفقا لوكالة سبوتنيك الروسية، فقد أعلن موقع فيسبوك، أنه يستعد لمواجهة تداول مثل هذه مقاطع الفيديو، وذلك باستخدام تقنية جديدة لتقييم الهدف من فيديوهات "الديب فيك" المنشورة عبر فيسبوك، ومنعها من التداول وتأتي خطوة منع فيديوهات "ديب فيك" من فيسبوك بعد تداولها لأغراض مخيفة.

وقال مسئول بالشركة: "من الواضح أن خطر استغلال هذه الفيديوهات يزداد بشكل مخيف، ويجب ردعها حتى لو تكلف الأمر مبالغ ضخمة"، وتأتي خطوة فيسبوك لمنعها بمسابقة برعاية فيسبوك يطلق عليها "تحدي اكتشاف Deepfake" والتي ستقدم منحا وجوائز لتحفيز مشاركة مستخدمي التطبيق.

وستدفع فيسبوك أكثر من 10 ملايين دولار لتتعاون مع عدد من المنظمات، بما في ذلك Microsoft والمدارس مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومنظمات غير هادفة للربح للقضاء على هذه التقنية.