قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عزل رئيس الوزراء عمران خان وإضرابات واسعة.. ماذا يحدث في باكستان؟.. تفاصيل

باكستان
باكستان

تعيش باكستان إضرابات كبيرة بالداخل على المستوى السياسي بعد أن صوت مجلس النواب الباكستاني على سحب الثقة من حكومة عمران خان، رئيس الوزراء الأسبق، وانتخاب شهباز شريف خلفا له.

وكان البرلمان الباكستاني، صوّت، السبت، لصالح سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان، بعد محاولتين فشل فيهما في تحقيق هذا الهدف.

وفي نفس اليوم أيضا، أعلن رئيس المجلس الأدنى بالبرلمان الباكستاني استقالته، على خلفية تفاقم الأزمة حول تصويت في البرلمان للإطاحة بخان.

وقال رئيس مجلس النواب الباكستاني، إن أحزاب المعارضة تمكنت من الحصول على 174 صوتا في مجلس النواب المؤلف من 342 عضوا لدعم اقتراح سحب الثقة، ما جعل لها الأغلبية في التصويت. ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم.

مظاهرات حاشدة في باكستان

خرج عشرات الآلاف من أنصار رئيس الوزراء الباكستاني المقال عمران خان إلى الشوارع ملوحين بأعلام حزبه وتعهدوا بدعمه، خاصة في مدينة كراتشى الساحلية بجنوب بحر العرب التي خرج بها أكثر من 20 ألف شخص يرددون شعارات تتعهد بعودة رئيس الوزراء عمران خان إلى السلط.

وفى العاصمة إسلام أباد، أضاءت أنوار الآلاف من المؤيدين سماء الليل بينما كان خان يشق طريقه بين الحشد على متن شاحنة ذات ألوان زاهية.

من هو شهباز شريف؟

ومن جانبه، انتخب البرلمان الباكستاني، اليوم الاثنين، النائب المعارض شهباز شريف، رئيسا جديدا للوزراء، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ويتزعم المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018.

وشغل شهباز شريف 3 مرات منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، أغنى ولايات باكستان، وشملت مسيرته سنوات من النفي قضاها في السعودية بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه عام 1999، كما واجه تهما تتعلق بفساد مالي.

وولد شريف (72 عاما) في كنف عائلة ثرية، لكنه وعلى غرار شقيقه نواز، شق طريقه في عالم السياسة بدلا من إدارة أعمال العائلة، حيث تخرج في الكلية الحكومية في لاهور، وتمتد مسيرته بالسياسة لأكثر من 4 عقود.

وبدأ حياته المهنية في الخدمة العامة، رئيسا لغرفة تجارة وصناعة لاهور عام 1985، ثم انضم إلى المجال السياسي على خطى شقيقه الأكبر نواز شريف، حيث تم انتخابه لأول مرة لعضوية جمعية البنجاب عام 1988.

كما انتخب شريف عضوا في الجمعية الوطنية الباكستانية خلال الفترة 1990-1993، ثم عضوا في جمعية البنجاب عام 1993 عندما شغل منصب زعيم المعارضة حتى عام 1996،وأصبح عضوا في جمعية البنجاب للمرة الثالثة عام 1997، وانتخب أيضا رئيسا للوزراء بالإقليم.

وبعد عودته من المنفى عام 2008، انتخب عضوا في جمعية البنجاب للولاية الرابعة، كما شغل منصب رئيس وزراء البنجاب للمرة الثانية حتى مارس 2013، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب.

وفي الانتخابات العامة خلال 2013، وصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى السلطة في البنجاب، وبعد ذلك تم انتخاب شهباز شريف رئيسا لوزراء البنجاب للمرة الثالثة.

رئيس وزراء جديد لباكستان

وفي هذا الصدد، قالت نهلة عبد المنعم، المتخصصة في الشأن الأفغاني والباكستاني، إن شهباز شريف كان الأقرب لخلافة عمران خان على منصب رئيس الوزراء في باكستان، حسب ما أكدت العديد من التقارير.

وأضافت عبد المنعم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن شهباز شريف هو زعيم حزب الرابطة الإسلامية وشقيق رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، لافتا إلى أن شريف كانت تطاوله اتهامات سابقه بالفساد عندما تمت الإطاحة بحكومة شقيقه، كما كانت لديه مشاكل متبادلة مع المؤسسة العسكرية في بلاده.

وتابعت: "لكن في السنوات الأخيرة تحسنت علاقته بالمؤسسة العسكرية الباكستانية وعبر عن ضرورة تجاوز البلاد الأزمات ما بين السياسيين والسلطة العسكرية، وأكد أن دور المؤسسة العسكرية مهم في الدولة".

خلافات بين عمران خان والجيش

وأشارت عبد المنعم إلى أن الأوضاع الداخلية في باكستان ليست على ما يرام من حيث ارتفاع الأسعار وهبوط العملة المحلية مما فتح المجال أمام المعارضة بالمطالبة بإطاحة بحكومة عمران خان، لافته أن هناك متغير آخر هام في الأزمة الباكستانية وهو خلاف عمران خان مع المؤسسة العسكرية في باكستان.

وأوضحت أن عمران خان كانت لديه خلافات مع قائد الجيش الباكستاني في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك لأن خان كان يري أن باكستان ليست مضطرة لإدانة روسيا، وعلى الناحية الأخرى كان يري قائد الجيش ضرورة إدانة باكستان لموسكو.

وأكملت: "كان هناك خلاف آخر أيضا بين عمران خان وقائد الجيش بسبب دور الولايات المتحدة في البلاد والمنطقة بشكل عام، حيث إن قائد الجيش كان يرى أن العلاقة مع الولايات المتحدة على رأس أولويات الدولة ويجب أن تكون هكذا، ولكن عمران خان كان يرى عكس ذلك وكان له مواقف مختلفة بخصوص أهمية تواجد الولايات المتحدة في المنطقة وأهمية تواجده العسكري في أفغانستان ورغبتها في بناء قواعد عسكرية في باكستان".

التوافق بين الأطراف المختلفة

ورأت نهلة عبد المنعم أن توافق الأطراف السياسية في باكستان بالمرحلة المقبلة سيكون له دور كبير في تجاوز الأزمة الحالية وتخفيف حدة الاتهامات التي أعلنها عمران خان عن أسباب سحب الثقة منه كرئيس للوزراء، لذلك من المهم أن يتم التوافق بين القوى العسكرية والمدنية في باكستان على شكل الحكم.

واختتمت: "في جميع الأحوال بخصوص مسار الحكم في باكستان خلال المرحلة المقبلة وكيف ستتجه الأزمة، الاستقرار سيكون الحل الأنسب في البلاد بالنسبة للشعب وأيضا للدول الإقليمية المحيطة لباكستان، لأن تزايد الأزمة في البلاد خاصة مع الأزمة الحالية التي تعيشها أفغانستان سيسبب مشكلة إقليمية".