الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى تحريرها الـ 40| مشاهد مذلة لخروج الإسرائيليين من مستعمرات سيناء

صورة لرحيل الإسرائيليين
صورة لرحيل الإسرائيليين من مستعمرات سيناء

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ 40 لتحرير سيناء، تلك الأرض الطاهرة ومعبر الأنبياء، البقعة المقدسة التي طالما مثلت لمصر عمقا استراتيجيًا والتي تتمتع بمكانة راسخة في قلوب جميع المصريين، حيث سيظل يوم تحرير سيناء يجسد ذكرى خاصة في وجدان كل مصري، فملحمة استرداد الأرض تخطت كونها انتصارًا عسكريًا ودبلوماسيًا، بل امتدت لتصبح نموذجًا خالدًا لقهر اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة عسكريًا وسياسيًا.

ويحتفل المصريون في الخامس والعشرين من إبريل من كل عام، بذكرى تحرير سيناء، فقد تم تحرير أرض الفيروز من الإحتلال الإسرائيلي في عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988، حيث قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي باحتلال سيناء كاملة بعد حرب يونيو عام 1967، ومن بعدها، انطلق الكفاح المسلح بين الجيش والشعب في حرب الاستنزاف، وأنتهى بالملحمة الكبرى في نصر أكتوبر 1973.

وبعد نصر أكتوبر، بدأت معركة أخرى، وهي «المعركة الدبلوماسية» بين مصر وإسرائيل، وكانت بدايتها المفاوضات للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1974 وعام 1975، ثم بعد ذلك مباحثات «كامب ديفيد»، التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط ، وبعدها تم توقيع معاهدة السلام «المصرية – الإسرائيلية» عام 1979.

المفاوضات المصرية الإسرائيلية

وفي الخامس والعشرين من إبريل عام 1982 قام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك برفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.

القوة المصرية

كان الإسرائيليون يعتقدون أن مصر قد انهزمت في حرب الـ 6 أيام، وأن مصر بجيشها لن تقم لهم قائمة أخرى، كانوا يتخيلون أنهم سيبقون فيها لأبد الآبدين، يبنون ويعمرون، لفرض سياسة الأمر الواقع، كانوا يعتقدون أن بمستوطناتهم المختلفة في سيناء، أنهم باقون لآخر الزمان، لكن اليد التي بنت، هي التي هدمت ما قاموا ببنائه، والسر هُنا يرجع إلى القوة المصرية، القوة التي ألحقت بهم الهزيمة الكبرى في نصر أكتوبر 1973، والتي فرضت عليهم قوة السلام في عام 1979.

ففي الفترة منذ عام 1967 حتى عام 1982، أنشأ الإسرائيليون المستعمرات والمنازل والمزارع، قاموا بإنشاء الطرق، وشيدوا المباني الخدمية، شيدوا المشاريع السياحية، أنشأوا مطارات وموانئ، كانوا يحاولون فرض سياسة الأمر الواقع، وأن سيناء لم تعد مصرية كما كانت، لكن كان للشعب المصري رأيًا آخر في ذلك.

المفاوضات المصرية الإسرائيلية

المستعمرات الإسرائيلية في شمال سيناء

مستعمرة ياميت

تعد مستعمرة ياميت أكبرَ تجمع استعماري أقامته إسرائيل في سيناء، وكان يقع في شمال سيناء ويطل على البحر الأبيض المتوسط، وكان يضم 15 مستعمرة وكانت إسرائيل تخطط للإبقاء على هذا الإقليم الاستعماري تحت سيادتها وعدم تسليمه لمصر عقب توقيع اتفاقية السلام إلا أنها لم تتمكن من فعل ذلك.

وضمت مستعمرة "ياميت" عددا من المستعمرات الصغيرة منها:

مدينة ياميت "المدينة البحرية"

أقيمت في منتصف السبعينيات، وكانت مركزًا لإقليم "ياميت" الاستعماري، لذا حمل الإقليم نفس أسمها، وكان الهدف من إنشاء هذه المدينة إحداث تواصل إقليمي بين سيناء والنقب، وعزل قطاع غزة عن شمال سيناء وجاء إنشاؤها ضمن خطة "المستعمرات المحيطة بغزة" والتي تضمنت إحاطة قطاع غزة بالتجمعات السكنية الإسرائيلية مثل عسقلان في الشمال وبئر سبع من الشرق وياميت من الغرب وذلك بهدف محاصرة القطاع والحد من توسعه.

وكانت إسرائيل تخطط لجعل مدينة ياميت مدينة ضخمة يصل عدد سكانها مع بداية القرن الحادي والعشرين إلى ربع مليون نسمة، بالإضافة إلى إنشاء مرفأ بحري ضخم بها لتصبح ثالث أكبر مدينة ساحلية لإسرائيل بعد كل من تل أبيب وحيفا.

 مستعمرة ياميت

مستعمرة "سادوت"

تُعد أولى البؤر الاستعمارية التي أقيمت في إقليم "ياميت"؛ حيث أقيمت البنية التحتية لها في عام 1969 على أرض تمتلكها قبيلة بدوية تم تهجير أهلها من المنطقة.

والمستعمرة كان لها أهمية اقتصادية بالغة بالنسبة لإسرائيل، الأمر الذي شجّع على إقامة باقي مستعمرات الإقليم تباعًا، كما اكتشفت إسرائيل آبار نفط بجوار هذه المستعمرة أطلقت عليها حقل "سادوت" النفطي وتم إخلاء هذه المستعمرة في عام 1981.

مستعمرة "ناؤت سيناي"

أقيمت هذه المستعمرة على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمال شرقي مدينة العريش وكانت في بدايتها عبارة عن معسكر حربي ثم أُعلنت كمستعمرة في عام 1972، وفي بداية عام 1978 أنضم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "مناحم بيجين" كعضو شرفي في هذه المستعمرة.

المستعمرات الإسرائيلية في سيناء

مستعمرة "خروبيت"

أقيمت مستعمرة خروبيت في عام 1975، واكتشفت إسرائيل بجوارها موقعًا أثريًا يرجع إلى عصر المملكة المصرية الحديثة، وقامت إسرائيل بتدمير جميع مباني مستعمرات إقليم ياميت بالكامل قبل تسليمها للمصريين باستثناء مستعمرة "ناؤت سيناي" ولاتزال أنقاض مباني تلك المستعمرات موجودة بمكانها حتى الآن.

المستعمرات الإسرائيلية بجنوب سيناء

أقامت إسرائيل أربعة مستعمرات في جنوب سيناء وكان أهمها:

مستعمرة "أوفيرا" وقمة السادات وبيجين

أقيمت في المنطقة الممتدة من خليج نعمة وحتى رأس محمد وكانت تعتبرها إسرائيل عاصمة جنوب سيناء التي أطلقت عليها إسرائيل منطقة "شلومو" وقامت وزارة الإسكان الإسرائيلية خلال الأعوام ما بين 1969 - 1975 بتوطين مئات الأسر اليهودية، وأقامت بها عدة فنادق ومطار وكانت إسرائيل تخطط لإبقاء سيطرتها على هذه المنطقة وعدم التنازل عنها لمصر.

المستعمرات الإسرائيلية في سيناء

وشهدت هذه المستعمرة في عام 1981عقد لقاء قمة أُطلق عليه "قمة أوفيرا" جمع بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين وفي عام 1982 تم إخلاؤها وتسليمها للمصريين ولكن لم يتم هدم منازلها - مثلما حدث في ياميت - حيث تم تسكين عدد من أهالي سيناء في منازل المستعمرة.

مستعمرة "شلهفيت" .. حقول البترول

مستعمرة "شلهفيت مستعمرة أقيمت في منطقة "أبورديس" المطلّة على خليج السويس بالقرب من حقول البترول، وكان يقيم بها العمال والمهندسون الإسرائيليون الذين كانوا يعملون في حقول بترول أبورديس.

وكانت إسرائيل طوال فترة احتلالها لسيناء قد أنهت بترول أبورديس بشكل كبير، حيث كانت تلك الحقول توفر لإسرائيل نصف احتياجاتها من الوقود، كما قامت إسرائيل أيضا بتصدير كميات ضخمة من نفط أبورديس إلى الخارج مما حقق مكاسب ضخمة للاقتصاد الإسرائيلي.

وعند انسحاب إسرائيل من أبورديس في عام 1975 خلفت وراءها آبار النفط هذه وهي مدمرة تمامًا، وادّعت أنها دُمّرت جراء عمليات قوات الكوماندوز المصرية خلال حرب 1973.

المطارات الإسرائيلية في سيناء

أنشأت إسرائيل ثلاثة مطارات أثناء احتلالها لسيناء، دمرت واحدا منها بالكامل قبل الانسحاب واضطرت إلى إبقاء اثنين منها في حالة جيدة وسلمتهما إلى مصر، منها مطار "أوفير" والمعروف بمطار "شرم الشيخ" الحالي ومطار "عتسيون" المعروف بمطار طابا الدولي الحالي ومطار "إيتام" والمعروف بمطار العريش الدولي حاليا.