قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وزير الأوقاف يخطب الجمعة في رأس البر: الجوار حق عظيم يصون من الأذى ويحمي من الشرور .. الدكتور أيمن أبو عمر: الشريعة الإسلامية ترسخ لمجتمع يسوده التراحم والمودة

مفهوم الجار وحقوقه
مفهوم الجار وحقوقه

خطبة مفهوم الجار وحقوقه

وزير الأوقاف: الجوار حق عظيم يصون من الأذى ويحمي من الشرور

خطيب النور: حسن الجوار من كمال الإيمان وأمارة بلوغ أعلى المقامات

أيمن أبو عمر: الشريعة الإسلامية جاءت بمنظومة من الأخلاق الكريمة النبيلة والسامية

اتفقت منابر الأوقاف في خطبة اليوم الجمعة على مفهوم الجار وحقوقه، وذلك ضمن الخطبة الموحدة لوزارة الأوقاف، وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الإسلام عني عناية عظيمة بالعلاقات الإنسانية فجعلها تقوم على الترابط والتراحم والتآلف والتسامح، مبيناً أن للجوار حق عظيم، وكان النبي خير الناس لأهله وزوجه لأحبائه وجيرانه وكان خير الناس للناس أجمعين.

وتابع وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة اليوم من رأس البر تحت عنوان “مفهوم الجار وحقوقه”، عني النبي بحق الجوار عناية خاصة من منطلق المنهج الرباني حيث يقول :"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وقال :"والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن الذي يأمن جاره بوائقه"، أي يخشى من وقع الأذى.

وأشار وزير الأوقاف إلى موقف النبي من امرأة صوامة قوامة لكنها تؤذي جيرانها فقال هي في النار، مبيناً موقف القرآن الكريم من الإحسان إلى الجار حيث ما ورد في سورة النساء من الوصية بذي القربى واليتامى والمساكين والجار فجاء الجميع مجملا إلا الجار فجاء على تفصيل الجار القريب والذي لا يرتبط بصلة قرابة.

كما قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن حق الجوار حق أصيل في الإسلام , حيث يقول الحق سبحانه : " وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا " (النساء : 36) , وقد سأل رجل سيدنا رسول (صلى الله عليه وسلم) أن يدله على عمل يدخله الجنة , فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) :" كُن مُحْسِنًا " قال : وكيف أعرف أني محسن ؟ فقال: " سَلْ جِيرَانَكَ، فَإِنْ قَالُوا : إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ ، وَإِنَّ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ فَأَنْتَ مُسِيءٌ " (المستدرك للحاكم) .


وأضاف جمعة في بيان سابق: كانت العرب قديمًا تعرف حق الجيران ، وفي أمثالهم : "جارٌ كجار أبي دؤاد"، وكان هذا الرجل من خيرة الجيران لجيرانه ، كان إذا مات أحد جيرانه وداه أي : دفع لأهله ما يعادل دية رجل ، وإذا فُقد لجاره شيء أخلفه عليه من ماله .


وأوضح عندما جاء بعض الناس إلى سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكروا له امرأة صوّامة قوّامة ، تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال (صلى الله عليه وسلم) : " هِيَ في النَّارِ " (مسند أحمد) ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ" (سنن الترمذي ) ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"(متفق عليه).


ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ " ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ, وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ", قِيلَ : مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : "الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " ، أي الذي لا يأمن جاره شره .

إن أصابه خير هنأته

وتابع وزير الأوقاف من حق الجار أنه إذا مرض عدته ، وإن أصابه خير هنأته ، وإن أصابته مصيبة عزيته ، وإن استعان بك أعنته ، وإذا استغاث بك أغثته ، وأن تكُفَّ عنه الشر لا أن تؤذيه أنت بأي لون من ألوان الشر قولا أو فعلًا ، مع ضرورة مراعاة أعلى درجات المروءة معه ، وقد جعل سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) شهادة الجار لجاره أو عليه من أعلى درجات التزكية أو الجرح ؛ لأن الإنسان وإن خدع بعض الناس بعض الوقت فإنه لا يمكن أن يخدع جيرانه كل الوقت .


وكان سيدنا أبو الدرداء (رضي الله عنه) يقول لزوجه : إذا طهيتِ طعامًا فأكثري المرق حتى نرسل لجيراننا منه ، وكان سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) إذا ذبح شاة قال : أرسلوا لجارنا اليهودي منها ، حيث إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أوصانا بحسن الجوار على إطلاقه ، ومعاملة جميع الجيران بما يستوجبه حق الجوار .


وأكد جمعة أن الذي نؤكد عليه أن حق الجوار ليس حقًّا للأفراد فحسب , إنما هو حق للدول أيضًا , فكما أن للجوار الفردي حقًا فإن لجوار الدول حقوقًا , من أهمها حفظ الحدود , وحفظ العهود والمواثيق والاتفاقيات , وألا يؤتى جارك من قِبلك , وأن تغيثه إذا استغاث بك , وهو ما تقوم به الدولة المصرية في تعاملها مع سائر جيرانها , ولا سيما الأشقاء الليبيين الذين لهم أكثر من حق , فحقهم لا يقف عند حدود الجوار إنما يتجاوزه إلى حقوق كثيرة يعرفها القاصي والداني .

أمارة بلوغ العبد درجة الإحسان

قال الدكتور أيمن أبو عمر، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة بالأوقاف، في بيانه الإحسان إلى الجار، إن النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر أن كمال الإيمان وأمارة بلوغ العبد درجة الإحسان بإحسانه إلى جاره، موضحاً أن الدين إسلام وإيمان وإحسان، والثلاثة يستدل على حال العبد منها بحاله مع جيرانه.

وتابع خلال خطبة الجمعة اليوم، بعنوان: مفهوم الجار وحقوقه، من مسجد النور بالعباسية، إن المسلم من سلم الناس من لسانه وأولى الناس بالسلامة منه جيرانه، موضحاً أن من الإيمان كما أخبر النبي بقوله :"والله لا يؤمن (كررها ثلاث) من لا يأمن جاره بواتقه" أي شروره مادية كانت أم معنوية.

وشدد على أن الإحسان كأعلى مقامات الدين فجاء رجل إلى النبي يبحث عن عمل يدخله الجنة فقال النبي: كن محسنا، فقال الرجل: كيف أعرف؟، فقال النبي: سل جيرانك إن قالوا أنت محسن فأنت محسن وإن قالوا مسيء فأنت مسيء، مؤكداً أن حسن الجوار يكون في العمل والسفر فكل من جاورك له حق جوار مسلم أم غير مسلم، طائعاً أم عاصياً.

القيام بحق الجار

كما قال الدكتور أيمن أبو عمر، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة بالأوقاف، في بيانه الإحسان إلى الجار خلال خطبة الجمعة اليوم، من مسجد النور بالعباسية، تحت عنوان: الجار مفهومة وحقوقه، إن الحمد لله المتفرد بالجمال والكمال، عز عن الشبيه والمثال فليس كمثله سبحانه شيء، ولم يتخذ تبارك وتعالى ولدا ولم يكن له شريك في الملك.

وتابع الدكتور أيمن أبو عمر: جاءت الشريعة الإسلامية بمنظومة من الأخلاق الكريمة النبيلة والسامية تضبط العلاقات الإنسانية وترسخ لمجتمع يسوده التراحم والمودة، موضحاً أن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه وتعظيم حرمته من أهم القيم التي أوصى بها الإسلام ففي القرآن في سورة النساء يقول ربنا: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا".

وأكمل: بدأ سبحانه بالأمر بعبادته وتوحيده، ثم بالإحسان إلى الوالدين ثم الوصية بالضعفاء والجيران، مبيناً أن الجار بالقربى من له صلة قرابة والجار بالجنب ممن ليس هناك صلة قرابة، لذا يتضح لنا قيمة الإحسان إلى الجار بأن قرنها الله ببر الوالدين وعطفهما على توحيده وعبادته.

الجوار حق أصيل في الإسلام