في ذكرى رحيله.. عبد الوهاب البياتي تأثر بالتصوف والعشق الإلهي

امتاز شعر الشاعر عبد الوهاب البياتي، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله،  بنزوعه نحو عالمية معاصرة مُتأتّية من حياته الموزعة في عواصم مُتعددة وعلاقاته الواسعة مع أدباء وشعراء العالم الكبار، مثل الشاعر التركي ناظم حكمت والشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي والشاعر الروسي يفتشنكو والمقام الكبير فالح البياتي، وكذلك بامتزاجه مع التُراث والرموز الصوفية والأسطورية التي شكلت إحدى أهم الملاحم في حضوره الشعري وحداثته، وكانت تربطه علاقة خاصة بالشاعر بدر شاكر السياب.

صدقات عبد الوهاب البياتي 
ويعد الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، واحدًا من أربعة أسهموا في تأسيس مدرسة الشعر العربي الجديد في العراق المعروفة برواد الشعر الحر، وهم على التوالي: نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وشاذل طاقة.

جولات عبد الوهاب البياتي العالمية
عبد الوهاب البياتي عاش في الفترة ما بين عام 1980 و1989م في إسبانيا ونال هناك شهرة واسعة حيث ترجمت دواوينه إلى الإسبانية، وتنقّل في كثير من البلدان، ففي عام 1991 سافر إلى الأردن ثم إلى أمريكا لوفاة ابنته ناديا ليعود مرة أخرى إلى الأردن مسافرًا منها إلى دمشق التي استقر فيها حتى وفاته عام 1999.

عبد الوهاب البياتي يتشبع بالتصوف والعشق الإلهي 
اشتغل عبد الوهاب البياتي في كتبه الشعرية المتأخرة على ما لم يشتغل عليه أحد من جيل الرواد، لكأنه اكتشف أرضاً شعرية جديدة، خارج اشتغال الآخرين، إنها تجربة لغوية متأصلة بما قرأه وتشبّع به من كتب التصوف والعشق الإلهي، في الشعر الفارسي على وجه التحديد، فهو في التجربة هذه مختلف بالتمام عن  شعر أدونيس مثلاً، وهناك من يرى في كتبه الأولى شاعراً مصنوعاً، مدعياً الشعر، دعائياً، ينسب لنفسه ما ليس فيه.