قال الشيخ صفوت عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ الرِّفق خُلق عظيم وصفةٌ حميدة، من صفات اللَّه العليا التي أحبها لعباده في الأمور كلها، ومعناه: لين الجانب بالقول والفعل، والتلطف في الأمور، وحسن الصنيعة، والبعد عن العنف والشدة والغلظة؛ فهو رأس الحكمة، ودليل كمال العقل وثمرةٌ كبرى من ثمار التديُّن الصحيح.
وتابع: يُعدُّ الرِّفق هو المفتاح الذهبي لقلوب الناس؛ فمن خلاله تبنى العلاقات الإنسانية السليمة، وينبغي أنَّ يكون حاضرًا بيننا في جميع جوانب حياتنا وتعاملاتنا، ومع كل ذلك فهو سلوكُ غائب، وخلُق مفقود لدى كثير من الناس، وفي غالب المجتمعات اليوم.
وأضاف «صفوت عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، إنَّ الرِّفق خلقٌ نبوي شريف أمر اللَّه سبحانه وتعالى بالتحلي به في سائر الأمور؛ ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: «مهلًا يا عائشة! إنَّ اللَّه رفيقٌ يحب الرِّفق في الأمر كله» [رواه البخاري ومسلم]، أي: تمهلي واصبري وترفقي في الأمر، إنَّ اللَّه يحب أن يتصف عبده بلين الجانب والأخذ بالسهل؛ فلا يكون فظًّا ولا غليظًا؛ فما أحوجنا إلى الرِّفق واللين؛ في زمن كثرت فيه مظاهر العنف والقسوة والغلظة والجفاء، في البيوت والشوارع والأسواق والمؤسسات والملاعب والأندية، وغير ذلك من الأماكن العامة والخاصة.
وأشار «صفوت عمارة» إلى أنَّه ينبغي على الإنسان أن يتحلى بخُلق الرِّفق في جميع أمور حياته؛ وذلك لضمان حصوله على محبة الناس، وإرضاء اللَّه عزَّ وجلَّ ورسوله؛ فعن عائشة رضي اللَّه عنها، أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: «إنَّ الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلَّا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه» [رواه مسلم]، أي: ما كان الرِّفق في شيءٍ إلَّا زينه وجعله حسنًا جميلًا، ولا نُزع من شيءٍ إلَّا وقد عابه وجعله قبيحًا.