الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سواحل إفريقيا في خطر ومدن مصرية مهددة بالغرق.. تصريحات مرعبة

الاسكندرية
الاسكندرية

تعد أفريقيا من أكثر القارات عرضة لـ التغير المناخي، رغم أنها تصدر نسبة تتراوح بين 2 و3 بالمائة فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، كما أنها تشهد ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة بأسرع من المتوسط العالمي.

المدن الأفريقية المهددة بالغرق

ومن المرجح أن يكون لـ التغير المناخي خطرا كبيرا على الإنتاج الزراعي، والأمن الغذائي، وموارد المياه عواقب وخيمة على الأرواح وآفاق التنمية المستدامة في أفريقيا، وتتطلب إدارة هذه المخاطرة دمج استراتيجيات التخفيف والتكيف في إدارة الخدمات المتعلقة بالنظام البيئي ونظم الإنتاج الزراعي في أفريقيا.

وأكد محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي ورائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر "COP 27"، أن هناك تقصيرا شديدا من الدول المتقدمة في قضية التغيرات المناخية تجاه أفريقيا.

وقال محيي الدين، في تصريحات إعلامية: "بعض المدن الساحلية في أفريقيا مهددة بالغرق بسبب التغيرات المناخية في العالم، وأفريقيا هي القارة الأكثر تضررا من التغيرات المناخية".

وشدد على ضرورة الاستثمار في مجالات الطاقة الجديدة لمواجهة التغيرات المناخية، مضيفا: "الانبعاثات الكربونية زادت 14% قبل الأزمة الروسية الاوكرانية، والمياه والطاقة والغذاء شديدة الارتباط بقضية التغيرات المناخية"، مشيرا إلى أن هناك 800 مليون إنسان حول العالم ليس لديهم كهرباء، بينهم 600 مليون في أفريقيا".

وعن ظاهرة التغير المناخي التي تتسبب في غرق المدن الساحلية، يقول الدكتور ماهر عزيز، استشاري المناخ والخبير البيئي، إن هناك أجندة جديدة سوف تعرض على مؤتمر المناخ الذي سوف يعقد خلال نوفمبر القادم، توضح إجراءات عديدة لوقف التدهور المناخي، ووقاية الأرض من التغيرات المناخية، كما أن الأجندة سوف تشمل أيضا إجراءات عديدة في مجال خفض الانبعاثات أو مجال التكيف مع التأثيرات الضارة الناتجة عن ظواهر التغير المناخي.  

وأضاف عزيز، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن من ضمن هذه الظواهر ارتفاع مستوى سطح البحر وتغول المياه لأعلى المناطق الشاطئية الواطئة، وبالتالي هناك إجراءات للتكيف ببناء حواجز على الشواطئ المعرضة لتغول المياه، ومن أهم تلك الإجراءات: مشروع بالتعاون مع الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ ومرفق البيئة العالمي.

وأشار عزيز إلى أن هذا المشروع خاص بحماية المناطق الشاطئية في البحر المتوسط بالدولة المصرية، وتستند هذه الجهود إلى بناء حواجز شاطئية تمنع تغول المياه على الأرض، حيث إنه يعتبر إحدى المشروعات التي يمكن حماية الأماكن الشاطئية من خلالها.

وتابع: "وبالتالي الأجندة تحتوي على العديد من الإجراءات التي تساعد على معالجة أسباب التغيرات المناخية من جذورها، وهي خفض الانبعاثات أو معالجة الآثار المترتبة على التغير المناخي، ومحاولة التعايش معها". 

مدن مصرية تواجه خطر الغرق

وسبق، وأثرت التغيرات المناخية على ارتفاع منسوب نهر النيل، الذي أدى إلى إحداث أضرارا كبيرة بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية، حيث قد يؤدي ارتفاع منسوب المياه بفرعي نهر النيل رشيد ودمياط إلى حدوث غمر لمعظم أراضي طرح النهر، وكذلك للمباني المقامة على جوانب المجرى.

وأصدر مركز ومدينة أشمون بمحافظة المنوفية بيانا يناشد فيه المواطنين والمزارعين المقيمين في أراضي طرح النهر، إخلاء تلك الأراضي وكذلك المنازل.

التغيرات المناخية اثرت على ارتفاع منسوب نهر النيل بمدينة أشمون  ،
التغيرات المناخية اثرت على ارتفاع منسوب نهر النيل بمدينة أشمون ،

ويأتي ذلك نظرًا لارتفاع منسوب المياه بفرعي نهر النيل رشيد ودمياط، ما قد يؤدي إلى حدوث غمر لمعظم أراضي طرح النهر وكذلك للمباني المقامة على جوانب المجرى.

وأكدوا أنه وجب التنبيه والتشديد على كل المواطنين بقرى مركز أشمون والمقيمين على أراضي طرح النهر الواقعة بنطاق المركز لتوخي الحذر، وتجنب زراعة أي زراعات حاليا، وسرعة إخلاء منازلهم، حرصاً على سلامتهم من جراء ما سيحدث من ارتفاع مناسيب المياه، وحدوث غمر وغرق لتلك الأراضي، واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة.

مدينة الإسكندرية، يحتضنها البحر الأبيض المتوسط من 3 جهات، وتقع في جنوبها بحيرة مريوط، وهو ما يجعلها إحدى أكثر المناطق الساحلية المنخفضة والأكثر عرضة للغرق في العالم، وربما لا يبدو سيناريو غرق عروس البحر المتوسط جديدا على الساحة، حيث تظهر كل فترة التقارير والدراسة التي تشير إلى اقتراب غرق المدينة، وليس هي بمفردها، وإنما بصحبة العديد من المدن الساحلية في العالم بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وتؤكد دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، عام 2019، أن مستوى سطح البحر سيرتفع لأكثر من مترين، ما يعني أن العالم سيفقد مساحة من اليابسة التي تبلغ 1.79 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة دولة مثل ليبيا.

بينما يتوقع تقرير أصدرته الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن شواطئ الإسكندرية ستُغمر حتى مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر، ما سيتسبب في تهجير حوالي 8 ملايين شخص بسبب الفيضانات في الإسكندرية ودلتا النيل، بحلول عام 2050، إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

الإسكندرية مهددة بالغرق
الإسكندرية مهددة بالغرق

وتتنبأ دراسة أجرتها منظمة المناخ المركزية، عام 2018، بغرق مساحة تصل إلى 734 كيلومترا في دلتا النيل بحلول عام 2050، ويتوقع أن تتوسع إلى 2660 كيلومترا بحلول نهاية القرن، ما يعني تعرض كامل مساحة الإسكندرية لخطر الغرق.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

جدير بالذكر أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أكدت في  تقريرها الأخير، أن التغييرات والانحرافات المناخية التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة ستمتد للآلاف، وأن الممارسات البشرية دفعت نحو التغيرات المرصودة في الظواهر الموجودة حاليا، مثل موجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف ونسبة الأعاصير المدارية الشديدة.

والانبعاثات المستمرة لغازات الاحتباس الحراري ستؤدي إلى مزيدٍ من الاحترار وتغيرات طويلة الأمد في جميع مكونات النظام المناخي، مما يزيد من احتمالية حدوث تأثيرات شديدة وواسعة الانتشار ولا يمكن عكسها على الناس والنظم الإيكولوجية، سيتطلب الحد من تغير المناخ تخفيضات كبيرة ومستمرة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي، إلى جانب التكيف، يمكن أن تحد من مخاطر تغير المناخ.