عالم أزهري: الإعاقة الحقيقية في الفكر وليس الجسد

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ هذه الأمة تنتصر وتُرزق بفضل أصحاب الهمم الذين هم ملائكة اللَّه على الأرض، والملاحظ أن من هؤلاء من ضرب أروع الأمثلة للتحدي والإرادة والعزيمة، وأثبت للجميع أنهم ذوو قدرات خارقة وتركوا بصمة في كل المجالات وأثبت أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليست إعاقة جسد.

الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليست إعاقة جسد

وأضاف «عمارة»: أن الإسلام كان له السابقة الأولى في تكريم الإنسان وإعطائه حقوقه بصفة عامة، وتكريم أصحاب الهمم بصفة خاصة؛ فقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم، فقد ولى الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، بن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته.

وتابع «صفوت عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أوصانا بهؤلاء الضعفاء؛ فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن مصعب بن سعد، رضي اللَّه عنه أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم؟ في هذا الحديث يوضح لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلّم أن للضعفاء عند الله من الشرف ما ليس لغيرهم أي: ليس النصر وإدرار الرزق إلا ببركتهم، ورعايتكم لهم، والسر في ذلك أن الضعفاء أشد إخلاصًا في الدعاء، وأكثر خضوعًا في العبادة؛ فالضعيف إذا رأى عجزه وعدم قوته تبرأ عن الحول والقوة بإخلاص، ورق قلبه واستكان لربه وتضرع إليه، فيستجيب الله دعاءه، ويحقق له رجاءه.

وأشار «صفوت عمارة» إلى أن الخليفة عمر بن عبد العزيز أمر بإحصاء عدد المعوقين في الدولة الإسلامية، لرعايتهم والاهتمام بحقوقهم، وتقديم الدعم لهم؛ لدمجهم في المجتمع بشكل طبيعي بدون أي تمييز.