الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«ذا ديبلومات»: التحالف الياباني-الأمريكي عليه تغيير نهجه الدفاعي والجوي لمواجهة التهديد الصيني

صدى البلد

رأت مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشئون الآسيوية، أن الصواريخ الصينية التي تم إطلاقها ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، أبرزت ضرورة اتخاذ التحالف الياباني-الأمريكي تدابير وإجراءات مثل التكامل الموسع لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الخاصة بالتحالف .
ولفتت المجلة إلى أن الجيش الصيني على مدار عقود نشر مجموعة معقدة من التهديدات الجوية والصاروخية ضد القوات اليابانية والأمريكية المتمركزة في اليابان، بل واتسع نطاقها في الوقت الحالي ليشمل سلاسل الجزر الأولى والثانية في المحيطين الهندي والهادئ، كما تعمل بكين على تطوير ونشر المزيد من القدرات لشن هجمات صاروخية معقدة تتكون من صواريخ باليستية وصواريخ كروز وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وأنظمة جوية بدون طيار تتضمن أسراب من طائرات "درون" صغيرة.
ونوهت بأن تصرفات الصين الأخيرة أججت التوترات في المنطقة حيث فرضت حصارا وهميا على تايوان، وأطلقت وابلا من الصواريخ في المياه المحيطة بتايوان واليابان، سقط منها صواريخ في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) لليابان، وهو ما دفع الولايات المتحدة واليابان لمناقشة الهجمات المضادة والصواريخ بعيدة المدى.
وبحسب "ذا ديبلومات"، يجب على التحالف الياباني-الأمريكي إنشاء مجموعتين من فرق العمل المشتركة الدائمة، لتكون إحداها بقيادة يابانية لإدارة الأنظمة الدفاعية والجوية في الجزر اليابانية الرئيسية، والأخرى بقيادة أمريكية لإدارة القوة المشتركة متعددة المجالات في المنطقة المحيطة بإقليم أوكيناوا الياباني، والجزر الجنوبية الغربية، وسلسلة الجزر الثانية، لافتة إلى أن هاتين المجموعتين يمكن أن تكونا حجر الزاوية لجهود "السيف والدرع" الجديدة المشتركة للتحالف.
وأشارت إلى أن جهود التحالف الياباني-الأمريكي لتعزيز الأنظمة الدفاعية والجوية في منطقة شرق آسيا تعود إلى عام 1985 عندما وقعت اليابان اتفاقية ترخيص لإنتاج صواريخ باتريوت PAC-2 لتحل محل صواريخ Nike-J، وعلى مدى العقدين الماضيين حققت اليابان إنجازات كبيرة في تعزيز قدراتها الدفاعية الصاروخية، لكن تلك الجهود لم تعد تواكب بعد قدرة الجيش الصيني المتزايدة على إطلاق وابل كبيرة من التهديدات المعقدة من اتجاهات متعددة في غرب المحيط الهادئ، لذلك، يتعين أن تتسم الأنظمة الدفاعية والجوية للتحالف الياباني-الأمريكي، بحسب المجلة، بالشمولية والمرونة والتوزيع الواسع.
ونوهت "ذا ديبلومات" بأن جغرافية اليابان تضعها في موقف لا تستطيع فيه تجنب مواجهة التهديدات المتزايدة للجيش الصيني، لكن رغم ذلك فإن اليابان، أكثر من أي حليف آخر للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، استطاعت تحقيق تقدم هائل في قدرات الأنظمة الدفاعية والجوية، بما في ذلك الدفاعات الصاروخية البحرية بعيدة المدى، والطائرات الاعتراضية، والدفاعات الصاروخية الأرضية، وكلها مدمجة في قيادة واحدة وبنية موحدة لإدارة المعركة والتحكم في الاتصالات تحت تنسيق قوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية.
ويتضمن النظام الدفاعي الصاروخي الباليستي الحالي لليابان طبقتين، خارجية وهي عبارة عن مدمرات من طراز "إيجيس" Aegis، وداخلية تتكون من حوالي 28 وحدة إطلاق نار من الأنظمة الصاروخية الدفاعية من طراز "باترويت" Patriot PAC-3MSEs، بالإضافة إلى عدة أنواع من صواريخ كروز تتسلح بها قوة الدفاع الذاتي البرية اليابانية.
وفيما يخص قدرات اليابان الاستطلاعية والاعتراضية، تمتلك اليابان القدرة على توسيع نطاقات الكشف بالرادار واعتراض الصواريخ غربا فوق بحر الصين الشرقي، فبجانب السفن البحرية الدفاعية هناك طائرات من طرازE-767 AWACS وE-2C/D، لتوسيع نطاق المراقبة الجوية للكشف عن الطائرات والصواريخ المعادية، كما يعمل الجيش الياباني على تعزيز المراقبة السطحية بإضافة ثلاث طائرات من طراز RQ-4B وبعض طائرات RC-2 SIGINT التي من شأنها استكمال عمليات المراقبة الرادارية بجانب طائرات E-767.
وترى "ذا ديبلومات" أنه حتى مع وجود هذه القدرات المتطورة المضادة للصواريخ الباليستية، فإن التحالف الياباني-الأمريكي يحتاج إلى تطوير مفاهيم الأنظمة الدفاعية والجوية متعددة الطبقات الشاملة والموزعة، لتركز بشكل خاص على تهديدات الصواريخ غير الباليستية أيضا، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأسراب الطائرات الصغيرة بدون طيار وصواريخ كروز، وذلك بتطوير تقنيات بالغة الأهمية مثل الليزر عالي الطاقة (HELs)، والمقذوفات الموجهة، بالإضافة إلى قدرات الحرب الإلكترونية (EW)، وغيرها من القدرات. 
واختتمت المجلة تقريرها بأن التحالف الياباني-الأمريكي استطاع تحقيق تقدم متنامي نحو الاستعداد للأزمات والطوارئ المستقبلية، لكن مع تطور التهديد الحالي والمستقبلي فإن الاستعداد للتقدم بشكل أحادي فيما يخص الأنظمة الدفاعية والجوية المتكاملة ليس قابلا للتطبيق لأي من البلدين، لذلك يجب اتخاذ إجراءات ملموسة دون تأخير تتضمن إجراء تغييرات جوهرية في حالة وتواجد الأنظمة الدفاعية والجوية المتكاملة الخاصة بالتحالف الياباني-الأمريكي، على أن تركز تلك الإجراءات على خطوات فورية لتعزيز تلك الأنظمة والقدرات الأخرى مع اليابان، التي تظل الحليف الأكثر أهمية وقدرة للولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، والتي تعيش في الوقت نفسه تحت تهديد مستمر من صواريخ الجيش الصيني.