الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس "القومي للبحوث الفلكية" يكشف لـ صدى البلد دور المعهد في حرب أكتوبر| حوار بالفيديو

الدكتور جاد القاضى
الدكتور جاد القاضى

رئيس البحوث الفلكية:  مرصد سيناء يعود ليحقق الريادة العلمية بمردود مالي علي مصر 

رئيس البحوث الفلكية: المعهد لعب دور هام في حرب أكتوبر وعودة طابا

معهد البحوث الفلكية.. 200 عام من حماية سماء المصريين| تفاصيل
 

«عين ترصد السماء و أذن تسمع الأرض» هذا هو الشعار الذي اتخذه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، على مدى قرنين من الزمن كان للمعهد دور بارز في حياة مصر والمصريين فكان دائما حارسها الأمين المنبه بما يحدث فوقهم وتحتهم، وتمتلك مصر العديد من المراكز والمعاهد العلمية والبحثية، لكن يعد معهد البحوث الفلكية من أقدم المعاهد العلمية في مصر والعالم.

بدأ المعهد نشاطه العلمي عام 1839م في بولاق مرورا بالعباسية عام 1868 م إلى أن تم نقله في حلوان عام 1903 م، كما كان المعهد للعديد من المساهمات العلمية طوال تلك الفترة الكبيرة فعلى مدار قرنين من البحث العلمي كان المعهد مساهمة بحثية تعد مرجع علمي عالمي استفاد منها العلماء من كافة دول العالم، كما أن المعهد دور بارز في حرب أكتوبر 1973، وتحقيق النصر المجيد. 

حرص موقع “صدى البلد” على لقاء الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وأجرى حوارا معه للحديث عن دور المعهد تاريخه ومساهمته العملية وكيف ساعد المعهد على تحقيق نصر أكتوبر .

كيف ترى تاريخ المعهد الممتد لقرنين من البحث العلمي؟

يعتبر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من أقدم المعاهد العلمية في مصر والعالم منذ بدء نشاطه العلمي عام 1829م في بولاق بأمر من محمد على والى مصر، ثم انتقل للعباسية عام 1865 إلى أن تم نقله إلى مقره الحالي في حلوان عام 1903 م ، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن مر هذا المعهد بمراحل متعاقبة  من التطوير والتحديث على أصبح أكبر تجمع علمي مصري متخصص في مجالات بحوث الفلك والشمس والفضاء وتتبع الأقمار الصناعية وبحوث الزلازل ودراسات تحركات القشرة الأرضية وقياس المركبات المغناطيسية وتطبيقاتها والتثاقلية الأرضية والكهربية والحرارة الأرضية واستخدامات الرادار الأرضي لدراسة الطبقات السطحية للأرض والكشف عن الألغام والآثار والدفائن والكهوف والشقوق الأرضية.

المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية

وخلال مسيرة المعهد سمى بعدد من المسميات مثل : حلوان ، ثم المرصد الملكي ، ثم معهد الأرصاد ، ثم معهد الأرصاد الفلكية و الجيوفيزيقية وحاليا المعهد القومي للبحوث الفلكية وإلى قسم المساحة التابع لوزارة المالية ، إلى مصلحة الطبيعيات بوزارة الجيوفيزيقية ، كما تغيرت تبعيته خلال مسيرته من : وزارة الدفاع الأشغال العمومية ، إلى جامعة القاهرة ، إلى وزارة البحث العلمي ، إلى أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا و وزارة البحث العلمي و حالياً وزارة التعليم العالي و البحث العلمي . 

قدم المعهد خلال مسيرته خدمات قومية عديدة تقوم بها الآن العديد من الجهات العلمية الأخرى التي أخذت عنه مثل : الأرصاد الجوية، رسم الخرائط ضبط الزمن و المساحة وغيرها، و مازال المعهد يتفرد بتقديم الخدمات القومية في مجالي الفلك والجيوفيزياء . 

المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

ويضم المعهد حاليا خمسة أقسام علمية هي أقسام الفلك - الشمس و الفضاء - المغناطيسية والكهربية و الحرارة الأرضية - الزلازل - ديناميكية الأرض، ويتبع المعهد عدة مراكز فرعية تغطى جميع أنحاء الجمهورية أهمها المركز الإقليمي للزلازل بأسوان ، والمركز الأقليمي للحد من المخاطر بالإسماعيلية .

هل يستقبل المعهد الجمهور لمشاهدة ورصد الظواهر الفلكية؟

جرى إنشاء ما يعرف بذاكرة المعهد حتى يوثق جميع إنجازات المعهد ومساهمته العملية ، كما أن المعهد ينظم سهرات فلكية لرصد الظواهر والأحداث الفلكية ودائما ما يفتح أبوابه أمام جميع الراغبين في الزيارة سواء كان من الجمهور وأن طلاب الجامعات والمعاهد.

متحف المعهد القومي للبحوث الفلكية 

أبرز الجهود العلمية التي قام بها المعهد؟ 

على مدار قرنين من الزمن كان للمعهد مشاركات محلية ودولية كثرة للغاية لذلك إنشاءنا ما يسمي بذاكرة المعهد لتوثيق كل تلك المساهمات، وعلى سبيل المثال ففي أول هبوط علي سطح القمر في رحلة ابولو 11 وابولو 12 كان المعهد ضمن أربع معاهد دولية لتحديد موقع هبوط أبولو على سطح القمر. 

كما أن المعهد كان له دور هام في معركة العزة والشرف، في حرب أكتوبر 73، وانه من كواليس حرب 1973 أنه قد طلب من المعهد تقديم استشارة فنية لمتخذ قرار الحرب في تحديد ساعة الصفر وتحديد بعض العوامل والظروف الجوية والفلكية المتعلقة بالشمس وانعكاساتها.

وأكمل أن المعهد قد له دور فني في تحديد ساعة الصفر والعبور، وأن تلك الاستشارات تم تقديمها لمساعدة متخذ القرار لتحديد زمان المعركة ولتحقيق النصر، وتم  تحديد بعض العوامل والظروف الجوية والفلكية المتعلقة بالشمس وانعكاساتها وهو ما أفاد مسئولي الجيش المصرى آنذاك فى تحديد تلك الساعة واختيارها وهى الساعة الثانية ظهرا.

وتابع: أن ساعة الصفر في حرب أكتوبر 73، لم يحددها المعهد بشكل كامل لكن كان له مساهمات علمية وفنية لمتخذ القرار أنّ ذاك وغرفة عمليات القوات المسلحة .

و لعب دورًا  في المعركة الدبلوماسية التي قامت بها مصر لاسترداد نقطة  طابا واثبات انها ضمن الأراضي المصرية، حيث قام المعهد من خلال أدواته البحثية وبتكليف من القيادة السياسية 1906، بعمليات تحديد نقاط الحدود الشرقية في سيناء وترسيم الحدود المصرية التركية التي ساعدت في فوز مصر بحكم محكمة التحكيم الخاص بالنزاع الحدودي حول طابا.

وانتهت تلك المعركة الدبلوماسية بعودة طابا مرة أخرى واستيرادها وكانت سبب في عودة جميع أرض سيناء كاملة ، وأن المعهد قدم خرائط للقيادة السياسية المصرية تثبت ملكية مصر لطابا منذ عام 1906  وحتى عام 1909، حيث كان هناك في تلك الفترة قياسات فلكية ومساحات وخرائط الأراضي المصرية يقوم المعهد بتحديثها، لأن في هذا الوقت كانت المساحة العسكرية ومرصد حلوان حلوان يتبعون جهة واحدة، ومازال حتى الآن يعد من ادق الحسابات المساحية الأرصاد الفلكية، وأن بموجب تلك الخرائط اثبت ملكية طابا والتي كانت سببًا رئيسًا لعودة سيناء كاملة في مباحثات ومفاوضات التحكيم الدولي لطابا، وأن وزارة الخارجية لديها فصل في (الكتاب الأبيض عن قضية طابا) عن دور المعهد في استرجاع الأرض.

ما هي أنشطة المعهد على مدار العام ؟

أحد الأنشطة التي يقوم بها المعهد في الوقت الحالي هو دراسة الظواهر الفلكية ورصدها والقيام بالحسابات الفلكية، وتحديد بدايات الشهور العربية، وتحديد مواعيد أهلة الشهور العربية، وتحديد الوقت المناسب الجريمة في الجرائم الكبرى بالتعاون مع النيابة العامة.

ما أحدث أنشطة المعهد وماذا عن أنشاء مرصد فلكي بسيناء؟

المعهد دائمآ يعمل علي تحديث التكنولوجيات الموجودة والامكانيات ولذلك نحب أن نشكر الدولة المصرية ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة المالية والتخطيط لإتاحة الميزانيات لهذا التطوير، وأن أحد عناصر هذا التطوير هو أكبر مرصد فلكي في الشرق الأوسط بجنوب سيناء.

وأكمل أن التوسع والتمدد العمراني الذي حدث بمنطقة القاهرة الجديدة وشرق القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة، كان لزاما علي المعهد أن يبحث عن منطقة بديلة لإنشاء مرصد فلكي جديد بديلا لمرصد القطامية، وأن المرصد الفلكي معايير محددة يأتى على رأسها عدم وجود إضاءة قوية تؤثر على أداء مهامه المتعلقة برصد الظواهر الكونية، وأن التوسع العمراني الحالي يعوق مهام مرصد القطامية ولذلك قمنا بالبحث لعمل مرصد فلكي بمنطقة جديدة، كما جري الحال في مرصد بولاق والعباسية وحلوان، والتى تم تركهم بعد التمدد العمراني.

وأن المعهد عكف على دراسة 20 قمة جبلية في مصر لبناء مرصد جديد فى مكان ملائم بعيدا عن الأضواء، وعلية تم الاتفاق علي احد القمم الجبلية في منطقة جنوب سيناء، وأن المرصد الجديد المرصد الفلكي المصري الكبير (منظار سيناء) سوف يكون ويعد أكبر مرصد فلكى فى الشرق الأوسط.

وأكد رئيس المعهد أن المرصد الفلكي الجديد مزود بمنظار فلكي بمرآة قدرتها 6.5 متر مما يجعله أكبر مرصد فلكى فى الشرق الأوسط، وتلك هى نفس قدرة مرآة تلسكوب جيمس ويب مع الإختلاف أنها موجودة على الأرض، كما سيتم استخدام أحدث التكنولوجيا العلمية والمماثلة لنفس تكنولوجيا المرصد الأوروبي الجنوبي.

هل سوف يساهم مرصد سيناء الجديد في عمل سياحة فلكية وعلمية في مصر؟

في البداية علينا أن نفرق بين السياحة العلمية والتعاون العلمي وبين السياحة الفلكية لمحبين الرصد والمعلقة أبصارهم بالسماء، وان بالتأكيد وجود مرصد بهذا الحجم سوف يجذب جميع العاملين في مجال الفلك وأبحاث الفضاء وسوف يكون قبلتهم الأولى في بجانب التكنولوجية الكبيرة الموجود بها، فإن أجواء سماء مصر الصافية باستمرار في معظم أوقات العام تكون سماء مصر خالية من السحب والنجوم، وأن مصر تعد بيئة متميزة الأرصاد الفلكية.

كما أن مرصد سيناء سوف يعود بمردود مالي علي مصر وأن ذلك كان جزء من دراسة الجدوى من المشروع بإضافة إلى المردود العلمي لهذا التلسكوب، الذي سيشجع  العديد من الفرق العلمية على القدوم لدراسة ومراصد دولية للمشاركة في الأرصاد وبذلك نحقق الريادة العلمية والتواصل العلمي والمردود الما.

أما عن السياحة الفلكية في بالتأكيد سوف يكون لمرصد سيناء دور لكن سوف يكون النصيب الأكبر للسياحة الفلكية من نصيب مرصد القطامية وحلوان. 

الدكتور جاد القاضى ومحرر صدى البلد