الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يرى العاصي رسول الله في المنام ومتى تكون الرؤية حقيقية؟

المسجد النبوي
المسجد النبوي

هل يرى العاصي رسول الله في المنام ومتى تكون الرؤية حقيقية؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي السابق لمفتي الجمهورية من خلال برنامج دقيقة فقهية. 

هل يرى العاصي رسول الله في المنام ومتى تكون الرؤية حقيقية؟ 

وقال عاشور في جواب: هل مَن يَرَى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على هيئة مختلفة يكون هو رسول الله حقيقة؟، إن رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام مِن أعظم النعم وأشرفها ؛ ولذلك فمن يراه لا تسعه الدنيا وما فيها ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن رآني في المَنام فقد رآني حَقًّا ؛ فإنَّ الشيطانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي" .
وقد اختلف العلماء في مَن يرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صورة مختلفة عما ورد في سيرته العطرة: فقال بعضهم لا بد أن يأتي في صورته الحقيقية.
وقال المحققون: الأكمل أن يأتي في صورته الحقيقية، وإذا جاء في غير هيئته ، فهو رسول الله أيضا لأن الحديث مطلق في أن الشيطان لا يتمثل في أي صورة تنسب له صلى الله عليه وآله وسلم.. وتُفَسَّر هذه الصورة غير المكتملة بأنها على قَدْر قرب الرائي من حضرته.. وأنه ينبغي عليه الالتزام بحبه والعمل بسنته أكثر ليأتيه في الصورة الكاملة، ولكن مع الصورة غير المكتملة أيضًا هو سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالمَرْئِيُّ واحدٌ، وعينُ الرائي هي التي تختلف.

الأنبياء أحياء في قبورهم

فيما قالت دار الإفتاء، إن الأنبياء أحياء في قبورهم حياة برزخية لا تشبه الحياة في الدنيا، ورؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليقظة أمر جائز عقلًا وشرعًا؛ لأنها من جملة الممكنات التي لا تستحيل على القدرة الإلهية وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولورود النصوص الصحيحة في رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها: ما روي أن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «منْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي» وزاد مسلم: «فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ». ولا يتعارض ذلك مع أن بعض معجزات الأنبياء لا يجوز أن تكون كرامة للأولياء –كما هو الحال بمعجزة القرآن فلا يمكن تكريم الولي بأن يأتي بقرآن آخر مثلًا، ومعجزة ليلة الإسراء والمعراج-؛ لأن الأمر ليس على إطلاقه، فبعض المعجزات يجوز أن تكون كرامة للأولياء؛ ومن ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى جيشه بنهاوند ببلاد العجم وهو يخطب على المنبر بالمدينة، ونادى بقوله: يا سارية الجبل الجبل. محذرًا له من كمين وراء الجبل نصبه العدو، وأن سارية سمع نداءه مع بعد المسافة بينهما. غير أنه لا بد من التنبيه إلى أن المرئي هو نوره صلى الله عليه وآله وسلم متمثلًا في جسده الشريف بحيث يظن الرائي أنه الجسم الشريف؛ لغلبة الحال وليس هو حقيقة؛ لأنه لو وقع لأثبت الصحبة للرائي، ولكان باب الصُّحبة مفتوحًا إلى يوم القيامة وهذا غير جائز.