أستاذ بجامعة القاهرة عن مجانية التعليم بمصر :
- الدولة تعي أهمية التعليم فى تحقيق التنمية
- يجب ان تشارك مؤسسات المجتمع المدني فى نفقات التعليم
- يجب التصدي لظاهرة التسرب من التعليم
"التعليم حق للجميع كالماء والهواء" عبارة شديدة التركيز تلخص قيمة ومعنى التعليم، كونه أداة قوية قادرة على تحويل الأمم بشكل كلى ودفعها إلى الازدهار الاقتصادي، وكان عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين هو أول من رفع هذه الجملة شعارا مناديا من خلالها بمجانية التعليم، وأن يكون حقًا للجميع، مثل الماء والهواء.
وتعد مصر من الدول القليلة بالعالم التى توفر مجانية التعليم لكل من يحتاج اليها حرصا على تحقيق التنمية المجتمعية و ايمان من سياسة الدولة بأهمية التعليم فى تحقيق تطور الفرد و المجتمع .
وصرح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة ، حول مجانية التعليم بمصر تسعى الدولة لتوفير تعليم مجاني لأبنائها إيمانا منها بأهمية العلم والتعليم في بناء مستقبل الأمة ونهضتها وهناك العديد من المزايا التي تعود على المجتمع كنتيجة لتطبيق مجانية التعليم .
وقال حجازى لـ صدى البلد ان المزايا تتمثل فى الاتى :
اولا :ضمان حصول جميع أفراد المجتمع على قدر معقول من التعليم الأساسي الذي يؤهلهم للانخراط في مسيرة التنمية ودعم عملية التطوير .
ثانيا : وجود جيل متعلم يستطيع المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية بكفاءة .
ثالثا : فعالية التعليم هو الوسيلة الأساسية لمحاربة الجهل والتطرف والجريمة
رابعا : يرتبط انتشار التعليم بشيوع الأمن فأمن المجتمع مرهون بمستوى تعليم أفراده بما في ذلك الأمن الفكري والاقتصادي
خامسا : حصول أفراد المجتمع على تعليم جيد موافق للمعايير العالمية أحد عناصر جذب الاستثمارات وتنشيط حركة الاقتصاد .
سادسا : إتاحة التعليم للجميع أحد المعايير المهمة في الحكم على جودة النظام التعليمي
سابعا : حصول التعليم المصري على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية للتعليم .
ثامنا : تسهم مجانية التعليم في زيادة انتماء الأفراد لدولتهم وتقوية الحس الوطني لديهم .
تاسعا :تعتبر مجانية التعليم الضمانة الحقيقية للمحافظة على الثقافة والتقاليد المصرية والهوية العربية والمصرية والحفاظ على كيان المجتمع في ظل انتشار العولمة بوسائلها المختلفة التي اخترقت البيوت والعقول
وتابع " حجازي" ولا يعني هذا أن تتحمل الدولة وحدها نفقات التعليم وإنما يجب أن يشاركها في ذلك مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة لما اقترحناه مسبقا من تشجيع الأوقاف والانفاق على التعليم أيضا من أموال الزكاة التي تصرف في منافع الناس.
وفى نفس السياق ، علق الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس ، أهمية التعليم المجانى فى مصر.
وقال الدكتور تامر شوقى خلال تصريح لصدى البلد ، تعتبر مجانية التعليم أحد المبادئ المهمة التي أكد عليها الدستور المصري علي مر التاريخ باعتبار أن التعليم هو أحد حقوق الانسان وهو مفتاح الأمن القومي لمصر وتتضح أهمية مجانية التعليم في مصر في عدة أمور :
1. ضمان جذب جميع الأطفال في المجتمع وخاصة أبناء الطبقات الفقيرة لدخول المدارس والاستمرار فيها.
2. منع التسرب من التعليم، وزيادة الأمية في المحتمع.
3. ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص التعليمية بين جميع طبقات المجتمع.
4. تدعيم قيم الانتماء والولاء والمواطنة لدي أفراد المجتمع.
5. يؤدي توسيع دائرة الالتحاق بالمدارس في ضوء المجانية الي تكوين مجتمع متعلم منتج قادر علي الابداع.
6. ارتفاع معدل الالتحاق بالمدارس وزيادة نسب التعليم في المحتمع سيقي المجتمع من مشكلات أخري مثل الفقر، والمرض ، والتطرف، والإرهاب.
و تابع " شوقى " تتضح مجانية التعلم في مصر في بعض الأمور مثل :
1- ما يدفعه الطالب من رسوم مقابل تعليمه لا يُقارن بأي حال من الأحوال بالتكلفة الحقيقية، ويتضح ذلك فيما يدفعه الطالب في التعليم الخاص مقارنة بالتعليم الحكومي
2- وجود ملايين من الطلاب في مراحل التعليم المختلفة أغلبهم من طبقات اجتماعية متوسطة أو فقيرة.
3- أن التعليم الحكومي الملجأ الآمن لجميع الأسر المصرية
ولابد من الحفاظ علي مجانية التعليم بقدر الإمكان من أجل تماسك المجتمع.
ورغم مجانية التعليم والذي تكفله الدولة إلا أن أولياء الأمور يتحملون تكاليف إضافية مثل أسعار الدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، والزي المدرسي، والمواصلات، ورسوم الالتحاق، ومصروفات الدراسة الخ وهذه التكاليف لا تذهب الي الدولة المصرية، بل للقطاع الخاص. وبالطبع لن تستطيع الدولة المصرية في ظل الظروف الحالية تدبير كافة النفقات التي تستلزمها مجانية التعليم في الفترة الحالية، مما يتطلب المشاركة الفعالة من مؤسسات المجتمع المدني ورحال الاعمال.