الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد العزاوي يكشف عن دور القاهرة في تخليص العراق من جماعات الخراب|فيديوهات

الدكتور رائد العزاوي
الدكتور رائد العزاوي

تجمع مصر والعراق علاقات قوية وراسخة ممتدة لآلاف السنين، تطورت بشكل كبير مع قيام ثورة 30 يونيو 2013، حين أعلن نور المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، دعمه لرغبة المصريين في التخلص من جماعات الخراب والإرهاب التي حكمت مصر لمدة عام.

مثلت مصر العراق الأردن

وحدث تقارب كبير بين البلدين خاصة مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم في مصر عام 2014، حيث أكدت القيادة السياسية المصرية دعمها العراق للخروج من أزماته، التي عانى منها لسنوات طوال جراء انتشار الجماعات الإرهابية والتخريبية في بلاد الرافدين، ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي.

وقفت مصر إلى جانب العراق ودعمته وبرهنت على ذلك من خلال الزيارات المتعددة إلى بغداد والتي لم تتوقف يوما، حيث كان الرئيس السيسي أول رئيس مصري يزور العراق منذ 30 عاما، عندما زار بغداد في يونيو 2021، واستقبل حينها بحفاوة بالغة من الأشقاء العراقيين.

وتم التأكيد على الدعم والترابط بين البلدين من خلال مثلث (القاهرة - بغداد - عمان)، والذي كان شاهدا على ميلاد مشروع "الشام الجديد"، إضافة لمشاركة مصر في عدد من المحافل الإقليمية الداعمة للعراق واستقراره، ومنها: مؤتمر بغداد 1، ومؤتمر بغداد 2، الذي عقد قبل أيام بالأردن الشقيق.

وأكد الرئيس السيسي، في النسخة الأولى من مؤتمر بغداد، والذي عقد أغسطس 2021 ببلاد الرافدين، أن مصر مستمرة في مساندة ودعم الحكومة العراقية في جميع جهودها الرامية لتحقيق استقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية.

وقال الرئيس السيسي خلال كلمة له بمؤتمر بغداد 2: "عليكم استكمال إنجازاتكم على طريق البناء والتنمية والتطوير وستجدون مصر دائما عونا لكم وسندا لتطلعاتكم وخيراتكم، ليبقى العراق دائما أحد قلاع العروبة ومن أهم مراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي".

رؤية مصر لملف العراق  

وللمزيد من التفاصيل والتحليل، استضاف موقع "صدى البلد"، الدكتور رائد العزاوي مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، للحديث بشكل مفصل حول قمة بغداد 2، وكيف ينظر العراق لمشاركة مصر في القمة، وماذا عن العلاقات المصرية العراقية؟.

وقال الدكتور رائد العزاوي، إن مصر لديها رؤية واضحة فيما يخص ملف العراق تحديداً، واستطاعت أن تحتضن جميع الفصائل والأطراف والأحزاب والقوى الوطنية السياسية العراقية في اجتماع يعتبر هو الاول والأخير من نوعه، والذي عرف بقمة القاهرة 2005، وهذا يحسب لصانع القرار في مصر، الذي يرى أن أزمة العراق ستحل من خلال الوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين.

وتابع: "مصر لديها علاقات طيبة مع جميع العراقيين ومساحة واسعة مقبولة داخل العراق، مشيراً إلى أن مصر ليست لديها أجندة داخل العراق وهذا ما يجعلها لديها أفضلية على باقي الدول العربية في التعامل مع الملف العراقي".

ولفت العزاوي: "منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في مصر وحتى هذا اليوم وهو ينسج نوع من العلاقات مع العراق هي الأفضل منذ الـ60 عاما الماضية، حيث أن السيسي يدرك مدى أهمية العراق وإمكانيته وقدراته، ويعلم التحديات التي تواجهه، ويعلم الأزمات التي تهدد أمن هذا البلد ولديه رؤية واضحة لحل أزماته".

كلمات تكتب بماء الذهب 

وأشار: "القليل يعلم أن مصر ساهمت بشكل كبير في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي بالعراق، إضافة إلى أن هناك مئات الشركات المصرية التي تعمل بالعراق، كما أن العراق استطاع أن يتجاوز أزماته في الكهرباء بعد جهود شركات كبرى مثل (المقاولين العرب، السويدي، أوراسكوم)، كما إنه تم بناء محطتين في الديوانية والناصرية".

وأردف: "استطاعت الشركات المصرية إعادة تأهيل خطوط الأنابيب التي تدمرت في بلادنا، وهناك شركات تعمل في الموصل والمحافظات العراقية المختلفة التي تعرضت لعدوان تنظيم داعش، وبالتالي العلاقات مبنية على رؤية الرئيس السيسي تجاه العراق، والتي تقوم على أنه لا يمكن أن يترك الشعب العراقي دون مساعدته في أزماته".

وأكد أن القاهرة وبغداد تربطهما علاقات اقتصادية وتجارية وصناعية قائمة على مفهوم المشتركات الكثيرة بين الدولتين والعلاقات السياسية المتزنة بينهما.

وأشار إلى التعاون الثلاثي المصري الأردني، والذي سيقوم على أساسه العديد من المشاريع الاقتصادية، والربط الكهربائي، ومشاريع تخص شح المياه، فضلاً عن مشاريع الطاقة الشمسية، حيث إن مصر لديها أكبر خزان للطاقة الشمسية في العالم وهو ما ستستفيد منه العراق، فضلاً عن مشاريع الإنتاج الزراعي.

واختتم: تاريخ المواطن المصري في العراق شيء له تقديره لمساعدته بلادنا، كما أن العراق يقدم ما يستطيع أن يقدم من إمكانيات للدولة المصرية فيما يتعلق بالنفط والطاقة، وبالتالي الحفاظ على أمن واستقرار بلاد الرافدين هو الحفاظ على الأمن القومي لمصر، وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسي في مؤتمر بغداد 2ـ حين قال إن "نجاح العراق هو نجاح لنا جمعيا"، وهي كلمة وصفها العزاوي بأنها "تكتب بماء الذهب".