مرشحة أوباما لدى الأمم المتحدة تنتقد تقاعس المنظمة تجاه سوريا

وصفت سامنثا باور مرشحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة رد فعل مجلس الأمن على الحرب الأهلية في سوريا بأنه "مخز" خلال جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء لإقرار تعيينها.
وقالت باور في بيان تضمن أيضا بعض الثناء على المنظمة الدولية "نرى فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التعامل مع المذابح في سوريا وهو أمر مخز سيحكم عليه التاريخ بقسوة."
ومن المتوقع أن تحصل باور (42 عاما) على تأييد قوي من جانب لجنة العلاقات الخارجية ومن مجلس الشيوخ بكامله. وقال السناتور روبرت مننديز رئيس اللجنة إن اللجنة ستصوت على الأرجح على ترشيح باور يوم الثلاثاء القادم.
وستمهد موافقة اللجنة الطريق أمام إجراء تصويت على الترشيح في مجلس الشيوخ بكامل أعضائه (مئة عضو) بعد ذلك بقليل.
وفي معرض الإجابة على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ قالت باور إن سوريا إحدى "أسوأ حالات الوحشية الجماعية" التي شهدتها في حياتها.
وباور موظفة سابقة في هيئة الأمن القومي التابعة للبيت الأبيض وصحفية فازت بجائزة بوليتزر عن دراسة أعدتها عن إخفاقات الولايات المتحدة في منع إبادة جماعية.
وذكرت باور أيضا أنها ترى في الأمم المتحدة "تحيزا وهجوما غير مقبول على دولة إسرائيل" و"عبثا" في تولي إيران رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح.
وقال السناتور ساكسبي تشامبليس وهو واحد من عضوين جمهوريين بمجلس الشيوخ قدما باور إلى اللجنة "أنا واثق أن حماسها لحقوق الإنسان يماثل إخلاصها لهذا البلد."
وتلقت باور دراستها الثانوية في مدرسة في ولاية جورجيا التي ينتمي إليها تشامبليس.
وذكر السناتور بوب كوركر من تينسي أكبر عضو جمهوري في اللجنة قبل الجلسة أنه يتوقع استقبالا طيبا لباور لكنه حثها على السعي إلى إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة.
وقال كوركر "تتصرف الأمم المتحدة في كثير من الأحيان مثل مكان لا يبالي الممثلون فيه بالنقد."
من جهة أخرى قدم السناتور الجمهوري ماركو روبيو من فلوريدا مشروع قانون قبل قليل من الجلسة من شأنه أن يؤدي إلى تقليص التمويل الأمريكي للمنظمة الدولية ما لم تجر المنظمة تغييرات جذرية.
ويتضمن مشروع قانون روبيو ضمن بنود أخرى منع مساهمة الولايات المتحدة في تمويل أي كيان تابع للأمم المتحدة يمنح عضوية كاملة للسلطة الفلسطينية في غياب اتفاق سلام مع إسرائيل.
كما يقترح المشروع أن تكون المساهمات الأمريكية في الأمم المتحدة اختيارية وألا تزيد على 22 في المئة من ميزانية المنظمة الدولية دون السعي إلى زيادتها في ميزانية المنظمة الاعتيادية.
ووجه بعض المحافظين انتقادات إلى باور بعد أن أشارت فيما يبدو خلال مقابلة مع أحد الباحثين الأكاديميين عام 2002 إلى أن الحاجة قد تدعو إلى الاستعانة بالجبش الأمريكي لحفظ الأمن في الشرق الأوسط إذا لاحت نذر إقدام إسرائيل أو الفلسطينيين على أعمال إبادة جماعية.
وشهدت باور حرب البوسنة خلال عملها بالصحافة في التسعينات واشتهرت حينذاك بكتابها "مشكلة من الجحيم: أمريكا وعصر الإبادة الجماعية" الذي سجلت فيه اخفاق الولايات المتحدة في وقف القتل الجماعي في مجموعة أحداث خلال القرن العشرين.
وثارت شكوك عام 2008 بخصوص قدرة باور على التحلي باللياقة وحسن التصرف عندما وصفت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية التي نافست أوباما على تأييد الحزب بأنها "مسخ".
واضطرت باور بسبب ذلك الوصف إلى الاستقالة من فريق حملة أوباما الانتخابية لكنها تحظى حاليا بمساندة قوية من الديمقراطيين.