الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهاء أكبر فضيحة لتعليم أمريكا | تعرف على قصة تزوير دخول الجامعات لأبناء المشاهير مقابل 25 مليون دولار

صدى البلد

«أخيرًا تم إسدال الستار عن أكبر فضيحة تعليمية شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك بعد مرور 4 سنوات عن كشف الشخص الذي أدخل أبناء مشاهير هوليود، ورجال الأعمال، إلى الجامعات، برشاوى تخطت الـ25 مليون دولار» ... هكذا نشرت العديد من الصحف الأمريكية عن قرار إحدى المحاكم الأمريكية في تلك القضية، مساء اليوم.

"ويليام ريك سينجر، العقل المدبر لعملية احتيال القبول في الكلية المترامية الأطراف والمعروفة باسم عملية فارسيتي بلوز، أصبح حبيس السجن الفيدرالي، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة الفيدرالية في ولاية بوسطن، حكما بالسجن لمدة 3.5 سنوات فيدرالي ، بعد ما يقرب من أربع سنوات من الكشف العلني عن الفضيحة.

العقل المدبر يعترف: نعم مذنب وحصلت على 25 مليون دولار من مشاهير أمريكا 

ويُعد الحكم الصادر اليوم بحق “سجنر”؛ تتويجًا للتحقيقات والملاحقات القضائية المستمرة منذ سنوات معه، ومع وأكثر من 50 متآمرًا مشاركًا، وهنا نرصد ما تغير وما لم يتغير منذ اندلاع الفضيحة في مارس 2019.

وسينجر، البالغ من العمر 62 عامًا، أقر بأنه مذنب في جني حوالي 25 مليون دولار من خلال بيع ما يطلق عليه "الباب الجانبي" في جامعات أمريكية شهيرة، مثل ييل وجورج تاون وجامعة جنوب كاليفورنيا، لعشرات العملاء من الممثلات فيليسيتي هوفمان ولوري لوفلين إلى عمالقة الأعمال وكبار المحامين .

"نحن نساعد العائلات الأكثر ثراءً في الولايات المتحدة على إلحاق أطفالهم بالمدرسة" .. هكذا كان يتفاخر سنجر وهو يوجه دعوة إلى أحد عملائه في مكالمة سجلها مكتب التحقيقات الفيدرالي.

 خطط سنجر للتحايل داخل الجامعات 

ووفقا لما كشفه تقرير صحيفة NPR، الأمريكية، فإن خطط سجنر، تضمنت - على سبيل المثال - رشوة مدربي الكلية ليأخذوا الطلاب كمجندين رياضيين؛ حتى لو كانوا متوسطي المستوى أو لم يمارسوا الرياضة مطلقًا، حيث كان سينجر يختلق فقط سيرة ذاتية مزيفة تمامًا، كاملة، مع صور وجه الطالب، على صورة رياضي حقيقي. 

وتضمنت قائمة خدمات الغش الخاصة به أيضًا إصلاح إجابات الطلاب الخاطئة في اختبارات القبول في الكلية أو جعل شخص ما يأخذ الاختبار بدلاً منهم، حيث أنه تفاخر في تلك المكالمة المسجلة: "يمكنني تحقيق نتائج لا يمكن أن يحدثها أي شخص على هذا الكوكب"، وعن تكلفة كل عملية، كان سجنر يقول إن عملية الاحتيال تكلف 75000 دولار، وهنا  لم يكن يتردد العميل بالموافقة، قائلا:  "اعتبر أن الصفقة منتهية".

أحاكم هزيلة .. الحبس من 15 يوما لـ3 أشهر 

من بين أكثر من 50 من الآباء والمدربين وغيرهم ممن وقعوا في المخطط ، حُكم على أكثر من ثلثهم بأحكام هزيلة، حيث كانت أحكام السجن تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر.، فيما لم يحصل ربع المتهمين على أي حبس على الإطلاق خلف القضبان ، بما في ذلك 5 أشخاص تعاونوا مع وكلاء النيابة.

ورغم آثار تلك الجريمة التي شككت في منظومة التعليم داخل أمريكا؛ إلا أن سينجر خطط من أجل أن يكسبه تعاونه التساهل أيضا من قبل القاضي، مستغلا القوانين الفيدرالية بأمريكا، حيث كتب في مرافعة المحكمة يطلب فيه التساهل: "لقد فقدت كل شيء، واستيقظ كل يوم وأنا اشعر بالخجل والندم والندم".

ويقول محاموه: "إنه يقضي بالفعل حكماً مؤبداً داخل الحياة، فقد شوهه الجمهور، ويعيش منبوذاً، ويعيش حياة منعزلة وحيدا، وذلك بعد أن فقد ثقة واحترام العائلة والأصدقاء"، وذلك محاولة منهم لهروبه من الأحكام المغلظة، رغم اعترافه بالذنب في التآمر لارتكاب الابتزاز، والتآمر لارتكاب جرائم غسيل الأموال، وعرقلة سير العدالة، والتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة.

كيف باع «سجنر» عملائه ومعاونيه 

يبدوا أن خيانة "سجنر" لم تقف على المبادئ وقيم الدولة العظمى، ولكنها تخطت ذلك للتعاون مع السلطات لتسليم عملائه ومعاونيه، حيث كشف محاموه أنه تعاون بشكل الحاسم، وساعد المدعين العامين في القبض على موكليه السابقين، وذلك عبر تسجيل سرًا مئات المكالمات الهاتفية مع حوالي 30 من المتآمرين، وحملهم بطريقة منهجية ومهارة على تجريم أنفسهم من خلال الاعتراف بالمدفوعات والرشاوى التي دفعوها أثناء لف الشريط. 

وكانت حيلته هي إخبارهم أن مؤسسته الخيرية المزيفة التي استخدمها لغسل أموال الرشوة كانت تخضع للتدقيق من قبل مصلحة الضرائب، وقال سينجر في مكالمة واحدة: "لذا ، أريد فقط أن أتأكد من توافق قصصنا".

وقال الأب الذي سدد 3 دفعات للحصول على قبول طفلين في كرة القدم وطاقم العمل وإجراء امتحانات دخول لهما: "نعم"، وهنا رد سينجر: "بالطبع لن أخبر مصلحة الضرائب الأمريكية أن هذا هو المكان الذي ذهبت إليه الأموال".

أحكام هزيلة بالمقارنة بجرائم أقل حجما 

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى ما يمكن أن نطلق عليه خلل في المنظومة القضائية الأمريكية، حيث أن الأحكام الصادرة في تلك القضية، بالنسبة للكثيرين، تبدو أحكام خفيفة بشكل خاص، لا سيما عند مقارنتها بالأحكام الأخرى المتعلقة بالتعليمن ومنها الأحكام بحق المتهمين المحرومين والأقليات، ومنها الحكم على أم من أوهايو كذبت لجعل طفليها في مدرسة عامة أفضل، وحُكم عليها بفترتين مدتهما خمس سنوات ليتم خدمتهما في وقت واحد.

كما أشارت الصحيفة الامريكية، إلى بعض معلمي المدارس العامة في أتلانتا الذين حُكم عليهم في عام 2015 بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات لتضخيم درجات الاختبارات الموحدة للطلاب، وهو ما يمكن أن يجعلنا نصف أحكام تلك القضية بـ"تحريف للعدالة".