يستقبل المسلمون فجر اليوم الرابع من شهر رجب 2023 ميلاديا -1444 هجريا، ويكثر التساؤول عن الأعمال والعبادات التي يجب المداومة عليها إذا ما أراد كل مسلم نيل أعظم الدرجات والثواب في هذا الشهر الحرام.
العمل الصالح في شهر رجب
ومن الأعمال التي يجب المداومة عليها طوال شهر رجب، الإكثار من الدعاء في الثلث الأخير من الليل، بخاصة هذه الساعة الأخيرة منه والتي تنتهي بدخول وقت الفجر، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن في هذه الساعة ينزل المولى تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر ويجيب ويعطي من سأله ودعاه واستغفره.
ومما يجب أن يحرص عليه المسلم في هذا الوقت من الليل، أداء ركعتين كحدٍ أدنى بحثاً عن ثواب قيام الليل، وكذلك الدعاء بما يحب أن يكتبه الله إليه من رزق أو تفريج كرب أو قضاء حاجة من حوائج الدنيا وغيرها من الأمور التي تخص كل إنسان منا.
ووفقاً لدار الإفتاء المصرية، فإن فضل شهر رجب وتعظيمه ثابت بقطع النظر عن درجة الأحاديث الواردة في فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة؛ وذلك لكونه أحد الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالى في قوله: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]، وعيَّنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث "الصحيحين" في حجة الوداع بأنها ثلاثة سَرْد -أي متتالية-: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب مضر الذي بين جمادى الآخرة وشعبان.
كما ذكر الإمام الطبري في "تفسيره" عن قتادة أنه قال: "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء"، وروى عنه أيضًا قال: "إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل".
وبينت دار الإفتاء في بيانها حكم تخصيص شهر رجب بمزيد عبادة وإن لم تَرِد، أن من تعظيم هذا الشهر: كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم، مشددة أنه ليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة في أي وقت من السنة إلا ما نص الشرع عليه؛ كصيام يومي العيد الفطر والأضحى وأيام التشريق.
ومن دعاء الرزق المستجاب في هذا الوقت قولك: “اللَّهُمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ العظيمِ، أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأغنِنا منَ الفقرِ)”. وهذا الدعاء أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء رضي الله عنها، رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأخرجه ابن حبان في الصحصح.
4 طاعات مستحبة في رجب
وفي بيانه فضل العمل الصالح في شهر رجب، كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن 4 أمور من الطاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام.
وقال الأزهر في فتوى له، إن أول هذه الأمور المستحبة في شهر رجب هو: الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، والثاني من الأمور المستحبة في شهر رجب أن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
وأشار إلى أن الأمر الثالث المستحب في شهر رجب أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، والرابع الإكثار من إخراج الصدقات.