الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أراد الوصول للصراط المستقيم.. خطيب المسجد الحرام: عليك بمتابعة النبي الكريم

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن مَنْ رامَ الوصولَ إلى الصراطِ المستقيمِ، والثباتَ على الطريقِ القَويمِ، فعليهِ بمتابعةِ النبيِّ الكريمِ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ.

الوصول إلى الصراط المستقيم

وأوضح " الدوسري" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن ذلكُمْ هو طريقُ اللهِ الذي نصَبَهُ لِعبادِهِ على ألْسِنَةِ رُسلهِ، وجعلَهُ مُوصِلًا لعبادِهِ إليهِ، ولا طريقَ لهمْ إليهِ سِواهُ، لهذا كانَ صلاحُ العبدِ وسعادتُهُ في تحقيقِ معنى قـولِ اللهِ جـلَّ في عُـلَاه: إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ . ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ) ولا يكونُ العبدُ محقِّقًا لِـ إِيَّاكَ نَعۡبُدُإلا بأصلَيْنِ عظيمَيْن الأولُ: إخلاصُ العبوديةِ للهِ تعالى.

 واستشهد بما جاء عنْ عمرَ أنَّ النبيَّ  -صلى الله عليه وسلم-  قالَ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّـيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (أخرجه البخاري) والثاني: متابعةُ الرسولِ  -صلى الله عليه وسلم- ، وذلكَ بـ: طاعتِهِ فيما أمرَ، وتصديقِهِ فيما أخبرَ.

وتابع: واجتنابِ ما نهى عنهُ وزَجَرَ، وألا يعبدَ اللهُ إلا بما شَرَعَ، قالَ عزَّ وجلَّ: (وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ ) الآية: 7 من سورة الحشر، وعنْ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله  -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ» (متفق عليه)، وهذا الحديثُ أصلٌ عظيمٌ مِنْ أصولِ الإسلامِ وهو كالميزانِ للأعمالِ في ظاهرِهَا، كما أن حديثَ: «إنما الأعمالُ بالنياتِ» ميزانٌ للأعمالِ في باطنِهَا.

أعظم ركن في الإسلام 

 وأضاف أنَّ للاتِّباعِ مكانةً عظيمةً ومنزلةً كبيرةً في دينِ اللهِ، فهو الغايةُ مِنْ إرسالِ رُسلِ اللهِ، قال الله: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ) الآية: 64 من سورة النساء، وعلى قدْرِ اتِّباعِ المرءِ يُوزَنُ إيمانُهُ، وتتفاوَتُ منزلتُهُ، ولذا تضافرتِ الأوامرُ الإلهيةُ على لزومِ متابعةِ النبيِّ  -صلى الله عليه وسلم- ، إذ جعلَ اللهُ اسمَ النبيِّ  -صلى الله عليه وسلم-  مقرُونًا باسمِهِ تعالى في أشرفِ كلمةٍ.

وأكد أن أعظمِ ركنٍ في الإسلامِ، هو: شهادةُ أن لا إلهَ إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله، وقد أمرَ اللهُ بطاعةِ رسولِهِ  -صلى الله عليه وسلم-  في أكثرَ مِنْ ثلاثينَ موضِعًا مِنَ القرآنِ، وَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ، وَقَرَنَ بَيْنَ مُخَالَفَتِهِ وَمُخَالَفَتِهِ، كَمَا قَرَنَ بَيْنَ اسْمِهِ وَاسْمِهِ، فَلَا يُذْكَرُ اللهُ إلَّا ذُكِرَ مَعَهُ.

واستند لما قالَ سُبحانَهُ: (مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا) من سورة النساء، وقال تعالى: (وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ) سورة النساء.