الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الغفلة عنه نذير سوء.. خطيب المسجد الحرام: تذكر يوم القيامة أمارة خير

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن اليوم الآخِر يومٌ له في رُوْح العبدِ رَوْع، وفي جَوانحه منه رَهبة، هو يومُ التَّناد، يومُ الحَسرة، يومُ التغابُن، يومَ يقومُ الناسُ لرب العالمين.

يومَ تُزلزَلُ الأرضُ زِلزالَها

وأضاف «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة:  يومَ يُبعثَرُ ما في القبور، ويُحصَّلُ ما في الصدور، يومَ تُزلزَلُ الأرضُ زِلزالَها، وتُخرِجُ الأرضُ أثقالَها، منوهُا بأنه قد كان من مَهامِّ الرُّسُلِ عليهم السلامُ مع أقوامهم دعوتُهم إلى الإيمان باليوم الآخِرِ.

وتابع: وبيان ُأحوالِه وأهوالِه؛ ذلك أنَّ تذكُّرَه أمارةُ خير وهُدى، والغفلةَ عنه نذيرُ سوء ورَدى، وأول قَدَم يضعها العبدُ في ميدانِ اليومِ الآخِرِ هي بموته ثم قَبْرِه، وفي القبر الافتتانُ والامتحان، فيُكْرَمُ فيه أو يُهان ، يُوفَّقُ المؤمنُ ويُكرَّمْ، ويُخذَلُ الكافرُ ويُجَرَّمْ.

فتنة القبور

واستشهد بما قال النبيُّ –صلى الله عليه وسلم-: «إنه قد أُوحي إليَّ أنكم تُفتنون في القبور قريبًا أو مثلَ فتنةِ المسيحِ الدجال، فيُؤتى أحدُكُم فيُقال: ما عِلمُك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: هو محمد، هو رسولُ الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وأطعنا -ثلاثَ مِرار- فيُقال له: نَمْ، قد كنا نعلمُ إنك لتؤمنُ به، فَنَمْ صالحا.

واستطرد: وأما المنافق فيقول: لا أدري! سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلت» أخرجه البخاري ومسلم، ثم أخبر صلواتُ الله وسلامُه عليه أنه يُفتَحُ له بابٌ إلى الجنة فيُقال له: هذا منزلُك لو آمنتَ بربك، فأمَّا إذْ كفرتَ به فإن الله عز وجل أبدلك به هذا، ويُفتح له بابٌ إلى النار، ثم يَقمَعُه قَمعةً بالمطراق يسمعُها خَلْقُ اللهِ كلُّهُم غيرَ الثقلين» أخرجه الإمامُ أحمد.

ركيزةٌ من ركائز الإيمان

وأوضح أن الإيمانُ باليوم الآخِر هو حقيقةٌ مُسَلَّمة، واعتقادٌ جازم، وركيزةٌ من ركائز الإيمان، وهو الإيمان بكل ما أخبر اللهُ به ورسولهُ –صلى الله عليه وسلم- مما يكونُ بعد الموت، وما أعدَّ اللهُ للطائعين من ثواب، وللعاصين من عقاب.

ودلل بما سألَ جبريلُ عليه السلامُ النبيَّ –صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان فقال: «أن تؤمنَ بالله وملائكتهِ وكُتبهِ ورُسُلهِ واليوم الآخِر، وبالقدر خيرِه وشرِّه» أخرجه مسلم، منوهًا بأنه بالإيمان باليوم الآخر يتبيَّن المؤمنُ المصدِّق، من الكافرِ المكذِّب؛ إذْ هو إيمانٌ بالغيب، واطِّراحٌ للشَكِّ والريْب "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب" .