الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هي العشرة بين الزوجين كما أرادها الله؟.. لا يعرفها كثيرون

 ما هي العشرة بين
ما هي العشرة بين الزوجين

لعل عدم معرفة  ما هي العشرة بين الزوجين ؟، تعد من أهم وأقوى أسباب خراب البيوت، لأن العشرة بين الزوجين هي أساس العلاقة ومنها تنبع الحلول لكل مشكلة قد تواجههما، فإذا عرف كل شاب وفتاة ما هي العشرة بين الزوجين ؟، وما لها من حق على كل منهما ستستقر حياتهما وبحق العشرة سيتجاوز كل منهما عن هفوات الآخر وسيتغاضون ويعفون عن كثير من الأخطاء ويتحملون المصاعب، ولا شك أن هذا كله إنما يبين أهمية معرفة ما هي العشرة بين الزوجين التي تحقق السعادة لهما حتى دون أي إمكانات أو ظروف .

ما هي العشرة بين الزوجين

ورد أن العشرة الزوجية التي أرادها الله – تبارك وتعالى – هي ما ذكره في كتابه العظيم بقوله: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) الآية 19 من سورة النساء، فهذه هي القاعدة الشرعية في العشرة، وهذا هو المفهوم الصحيح لمعنى العشرة، وهي المعاشرة بالمعروف، والنظر إلى المحاسن، والتغاضي عن المساوئ في كثير من الأحيان، فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.

وقد رسم لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منهجاً قويماً في كل شيء، ومن ذلك العشرة الزوجية، فهي علاقة قائمة على المحبة والصدق والأمانة، تبدأ منذ بداية الطريق حيث اختيار الزوجة واختيار الزوج، عن النبي –صلى الله عليه وسلم – أنه قال : "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" . وقال عليه الصلاة والسلام : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله".

وورد أن من آيات الله – جل وعلا – ما يلقيه في قلوب المتزوجين، من المودة، والرحمة، مما يدعم حسن العشرة بين الزوجين، فقد قال – تعالى -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾  الروم 21

كيف تحفظ العشرة بين الزوجين

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الحياة الزوجية مبناها على السكن والرحمة والمودَّة ومراعاة مشاعر كلٍّ مِن الطرفين للآخر أكثر مِن بنائها على طلب الحقوق.

وأوضحت «الإفتاء » عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في إجابتها عن سؤال: ( كيف تحفظ العشرة بين الزوجين ؟)، أن فِقهُ الواقع والخلق الكريم الذي علَّمنا إيَّاه سيدُنا رسولُ الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- يقتضي أن تتَّقي الزوجةُ اللهَ تعالى في زوجها، وأن تَعْلَمَ أن حُسنَ عشرتها له وصَبْرَها على أعباء الحياة معه بابٌ مِن أبواب دخولها الجنة.

وتابعت: وعلى الزوج أيضًا أن يراعيَ جهد زوجته، وما تقوم به من خدمةٍ طوال اليوم للبيت والأولاد، وأن يكون بها رحيمًا، وألَّا يُحَمِّلَهَا ما لا تطيق، فبهذه المشاعر الصادقة المتبادَلَةِ يستطيع الزوجان أداءَ واجبهما والقيامَ بمراد الله تعالى منهما، وسَحْبُ ما محله التداعي أمام القضاء إلى الحياة الطبيعية غير سديدٍ.

واستشهدت بما قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]، منوهة بأن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحياة بين الزوجين لا تؤخذ بطريقةٍ يبحث فيها كلٌّ مِن الزوجين عن النصوص الشرعية التي تبيِّن حدود حقوقه وواجباته أو تجعله دائمًا على صوابٍ والطرفَ الآخر على خطأٍ؛ بحيث تُتَّخَذُ الأحكام الشرعية وسيلةً للمساومة والضغط على الطرف الآخر وجَعْلِهِ مُذعِنًا لرغباته مِن غير أداء الواجبات التي عليه في جانبه.

وأضافت أنه يجب على الزوجين أن يكونا أكثر حكمة، وألا يجعلا أسرتهما البسيطة الناشئة مرتعًا لتلقي النصائح من هذا أو ذاك ممن ليس له أحيانًا علاقة بالموضوع، وأن يتعلما أن النصيحة لا تؤتي ثمارها في الحياة الزوجية، إلا إذا كانت هناك حاجة إليها، وأن يدركا أن من ينصحهما يرى الموضوع من وجهة نظره الشخصية؛ حتى وإن كان أقرب أقربائهما مثل الأم، وهكذا ربما يغيب عنه بعض الجوانب ومن ثَم تصير نصيحته قليلة الفائدة ضعيفة الأثر، كما ينبغي للزوجين إذا لاحت سحابة نزاع أمامهما أن يقطعا صوت المنازعة بالمسامحة ويحفظا طول العشرة بالمساهلة ولا يسترسلا في الجدال والخصومة.