الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إنجاب بدون زواج .. قرارات في الصين لمحاربة شيخوخة السكان

ترى الحكومة الصينية، أن مسألة انخفاض عدد سكانها الذي حدث خلال الأعوام المقبلة، خطر على الأمن القومي، خصوصا مع احتمالية نزولها من عرش أكبر دول العالم من حيث السكان والمتوقع حدوثه مع نهاية 2023، ولذلك اتخذت الحكومة العديد من القرارات الكبيرة لمحاربة شيخوخة السكان السريعة في الصين، وذلك مع نهاية سياسة الطفل الواحد، وبدأت العديد من المقاطعات الصينية في تطبيق إجراءات غير معتادة لخروج من تلك الأزمة.

فلأول مرة منذ 6 عقود، وتحديدا منذ 1961، أعلنت الصين عن انخفاض التعداد السكاني لها، وذلك بعد أن أصبح عدد الوفيات أكبر من عدد المواليد لديها، ووفقا لهذا المعدل، فمن المنتظر أن تكون الهند مع نهاية هذا العام صاحبة المركز الأول كأكبر دولة من حيث عدد السكان، وهنا وضعت الحكومة تلك التحديات أمام أعينها وقررت البحث على حلول جذرية، حتى ولو كان ذلك بالصدام مع الثوابت المجتمعية.

تحول تاريخي .. انخفاض قدره 850 ألفًا
 

وفقا لما أعلنه المكتب الوطني للإحصاء في الصين، فقد انخفض عدد سكان الصين العام الماضي للمرة الأولى منذ 1961، وهو تحول تاريخي من المتوقع أن يكون بداية فترة طويلة من الانخفاض في أعداد مواطنيها، وأن تصبح الهند أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في 2023.

وقال المكتب الوطني للإحصاء في الصين إن البلاد كان بها 1.41175 مليار شخص في نهاية عام 2022 مقارنة مع 1.41260 مليار قبل عام، بانخفاض قدره 850 ألفًا عن العام السابق، حيث بلغ معدل المواليد في العام الماضي 6.77 مولود لكل ألف شخص، انخفاضا من معدل مواليد عند 7.52 مولود في 2021، وهو أقل معدل مواليد على الإطلاق تشهده البلاد.

 

في المقابل سجلت الصين أيضا أعلى معدل وفيات منذ 1974، إذ سجلت 7.37 حالة وفاة لكل ألف شخص مقارنة بمعدل 7.18 حالة وفاة في 2021، فوفقا لبيانات حكومية تم نشرها هذا الأسبوع. وقال مسؤولون إن 10.41 مليون شخص ماتوا بينما ولد 9.56 مليون.

نهاية سياسة الطفل الواحد الشائنة ليس كاف

ووفقا لتقرير صحيفة أجاتاك الهندية، فإن إنهاء سياسة الطفل الواحد التي اتبعتها الصين لعقود كان السبب الرئيسي لما حدث من خلل في التركيبة السكانية للصين، حيث كانت معدلات الخصوبة في الصين تتناقص بالفعل في السبعينيات، وبحلول عام 1980، وضعت الحكومة الصينية رسميًا سياسة الطفل الواحد المثيرة للجدل، حيث فرضت قيودًا قانونية على الأسر من إنجاب أكثر من طفل واحد، وكانت السياسة تهدف إلى زيادة الحد من النمو السكاني في الصين والمساعدة في تحفيز الانتعاش الاقتصادي.

وقد أدى في النهاية إلى انخفاض معدلات الخصوبة وكثرة شيخوخة السكان، في العام الماضي، فقد شهدت الصين وفيات أكثر من المواليد، ورغم أنه في عام 2015، أنهت الصين سياسة الطفل الواحد، وبدأت في السماح للأزواج بإنجاب طفلين، ووسعت العلاوة مرة أخرى في عام 2021، حيث سمحت بما يصل إلى ثلاثة أطفال، ولكن تلك السياسة لن تأتي ثمارها في الوقت القريب، ولم تكن كافية لحل الأزمة مما دفع المسئولين للبحث عن حلول أخرى.

خطوة تاريخية .. إنجاب بدون زواج وانتشار ظاهرة التوأم

وبالفعل اتخذت الحكومة الصينية، العديد من القرارات الكبيرة، ففي خطوة تاريخية اتخذت مقاطعة سيتشوان الصينية قرارا يسمح للأزواج إنجاب الأطفال هناك حتى بدون زواج، وكذلك سيحصلون على نفس المزايا التي يحصل عليها المتزوجون، وذلك ضمن مبادرة زيادة عدد السكان، وظهور اتجاه مختلف في البلاد تجاه ثوابت الدولة الاجتماعية.

وكذلك بدأت الأنباء تنتشر عن تزايد عدد التوائم في الصين، ففي صحيفة "تشاينا ديلي" الصادرة عن الحزب الشيوعي الصيني، اعترف مسؤولو الصحة أنه في فترة قصيرة من الزمن، زاد الحمل المتعدد فجأة في البلاد، وحتى في المناطق الحضرية في الصين، بدأت 20% من حالات الحمل المتعدد في الظهور، في مقابل نسبة 1% هي نسبة حدوث ذلك من حالات الولادة الطبيعية، وكذلك ظهور حالات التوائم الثلاثة أو أكثر رغم أنها أكثر ندرة.

 

التوائم من الحظر إلى الانتشار مع التكنولوجيا الطبية

وعن أسباب انتشار تلك الظاهرة، ذكرت الصحيفة الصينية، أن هناك تشجيع للجوء الأزواج الصينيون إلى التكنولوجيا الطبية لهذا الغرض، ولكن في المقابل، كانت هناك تحذريات من خطورة ذلك على صحة الأم، وذلك ما قالته اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة، بضرورة الحذر على صحة الأم وصحة الطفل القادم، وذلك حين نبحث على إنجاب المزيد من الأطفال

والمفارقة في هذا الأمر، أن الصين كانت تفرض حظرا صارما على تلك النوعية من التكنولوجية الطبية، ففي عام 1988، حدث أول طفل أنبوب اختبار في الصين، ومنذ ذلك الحين ، بدأ يحدث هناك أكثر من 3 أطفال أنابيب اختبار كل عام، ولكن في عام 2003، فرضت وزارة الصحة الصينية حظرًا صارمًا عليه، وقالت إن التكنولوجيا تستخدم بطريقة خاطئة.

ثم استمرت استخدام تلك التكنولوجية وفق إجراءات محددة في ظل تطبيق سياسة الطفل الواحد، حيث كان على الأزواج الذين يتلقون أطفال الأنابيب التوقيع على موافقة، والتي بموجبها، في حالات الحمل المتعدد، يجب عليهم الخضوع لعملية تصغير الأجنة، والتي يجب فيها القضاء على جميع الأجنة باستثناء جنين واحد، ولكن الآن ومع انخفاض معدل المواليد، أصبح هناك استرخاء في تطبيق القواعد، وبعدها بدأ الحمل المتعدد في الازدياد.

هكذا يحدث الحمل المتعدد داخل المختبر

وعن ماهية فكرة الحمل المتعدد، فهو في المعتاد عندما ينمو طفلان أو أكثر في رحم المرأة، فإنه من الناحية الطبية يسمى الحمل المتعدد، وفي اللغة الشائعة يطلق عليهم التوائم، ويمكن أن تكون هذه الأجنة في بيضة واحدة أو بيضتين منفصلتين، على أساسهما يطلق عليهما التوائم المتطابقة والتوائم الشقيقة على التوالي، ولكن السؤال المثار هو كيف يكون هذا ممكنا داخل المختبر؟.

وهنا توضح الصحيفة الهندية، أنه أثناء الإخصاب في المختبر، يتم إخراج البويضات الناضجة من المبايض وحفظها في المختبر، وبعد ذلك يتم تخصيبهم بالحيوانات المنوية، وخلال هذا في بعض الأحيان يتم إخصاب أكثر من بويضة واحدة ويحدث الحمل المتعدد، ويتم ذلك عن قصد لمحبي التوائم.

 

ما المخاطر في الحمل المتعدد؟

ولكن يبدو أن هناك مخاطر من فكرة الحمل المتعدد كما حذرت منها الصحة الصينية، ومنها إمكانية أن تحدث الولادة المبكرة إذا كان هناك طفلان أو أكثر في الرحم، وهذا له عيوبه الخاصة، مثل عدم اكتمال نمو الجنين، وفي كثير من الحالات يكون هناك قصور في الأنبوب العصبي ونقص في القلب ونقص في الجهاز الهضمي، وهذه أمراض خلقية، وفي كثير من الأحيان يحدث ولادة جنين ميت، أي ولادة طفل ميت.

وغالبًا ما يعاني التوائم أو أكثر من الأطفال من انخفاض الوزن عند الولادة. بصرف النظر عن الأطفال، وتواجه النساء الحوامل أيضًا العديد من المخاطر، فهناك خوف من سكري الحمل عند الأم عندما يكون التوأم في رحمها، وكذلك بعد الولادة تستغرق الام فترة كبيرة للتعافي، لأن المزيد من التغذية قد انتقلت من الجسم.