يغفل كثير من الناس عن خصلتين تضيعان الصيام، حيث بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، خصلتين من حفظهما سلم له صومه.
خصلتان من حفظهما سلم له صومه
واستدل علي جمعة بما قاله مجاهد رحمه الله : خصلتان من حفظهما سلم له صومه : الغيبة والكذب، موضحا أنه ينبغي على الصائم حفظ حاسة السمع بألا يجلس مجلسا يستمع فيه إلى الغيبة أو النميمة، أو مجلس يظلم فيه إنسان.
وأشار إلى أن المستمع والمغتاب شريكان في الإثم ولا يستمع إلى اللهو الحرام، والكلام البذيء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ".
كما يجب على الصائم الامتناع عن الكذب وعن كل ما يغضب الله عز وجل، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كم صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من صيامه إلا السهر).
كفارة الغيبة والنميمة
وتعرف الغيبة أنها ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بالسّوء بظهر الغيب، فإذا ذكرت إنسانًا بكلام لو وصله لساءه لكنت بذلك قد اغتبته، ولا شكّ بإنّه لا عذر لأحد في أن يغتاب أخاه المسلم إلاّ في حالاتٍ معيّنة حدّدتها الشّريعة الإسلاميّة.
ويجب على المسلم أن يحفظ لسانه من الاستطالة في الناس ذمًّا وقدحًا، فلا يستعمل عبارات العموم والإطلاق، وإنما يخص من يستحق الوصف المذكور دون غيره، إذا كان غرضه التحذير والتنبيه، وليس الغيبة والتشهير.
وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- جزاء المغتاب قائلاً: «لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظَافِرُ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ».
وحول دعاء كفارة الغيبة والنميمة قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
ويشير الحديث إلى أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قبل أن يقوم من مجلسه فإذا قال ذلك فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.