الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة جديدة تهدد دول أوروبا.. كيف ستتخطى القارة العجوز أزمة نقص الغاز؟

إغلاق 6 مواقع في
إغلاق 6 مواقع في أكبر حقل غاز

تسبب الحرب الروسية الأوكرانية في زيادة قتامة آفاق النمو العالمي، حيث يواجه اقتصاد أوروبا نكسة خطيرة بسبب روابطها التجارية والاستثمارية والمالية مع روسيا وأوكرانيا، وتعاني أوروبا من انقطاع لصادرات الغاز الطبيعي من روسيا، أكبر موردي الطاقة بالنسبة لها.

ويبدو أن فرص تصاعد أزمة نقص إمدادات الطاقة لازالت تهدد دول أوروبا، على خلفية إعلان أكبر حقل غاز فى القارة العجوز إغلاق 6 مواقع إنتاجية من أصل 11 موقعًا بدءًا من اليوم الأول من شهر أبريل الجارى.

وجاء الإعلان الأخير من قبل الحكومة الهولندية، بعد أخبار متضاربة بشأن إرجاء إغلاق حقل غرونينغن بصورة كاملة فى ظل تداعيات نقص الغاز الروسي على القارة الأوروبية، حيث سبق وأن رجح مسئولون أن يتم الإغلاق بحلول شهر يونيو المقبل.

نقص الغاز في أوروبا ينذر بمشكلات تتجاوز "برد الشتاء" | سكاي نيوز عربية
الغاز

إغلاق نهائى

وكشفت عن أنها بصدد إغلاق الحقل نهائيًا بداية من أكتوبر العام المقبل (2024) بسبب مخاوف من تزايد نشاط زلزالى بفعل أعمال الحفر، دون تحديد كميات الإنتاج المتوقعة حتى موعد الإغلاق، وفق ما أوردته رويترز، رغم إعلان عزمها في الوقت ذاته إنتاج 2.8 مليار متر مكعب من الحقل حتى مطلع شهر أكتوبر المقبل.

وعجل بقرار الإغلاق مقترح لهيئة مراقبة المناجم التى استندت إلى ضرورة خفض المخاطر المحيطة باعتبارات السلامة لقاطني المنطقة المحيطة بالحقل، لا سيما أن عمليات الحفر تحفّز النشاط الزلزالي وتعيد إلى الأذهان مخاوف تكرار زلزال عام 2018.

وأوضح وزير الدولة لشؤون التعدين الهولندية هانز فيلبريف، أن المواقع الـ6 المقرر إغلاقها في حقل "غرونينغن" لن تُنتج الغاز مرة أخرى، غير أن حديثه بدا متناقضًا إذا أبرز أن "الإغلاق ليس قرارًا نهائيًا" رغم توقف الإنتاج من هذه المواقع.

نقص الإمدادات

ومقابل ذلك، دعا مشغل نظام النقل في هولندا "جي تي إس" إلى عدم إغلاق حقل غرونينغن خلال العام الجاري 2023، مدفوعًا بالمخاوف من نقص الإمدادات.

امتدت أصداء القرار الهولندى إلى دول القارة الأوروبية،التى تعلق طموحاتها على حقل غاز غرونينغن المشترك بين شركتي "شل" و"إكسون موبيل"، ومُورست ضغوط على الحكومة الهولندية لزيادة الإنتاج وتعويض نقص التدفقات الروسية.

وطالب مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تيري بريتون، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي (2022)، الحكومة الهولندية بإعادة النظر في قرار إغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا الذي سجل ذروته الإنتاجية بما يزيد على 50 مليار متر مكعب منذ 10 سنوات.

وتحفّظت حكومة أمستردام على هذه المطالب بالنظر إلى مراعاة مخاوف مواطنيها حول تفاقم ظاهرة الزلازل، إثر عمليات الحفر في حقل غرونينغن الذي افتُتح عام 1963، ولجأت إلى إرجاء غلق أكبر حقل غاز في أوروبا، لكنها رهنت مواصلة الإنتاج بخفضه إلى 2.8 مليار متر مكعب سنويًا.

ورغم مرور ما يزيد على نصف قرن على افتتاحه، ما زال حقل غرونينغن يملك احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدر بنحو 450 مليار متر مكعب، مع إمكان استخراج 50 مليار متر مكعب سنويًا بما يفوق معدلات الإنتاج الحالية.

ويمكن للكميات المتاح استخراجها سنويًا تعويض ما استوردته ألمانيا من الغاز الروسي عام 2021، بما يُقدر بنحو 46 مليار متر مكعب.