الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيخ الأزهر: نصوص القرآن لم تبح للمسلم تعدد الزوجات بصورة مطلقة

شيخ الأزهر الشريف
شيخ الأزهر الشريف

واصل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حديثه الرمضاني عن قضايا المرأة في الإسلام، قائلاً: إنه ليس من دعاة تحريم تعدد الزوجات مطلقا، ولكنه من دعاة ضرورة الفصل الحاسم بين فهم نصوص القرآن، وبين الفهم الملتوي.

تعدد الزوجات

وأشار شيخ الأزهر، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، اليوم الجمعة، إلى أن نصوص القرآن الكريم لم تبح للمسلم أن يتزوج بزوجة ثانية وثالثة ورابعة إباحة مطلقة بغير قيد أو شرط، وإنما ألاحت له ذلك من أجل الضرورات المشروطة بالعدل المطلق، في الملبس والإنفاق، والمسكن، والمبيت، ولم يستثنى الشرع من ذلك إلا ما يتعلق بدائرة المشاعر والأحاسيس.

وأضاف شيخ الأزهر أنه ليس للزوج أو الزوجة من أمر المشاعر القلبية شيىء، ومن ثم فأن إباحة التعدد هى رخصة مشروطة وحكم الرخصة أنها ليست أمر واجب وليست مباحة بشكل مطلق، وليست حق من حقوق الزوج حيث أنها رخصة مقيدة بقيود ثقيلة. 

فوضى تعدد الزوجات

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يمرَّ عليه خمس وعشرون عامًا فقط حتى صرخ في العالم كله بما أوحاه الله إليه من أن المرأة ليست مخلوقًا تابعًا للرجل، وإنما هي شقيقة الرجل. 

وأضاف شيخ الأزهر في منشور له : وقال النبي كلمته الخالدة: «النساءُ شقائقُ الرجالِ»، ونادى في سمع الزمان كله: «لو كنتُ مفضِّلًا أحدًا لفضَّلتُ النساءَ»، وبلَّغ الحاضرَ والغائب أن الموءودة قُتلتْ بلا ذنب، وأن قاتلها جاهل ضال، وخاسر سفيه، وأن عذابًا أليمًا ينتظره طال الأمد أو قَصُر، وأنهى فوضى تعدد الزوجات، وحصر الأمر في أربع فقط، وبشرط العدل الكامل بينهنَّ، فإن خيف أو ظُنَّ عدمُ العدل فلا مفرَّ من واحدة. 

كما ذكَّر النبي الرجال بصعوبة العدل بين النساء حتى لو حرصوا عليه، كما أنهى فوضى الطلاق وحصره في مرتين اثنتين؛ فإن طلقها الثالثة حَرُمت عليه وبانت منه، شاء أم أبى، ولا تحل له إلا بعد الزواج من غيره وطلاقِها من ذلك الغير، ثم أعلن حقها في الميراث، وحقها في اختيار الزوج، وحقها في التعلُّم والتعليم، وحقها في أن تستقل بذمةٍ ماليةٍ لا يجوز للزوج أن يمسها إلا بطِيب خاطر منها، وأمر بمعاشرتها بالمعروف، ونادى بمساواتها بالرجل، اللهم إلا في المواطن التي تنقلب فيها المساواة ظلمًا وفحشًا.