الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تشعل زيارة كاليفورنيا فتيل الحرب.. الصين ترفض استفزازات واشنطن وتحرك قواتها

صدى البلد

ارتفعت حدة التوتر مرة أخرى بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بسبب جزيرة تايوان والتي تعتبرها الصين ملكاً لها باعتبارها في الأصل مقاطعة صينية، حيث أثارت زيارة رئيسة جزيرة تايوان لكاليفورنيا ولقائها مع كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب الامريكي غضب الصين.

سفن الصين

أرسال سفن حربية إلى تايوان 

على إثر هذه المقابلة أرسلت الصين، سفنًا حربية إلى المياه المحيطة بتايوان بعد نشرها حاملة طائرات متوعدة برد حازم بعد اللقاء بين رئيسة الجزيرة ورئيس مجلس النواب الأمريكية فى كاليفورنيا - بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية.

وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج : "ستتخذ الصين إجراءات حازمة وقوية للدفاع بعزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".

وقد نشرت بكين التى لطالما هددت برد فى حال إجراء هذا اللقاء، حاملة طائرات قرب تايوان بعد ساعات على انعقاده، وتم رصد 3 سفن أخرى الأمس فى المضيق الفاصل بين الصين والجزيرة التى تتمتع بنظام ديمقراطى على ما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، وعبرت مروحية مضادة للغواصات أيضا منطقة الدفاع الجوى فى تايوان، ونشرت الصين كذلك سفنا لخفر السواحل لإجراء دوريات استثنائية احتجت عليها تايبيه.

وتعتبر الصين جزيرة تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.

وتعارض بكين أى اتصال رسمى بين تايوان ودول أخرى، وتصر على مبدأ "صين واحدة" فقط.

يذكر أنه حدثت توترات في أغسطس 2022 ببن البلدين بعد زيارة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، إلى تايوان والتي تعد الزيارة الأبرز لمسؤول أميركي منذ 25 عاماً، حيث أثارت الزيارة حينها، غضب الصين حتى أنها أعلنت عن مناورات في المياه المحيطة بتايوان.

وقال وزير الدفاع التايواني شيو كوو-شينج إن توقيت نشر حاملة الطائرات الصينية ِ"شاندونج"، حساس، لكنه لم يشر إلى رصد أى مناورات فى محيط السفينة الحربية، وأكد “ نواصل عمليات المراقبة والرصد”

وردًا حول احتمال أن يكون هذا الانتشار مقدمة لمناورات عسكرية صينية، قال شيو: لا نستبعد أي احتمال.

وقالت الهيئة التايوانية: إن تحرك الطرف الصينى يفاقم عمدا التوترات بين ضفتى المضيق متحدثة عن انتهاك فاضح للممارسات البحرية.

وأكد مساعد مدير مكتب الأمن الوطني فى تايوان كو شينج-هنج اليوم، أن السفن التايوانية تلقت الأمر برفض أى عملية تفتيش صينية.

كيفين مكارثي ورئيسة تايوان 

لقاء رغم التهديدات 

كشفت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية، الأربعاء، عن تفاصيل لقاء رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي ورئيسة تايوان تساي إنج وين في كاليفورنيا، على الرغم من التهديدات الصينية التي تم اثارتها قبل هذا اللقاء والتي تنظر إليه على أنه استعراض لدعم استقلال تايوان.

وعقد الاجتماع في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية، بينما تمر تساي عبر الولايات المتحدة بعد رحلة إلى جواتيمالا وبليز، ويأتي وسط التوترات المتفاقمة بين بكين وواشنطن.

فى الولايات المتحدة رحبت "تساى" الآتية من جولة فى أمريكا الوسطى بالدعم الراسخ للولايات المتحدة حيال تايوان وأكدت أن التايوانيين ليسوا معزولين، ولا تزال 13 دولة فقط تعترف بتايوان بينها بيليز وجواتيمالا اللتان زارتهما تساى خلال جولتها بعد محطة أولى في نيويورك.

وبعد ساعات على ذلك، توعدت الصين بتدابير حازمة وفعالة لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، وحثت بكين واشنطن على وقف الانخراط فى طريق خاطئ وخطر.

وفى ظل أجواء التوتر هذه، اختار مكارثى استقبال تساى فى كاليفورنيا بعدما فكر بداية، بالتوجه شخصيا إلى تايوان، وشدد المسئول الجمهورى على أن العلاقة بين تايبيه وواشنطن أقوى من أى وقت مضى.

وفى عهد تساى عززت تايوان تقاربها مع الولايات المتحدة، ودعا ماكارثى إلى مواصلة بيع الأسلحة إلى تايوان معتبرًا أنه السبيل الأفضل لمنع غزو صينى للجزيرة، وأكد أمام صحفيين : هذا درس أساسى استخلصناه من أوكرانيا وهو أن فكرة فرض عقوبات فقط فى المستقبل لن يردع أحدًا.

رئيسة تايوان

أمريكا تمد تايوان بأسلحة

في هذا الصدد قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هناك حالة من الشد والجذب بين الصين وتايوان منذ فترة طويلة حيث إن الصين تعتبر أن تايوان جزء منها، وتسعى ان تتوحد ولكن في المقابل تحمل تايوان وجهة نظر معاكسة تماماً، أما على المستوى الاخر فهناك توترات بين الولايات المتحدة الامريكية والصين حيث إن بينهم منافسة قوية سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي كالتواجد والنفوذ في هذه المنطقة.

وأضاف الدكتور أكرام بدر الدين خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة مد تايوان بأسلحة متطورة وهذا ما يجد أصداء عكسية من قبل الجانب الصيني، مشيراً إلى أننا نحن أمام تشكيل نظام دولي جديد خاصة بعد الحرب الروسية الاوكرانية وبالتالي هناك تنافس بين الصين والولايات المتحدة حول هذا الامر وستكون الصين منافس قوي ومن أقوى الأطراف الرئيسية والمؤثرة امام هذا النظام. 

وأشار: في اعتقادي لن تتصاعد الامور بطريقة غير محكومة ومن المرجح أن يكون التصعيد متمثل في التصريحات المضادة سواء بين الصين وتايوان او الصين والولايات المتحدة، كما يمكن أن يكون هناك توترات خاصة من الناحية السياسية ، ولكن الامور لن تصل لمجابهة مباشرة أو الوصول لمرحلة الخطر، ولن تتفاقم خاصة وأن العالم مشغول الان بالحرب الروسية الاوكرانية، وليس من المرغوب فيه أن يتم فتح جبهة جديدة تجلب المزيد من المصاعب للعالم.