مع استمرار تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؛ ازداد الاستقلال السياسي لدول المنطقة بشكل ملحوظ، وأصبح "الانفراج والتنمية" موضوعًا جديدًا في الشرق الأوسط؛ وقد فتح التعاون الصيني العربي بداية فرص تاريخية جديدة.
وبعد الدور الكبير الذي لعبته الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، تسعي الصين في الآونة الأخيرة إلي التوصل إلي حل بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وذلك ما شدد عليه الرئيس الصيني خلال القمة العربية الصينية الأولي، حيث أكد علي أهمية إنهاء الصراع، و"حل الدولتين". حسبما ذكر التلفزيون الصيني.
وفي هذا الصدد أجري وزير الخارجية الصيني تشين جانج، اتصالا هاتفيا بنظيره الفلسطيني رياض المالكي والإسرائيلي إيلي كوهين اليوم، لبحث آخر التطورات بين الجانبين.
تشين جانج يدعو نظيره الإسرائيلي لاستئناف الحوار وضبط النفس
قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج اليوم خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، إن بكين قلقة من التوتر الحالي بين إسرائيل وفلسطين، مشيرا إلي أن الأولوية القصوى في الوقت الحالي هي السيطرة على الوضع ومنع الصراع من التصعيد أو حتى الخروج عن السيطرة.
ونصح تشين جميع الأطراف الاتزام بالهدوء وضبط النفس والامتناع عن الأقوال والأفعال الراديكالية والاستفزازية، مضيفا، أن المخرج الأساسي هو استئناف محادثات السلام وتنفيذ "حل الدولتين"، مؤكدا، أن الوقت لم يفت بعد لفعل الشيء الصحيح.
وأكد وزير الخارجية الصيني، أن بكين تشجع إسرائيل وفلسطين على إبداء الشجاعة السياسية واتخاذ خطوات لاستئناف محادثات السلام، والصين مستعدة لتوفير الراحة لذلك.
وتابع، نعتقد أن مفتاح حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية يكمن في التمسك بمفهوم الأمن المشترك. مضيفا، أن الصين ليس لها مصلحة ذاتية في هذه القضية، وتأمل فقط أن تتعايش إسرائيل وفلسطين بسلام للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
كما أكد تشين جانج، أن السعودية وإيران استأنفتا العلاقات الدبلوماسية من خلال الحوار منذ وقت ليس ببعيد، وضربت مثالا في حل الخلافات من خلال الحوار. ومن المؤمل أن تغتنم جميع الأطراف الفرصة المواتية لتعزيز الحوار والمصالحة وتنفيذ الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني والحفاظ على السلام والطمأنينة في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبه، أعرب إيلي كوهين عن امتنانه للصين لاستعدادها لتقديم الدعم لحل النزاع بين إسرائيل وفلسطين. مؤكدا، أن تل أبيب ملتزمة بتهدئة الوضع، لكن يبدو أنه من الصعب حل هذه القضية على المدى القصير.
وأضاف كوهين، تولي إسرائيل أهمية كبيرة لنفوذ الصين، وتولي اهتمامًا وثيقًا للملف النووي الإيراني، وتتوقع أن تلعب الصين دورًا إيجابيًا في تلك الأزمة.
وزير الخارجية الصيني لنظيره الفلسطيني: حل الدولتين هو الحل
قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج اليوم خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، إن تصعيد الصراع بين فلسطين وإسرائيل في الآونة الأخيرة وتصاعد التوتر لفت انتباه الصين، ودفعت الصين مجلس الأمن لإجراء مشاورات والتواصل عن كثب مع المجتمع الدولي لمحاولة تهدئة الموقف.
وأكد تشين جانج، أن الصين تدين بشدة الأقوال والأفعال التي تنتهك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتدعم فلسطين وإسرائيل لاستئناف محادثات السلام على أساس "حل الدولتين" في أقرب وقت ممكن، وهي مستعدة للعب دور إيجابي في هذا الصدد.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن تقديره البالغ لموقف الصين الواضح بشأن القضية الفلسطينية، وتقديره لدعم بكين لتقرير مصير فلسطين الوطني وإقامة دولة مستقلة، ورحب بجميع الجهود التي تبذلها الصين.
وأضاف المالكي، نقدر مساعي الصين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، مما يدل على دورها كدولة رئيسية مسؤولة.
وأكد تشين جانج، أن الصين تدعم دائما الاستقلال الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط، وتحمل مصير البلاد بأيديها، ومستعدة لمواصلة الإسهام في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
واتفق الجانبان على تنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا البلدين، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، والارتقاء بالعلاقات الودية التقليدية بين البلدين إلى مستوى جديد.