الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المثقفون يتحدثون عن مطالبهم من الحوار الوطني: حضور الثقافة الحقيقية في مقررات التعليم.. إعادة النظر في مشروعات النشر والاهتمام بالمسرح|خاص

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ أيام قليلة انعقدت الجلسة الأولى من الحوار الوطني، بعد أشهر طويلة من الإعداد لهذا الحدث الذي انتظره المصريون من جميع الاتجاهات والتيارات السياسية والمجتمعية، وكانت للثقافة العديد من المحاور الموضوعة على طاولة الحوار الوطني، نظرًا لما تمثله الهوية المصرية من أهمية كبرى لدى كافة فئات الشعب المصري.

تطوير وسائل وأدوات التثقيف

لذا تواصل موقع صدى البلد مع العديد من الكتاب والمثقفين لمعرفة ما تحتاجه الثقافة من الحوار الوطني، وقال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة: «أتصور أن الثقافة تمثل قطاعا مهما في الحوار الوطني، فمن الثقافة وإليها تتفرع قضايا كثيرة تخص أسئلة الحاضر والمستقبل، ولعل قيام الدكتور أحمد زايد، وهو مثقف عظيم، على لجنة الثقافة في الحوار الوطني يمثل نقطة مضيئة تدعو للتفاؤل بنتائج يمكن أن تؤتي ثمارا طيبة فيما يخص تناول مشكلات الثقافة، وأبعادها المتنوعة، والآفاق التي يمكن أن يمضي إليها نشر الثقافة وإشاعتها على كل المستويات في المجتمع المصري، وأيضا لعلها ليست مصادفة أن ربط الثقافة بالهوية الوطنية، في تسمية هذه اللجنة بالحوار الوطني، فالهوية الوطنية قضية مهمة يجب مناقشة أبعادها المتنوعة على نطاق واسع، وهي قضية مفتوحة على الحراك الدائم للمجتمع، وعلى التغيرات المتسارعة في عالمنا، وعلى أبعاد كثيرة في التكوين المصري تشكلت وتتشكل عبر تاريخ طويل».
وأضاف حسين حمودة في تصريحات خاصة لوقع «صدى البلد»: «طبعا هناك قضايا تطل برأسها عند التفكير فيما تحتاجه الثقافة من الحوار الوطني، ومن بين هذه القضايا مدى حضور الثقافة الحقيقية في مقررات التعليم بمراحله المختلفة، وطرائق تطوير وسائل وأدوات التثقيف في مجالات الإعلام المتنوعة، وكيفيات الحفاظ على الهوية الثقافية في عالم جديد أصبحت حدوده تنداح يوما بعد يوم، وتجاوز أشكال العزلة والمسافة التي تفصل بين المثقف والمجتمع، ونشر سلوكيات الثقافة (بالمعنى الواسع للثقافة) في المجتمع بوجه عام، وبث القيم الثقافية الإيجابية وتنقية المجتمع من بقايا أفكار العنف والتطرف والتخلف... وغيرها من القضايا التي يمكن المداولة في كيفيات معالجتها بأكثر من منظور».

أطياف سياسية

المؤرخ والأثري سامح الزهار تحدث لـ صدى البلد حول رؤيته لملف الثقافة داخل الحوار الوطني وقال: يمثل الحوار الوطني فرصة كبيرة لإعادة صياغة المشهد الجمعي المصري وخلق حالة منسجمة تتعدد فيها الآراء التي تصبو نحو بناء الجمهورية الجديدة، بما يتوازى مع متطلبات مصر والمصريين في هذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد، ومما يدعو للأمل هو مشاركة معظم الأطياف السياسية بكافة توجهاتها على أرضية وطنية ومن منطلق الصالح العام للخروج بأفضل شكل وأهم نتائج ممكنة تعود على البلاد بالنفع المباشر وذلك على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وزارات ثقافة مصغرة

وأضاف الزهار: في حقيقة الأمر أرى أن الحوار الوطني هو نقطة ضوء مهمة في ملفات الثقافة والآثار، وما أتمناه عطفًا على ما يجري هو مناقشة عدة محاور رئيسة في مضمار الثقافة، منها تظيم دور هيئة قصور الثقافة وجعلها هيئة مستقلة تتبع مجلس الوزراء مباشرة كونها تمثل وزارات ثقافة مصغرة في الأقاليم والقرى والنجوع وهي المكون الحقيقي لثقافة القرية، كذلك إعادة النظر في مشروعات النشر الحكومية لتكون أكثر توسعًا وانتشارًا مع إتاحة إصداراتها عبر تطبيقات ذكية، ويضاف إلى ذلك إحياء المسرح المصري من جديد، ليس في العاصمة فحسب ولكن في كافة أنحاء البلاد.

مواقع التراث

وأشار سامح الزهار: “بالنسبة للجانب الأثري فإن الدولة المصرية قامت خلال السنوات السابقة بمشروعات ترميم كبرى وإنشاء متاحف عالمية، وما نعول عليه مستقبلاً هو الاهتمام بالمتاحف الإقليمية والمتاحف النوعية والمتخصصة، كذلك تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أعمال المتاحف ومواقع التراث، وإعادة صياغة مفاهيم التنمية المستدامة للمواقع الأثرية، وتنسيق خرائط سياحية جديدة غير تقليدية تساعد على دعم الملف السياحي المصري ومزيد من استقدام الزائرين”.

مراعاة الاهتمام بالثقافة العلمية

وفي حديثه لصدى البلد قال الكاتب سمير الفيل: نحن نريد أن تكون الثقافة حقيقية وليست ثقافة مهرجانات، ونريد الاهتمام بترجمة الأعمال الادبية عن اللغاتالاصلية مثل المشروع القومي للترجمة، والاهتمام بالمسرح خاصة في الاقاليم ووضع الميزانيات المعقولة، وإنشاء متاحف للحضارة المصريةفي شتى العصور، و الاهتمام بقصور الثقافة التي هي تحت الترميم مثل قصر ثقاقة دمياط، والاهتمام بفن الموسيقى و إعادة تدريسه فيالمدارس، ووضع دستور للمثقفين للنهوض بالبلد و الاهتمام بفرق الفنون الشعبية مثل فرضة رضا و البحيرة وأسوان، و الاهتمام بإعادة ملتقى القاهرة للرواية بعد توقفه.

واستطرد سمير ارفع القبعة للمشروع القومي لثقافة الطفل قام بمشروع جيد جدًا نريد تطوير هذا العمل واستمراره،ويجب علينا مراعاةالاهتمام بالثقافة العلمية و ترجمتها حيث ان هناك عجز كبير فيها، وإعادة الاعتبار للمسرح الحقيقي الهادف، وهذا لن يتم الا بفكر متقدم،ونريد ربط الطلاب بتاريخهم و حضارتهم القديمة و الاهتمام بالفن التشكيلي في المحافظات لماذا لا تتوافر فيهم وتتوافر في القاهرةوالإسكندرية فقط.