الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القلوب القاسية لا ينظر إليها رب العالمين.. علي جمعة يحذر هؤلاء

علي جمعة
علي جمعة

بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف المقصود بقوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، موضحا أن الكون يسبح وهو معنى ينبغي أن تستحضره دائمًا أيها المسلم ؛ أن هذه الكائنات التي حولك تسبح لله رب العالمين {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}. 

الرحمة أساس الحب

وتابع علي جمعة: يجب أن تكون إنسانا وأنت تتعامل مع الأكوان، لابد أن نكون إنسانا وأنت تتعامل مع الجماد ومع الحيوان ومع النبات ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ :" أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ النَّبِىُّ ﷺ الْمِنْبَرَ حَنَّ الْجِذْعُ، حَتَّى أَتَاهُ، فَالْتَزَمَهُ، فَسَكَنَ". بكى الجذع اشتياقا لسيدنا ﷺ ، فنزل سيدنا ﷺ من خطبته والخطبة جزء من الصلاة ، فضمه إلى صدره الشريف فسكن ، يعلمنا الحب والرأفة، يعلمنا أن هذا الكون يسبح، ويعبد ربه، ويسجد له، ويبكي ويفرح، وَيُحِب وَيُحَب. علمنا أن هذه الكائنات، وهذه الجمادات، فيها تفاعل، ويجب عليك أن تتفاعل معها، وأن تكون العلاقة بينك وبينها هي الرحمة والعمران، التعمير لا التدمير.

وأضاف علي جمعة:{وَلِلهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ... } نعم، إنهم يسجدون، ويعبدون، ويسبحون، وكل ما في الأرض؛ من جن وإنس، من حجر ومدر، هو معك، فارحم نفسك، ولا تعارض الكون بما فيه؛ فقد سلم الكون أمره لله، فسلم أمرك لله، وسلم الكون عبادته لرب الخلق أجمعين، فافعل كذلك حتى تكون في نفس الاتجاه، وفي نفس التيار، وإلا كنت تسبح ضد هذا الكون في تسبيحه وسجوده لرب العالمين، فلا ترحم نفسك.

وشدد عضو هيئة كبار العلماء : تخلقوا بأخلاق الله، واعبدوه بهذا التخلق، وارحموا الكائنات، وارحموا أنفسكم، وارحموا الكل ، فإن الرحمة هي التي بدأ الله بها جماله علينا، فقال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

واختتم علي جمعة قائلا: الرحمة أساس الحب، وأساس التعاون، وأساس العمران، وأساس الكرم، وأساس كل خير، فهيا بنا نتراحم، ولا ننزع الرحمة من قلوبنا، فإن القلوب القاسية لا ينظر إليها رب العالمين.