قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

طقوس الإبداع.. أمل دنقل يكشف عادات وتقاليد الكتابة

أمل دنقل
أمل دنقل

طقوس الكتابة، عبارة انتشرت بين الكتاب والمبدعين، فمنهم من كانت له طقوسا خاصة بالكتابة، ومنهم من لم تكن له أي طقوس، وكان يكتب في أي وقت، وأي مكان، ومن هؤلاء الشاعر الكبير أمل دنقل الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.

ويكشف دنقل في حوار نادر له عن طقوس الكتابة قائلا: " ليست لي عادات شخصية في الكتابة، فأنا استطيع ان اكتب في أي مكان وفي اوقات مختلفة، وعلى أي نوع من الورق، وبأي نوع من الأقلام، المشكلة ليست في الكتابة ولكن في كيفية اصطياد نفسي للكتابة، للانني اهرب دائما من اللحظة الشعرية عندما تلح القصيدة، وتتوالى أبياتها في خاطري بيتا بعد بيت فإنني أحاول أن أهرب هذه اللحظة لأنها لحظة «التنسيق» – اذا جاز التعبير بين الصور الشعرية وبين اللغة التي اصوغ هذه الصور فيها..أحيانا كثيرة، اكتب ما بذهني حتى اتخلص منه، ثم أخلد إلى النوم واستيقظ مرة أخرى لأفكر فيها أيضا، ولا أستريح من هذه الحالة إلا عندما تكتمل القصيدة، ومع ذلك أظل انقح فيها وأعيد ترتيب مقاطعها واجراء عملية المونتاج لها، وعندما لا تخطر القصيدة أو ابياتها في ذهني أعرف أنها انتهت تماما، ومن ثم أشعر بالراحة النفسية، هناك قصائد كتبتها في ليلة واحدة ، مثل البكاء بين يدي زرقاء اليمامة لكن هذه لان درجة الشعور كانت عالية جدا وكان الشعر ليلتها بديلا عن الانتحار".

لم يستقر أمل دنقل في وظيفة أبدا فيها هو يعمل موظفا في مصلحة الجمارك بالسويس ثم الإسكندرية، ويترك الوظيفة، لقد اعتاد أمل دنقل الترحال، وربما ورثها من طفولته حال حياة والده، ولكن انغماسه في الشعر قوّى ذلك في نفسه، وجعله يتحلل من قيود المكان وقيود الوظيفة، فقد ترك دراسته في السنة الأولى الجامعية، وترك عمله بقنا، وها هو يترك السويس إلى الإسكندرية، بل يترك العمل الوظيفي ليعلن لنا بنفسه في أخريات حياته أنه لا يصلح إلا للشعر فيقول: " أنا لم أعرف عملا لي غير الشعر، لم أصلح في وظيفة، لم أنفع في عمل آخر…" توصل أمل دنقل إلى ذلك قبل أفول نجمه بثلاثة أيام فقط".