يغفل الكثيرون عن سر استجابة الدعوات في الليل، حيث ينزل الحق جل وعلا إلى السماء الدنيا فيجيب السائل والمستغفر والداعي، وفي الثلث الأخير من الليل ساعة إجابة لا يسأل فيها عبد ربه إلا أعطاه.
وفي التقرير التالي نرصد سر استجابة الدعوات في الليل، وما يقال في الثلث الأخير من كلمات مستجابة للرزق وقضاء الحاجة.

سر استجابة الدعوات في الليل
ورد ذكر الليل في القرآن الكريم في مواضع عدة، يقول تعالى:«إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ»، ويقول جل وعلا: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ»
وثبت في السنة النبوية العديد من السنن في الليل حيث جاء عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت:"أنَّ النبيَّ ﷺ كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ."
من أعظم مطالب الدنيا أن يكفيك الله الهم ، وأعظم مطالب الآخرة أن يغفر الله لك الذنب ، وهمًا مضمونان في الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ.
وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذهب ثُلُثَا الليلِ قام فقال يا أيُّها الناسُ اذكُروا اللهَ اذكروا اللهَ جاءتِ الراجفةُ تَتْبَعُها الرادِفَةُ جاء الموتُ بما فيه جاء الموتُ بما فيه قال أُبَيٌّ قلْتُ يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكمأجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ.
دعاء مستجاب بسرعة البرق مجرب
ومن بين أسرار الليل، الدعاء والتقرب من الله عز وجل، فإن الدعاء يحقق المعجزات ويغير الأقدار ويجعل الإنسان يصل إلى كل ما يريده، ومنه:
اللهم إني أسألك أن تقضي لي حاجتي لا إله إلا أنت قادر على كل شيء.
يا ذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي واقضِ لي حاجتي إنك أنت السميع العليم.
أسألك يا الله بأسمائك الحسنى أن تغفر لي وترحمني وتتجاوز عن سيئاتي وزلاتي إنك أنت العلي العظيم.
اللهم إني أسألك بعزك أن تيسر لي أمرى وتغفر لي ذنبي وتتجاوز عن أخطائي وترحمني إنك أنت الرحمن الرحيم.
اللهم إني أعوذ بك من سخطك وغضبك اللهم إني أعوذ بك من نفسي، فاللهم ثبتني على إيمانك وطاعتك وأعني على أن أكون من الصالحين الصديقين.
اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه ارحمني واغفر لي وأعني على قضاء حوائجي، إنك أنت التواب الرحيم.

دعاء سيد الاستغفار
من منا لا يقوم بارتكاب الذنوب والمعاصي والأخطاء في حق الله سبحانه وتعالى وفي حق دينه؟! فإن المسلم الحق هو الذي لا يستمر في معصيته ولا يكابر في خطأه.
سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. مَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ”.
يقول المسلم لله سبحانه وتعالى ويقر بأنه يعبده وبأنه على الوعد الذي قطعه مع الله عز وجل، وإن هذا الوعد هو أن يطيع المسلم ربه ويؤمن بقدرته ويؤمن بالملائكة والكتب واليوم الآخر.
ثم يطلب منه سبحانه وتعالى أن يحميه من كل ما أخطا فيه ويعترف بالذنوب التي ارتكبها، فإن أول طريق التوبة هو الاعتراف بكل الذنوب والأخطاء التي قمت بها، ويطلب المغفرة والرحمة فإن الله الوحيد هو الذي بيده أن يرحم ويغفر.
وأكد على ضرورة الإيمان بتلك الكلمات وعلى أن يكون المرء على يقين بأن الله سوف يسمع له، فإنه من الأدعية التي تستجاب بسرعة البرق.
أدعية فك الكرب وراحة النفس
في الكثير من الأحيان يمر الإنسان ببعض الظروف والضغوطات في الحياة التي تؤدي إلى شعوره بأنه يحمل الهموم وتضيق نفسه.
فإن أفضل ما يفعله المرء في تلك الحالة أن يذكر الله في دعائه ويطلب منه أن يفك كربه ويزيل همومه، وفيما يلي سنتناول مجموعة من الأدعية التي تستجاب بسرعة بإذن الله تعالى:
اللهم يا جابر الخواطر أسألك يا الله أن تفك كربي وتجبر خاطري وتزيل همي.
لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ.
اللهم إني أحسن الظن بك وأعلم أنك قادر على كل شيء، فاللهم يسر لي أمري وفرج همي وارحم ضعفي يا أرحم الراحمين.
يا مجيب السائل إذا دعاء أسألك يا الله أن تكسف همي وغمي وكربي وتريح نفسي.
يا من تقل للشيء كن فيكون اللهم إني أسألك أن تأمر ضعفي أن يزول وتأمر همي أن ينتهي إنك على كل شيء قدير.
اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ.
استغفِرُ اللهَ، الذي لا إله إلا هو، الحَيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه.
اللَّهَُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ.
اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ، وقلبٍ لا يَخشَعُ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ، ونفْسٍ لا تَشبَعُ، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن هؤلاء الأربَعِ.
اللهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الأجلّ الأكرم المخزون المكنون النّور الحقّ البرهان المبين الّذي هو نور مع نور ونور من نور ونور في نور ونور على نور ونور فوق كلّ نور ونور يضيء به كلّ ظلمة ويكسر به كلّ شدّة وكلّ شيطان مريد وكلّ جبّار عنيد لا تقرّ به أرض ولا تقوم به سماء ويأمن به كلّ خائف ويبطل به سحر كلّ ساحر وبغي كلّ باغ وحسد كلّ حاسد ويتصدّع لعظمته البرّ والبحر ويستقلّ به الفلك حين يتكلّم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل وهو اسمك الأعظم الأعظم الأجلّ الأجلّ النّور الأكبر الّذي سمّيت به نفسك واستويت به على عرشك وأتوجّه إليك.. ( وتذكر حاجتك ) .