الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية مئذنة التربة السلطانية| وحقيقة تعرضها للهدم.. مسؤول يرد

مقابر قديمة
مقابر قديمة

انتشرت في الساعات القليلة الماضية مزاعم عن هدم مئذنة التربة السلطانية الموجودة بشارع سيدى جلال من شارع صلاح سالم بميدان السيدة عائشة.

مئذنة التربة السلطانية

هدم مئذنة التربة السلطانية 

وأكدت نيفين العارف، المستشار الإعلامي لوزارة السياحة والآثار، أن الأخبار المتداولة بشأن هدم مئذنة التربة السلطانية الموجودة بجبانة القادرية في السيدة عائشة غير صحيحة.

وأفادت المستشار الإعلامي لوزارة السياحة والآثار، في تصريحات إعلامية، أنه لا صحة لما يتداول، مشددة على أنه لا يوجد أي نية لهدم المئذنة، والسقالات الموجودة والمحيطة بها يتم من خلالها دراسة الحالة الأثرية للمئذنة.

وأشارت المستشار الإعلامي لوزارة السياحة والآثار، إلى أنه بناءً على ما ستخرج به الدراسة سيتم اتخاذ القرار بفك السقالات أو عمليات الترميم، مؤكدة أن وزارة السياحة والآثار لا تفكر في إزالة مئذنة التربة السلطانية.

وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء رصد تداول منشورات تزعم تنفيذ الحكومة حملة شاملة لهدم مقابر أثرية، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار، والتي نفت تلك الأنباء.

وأكدت وزارة السياحة أنه لا صحة لتنفيذ الحكومة حملة شاملة لهدم مقابر أثرية، مُشددةً على أن كافة المقابر الأثرية قائمة كما هي، ولا يمكن المساس بها، فهي تخضع لقانون حماية الآثار رقم ١١٧ لسنة ١٩٨٣، والذي يجرم أي عمل يتلف أو يهدم أثرًا، مُؤكدةً حرص الدولة على الحفاظ على الآثار بكافة أنواعها وأشكالها، ليس فقط للأجيال القادمة ولكن للإنسانية جمعاء.

وناشد مجلس الوزراء وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.

مئذنة التربة السلطانية

قصة مئذنة التربة السلطانية

وضريح السلطانية هو ضريح يعود للعصر المملوكي يقع في منطقة الالقرافة في القاهرة، يُعتقد أنه تم بناؤه في عقد 1350 وخٌصص لوالدة السلطان الناصر بدر الدين حسن، فيوجد من أقصى اليمين إحدى مآذن مسجد محمد علي باشا في القلعة.

ويظهر أسفلها جزء من قصر الجوهرة، تليها قبتيّ التربة السلطانية، وهي الضريح الذي بناه السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون (القرن الرابع عشر الميلادي)، تليها المنارة الشمالية، وفي مقدمة المشهد قبة قوصون (نحو 1335)، ثم مأذنة قوصون، ثم مأذنة مسجد مسيح باشا المبني عام 1575.

ويوجد هناك دراسة قام بها الدكتورعمرو محمد الشحات عام 2016، توصلت إلى أن "خوند اردوكين "، تزوجت من الأشرف خليل ابن السلطان المنصور قلاوون عام 682هـ ،وفى شهر ذى القعدة عام 689هـ توفى السلطان المنصور قلاوون وتولى العرش من بعده ابنه الملك الأشرف خليل بن قلاوون.

وصارت اردوكين زوجة السلطان والخوند الكبرى ـ أي (السيدة الأولى)، ويذكر بدر الدين العيني أنه أمر السلطان الأشرف خليل أن يكتب إلى المباشرين بدمشق بكتابة اسمه على مائة شمعدان مكفت وخمسين شمعدان ذهب ومثلهم فضة ومائة وخمسين سرجا مزركشا ومثلها مخيشا ويجهزون ألف شمعة وأشياء كثيرة من هذا الصنف إستعدادا لولادة زوجته "بنت نوغية"، والتي كان قد اقترب موعد ولادتها.

وكان الباعث له على ذلك قرب يوم ميلاد زوجته فاهتم بذلك عند قرب النفاس آملاً أن يكون المولود ذكرا يحيي به ذكراه ويشرح له صدره ويرث الملك من بعده، ولكن لم تنجب اردوكين سوى بنتين. وفي عام 693 هـ، خرج الأشرف خليل ذات يوم للصيد فانقض عليه بعض أمراؤه فقتلوه وله من العمر ثلاثون عاما، وما لبث أن تولى الناصر محمد بن قلاوون عرش البلاد، وكان عمره آنذاك ثمان سنين وبضع شهور حتى صارت أردوكين أرملة اخيه وأولى زوجاته.

مئذنة التربة السلطانية

ما هي حكاية السيدة اردوكين؟

وأضاف في الدراسة: سكنت اردوكين بأخر حارة زويلة بدار عرفت "بدارخوند " نسبة إليها وأنشأت لها تربة بالقرافة تعرف الآن بتربة (الست)، وفي شهر المحرم عام 724هـ توفيت السيدة الجليلة اردوكين. وتقدم أمر السلطان للأمراء والقضاة لشهود جنازتها ودفنت بتربتها خارج باب القرافة أي خارج القرافه بصحراء المماليك، والمقصود هنا أنها دفنت بتربتها المعروفة حاليا ب "التربة السلطانية".

واستكمل في الدراسة: ومن هنا وضعتنا كتب التراث بين احتمالين حول صاحبة الأثر إما "خوند سمرا" أو "اردوكين ابنة نوغية"، حيث كانت خوند سمرا حظية للسلطان الأشرف شعبان بن حسين الذي تولى سلطنة البلاد عام 764هـ إلى عام 778هـ.

وولدت له ولدا بعد موت سموه أحمد ولكن اردوكين كانت زوجة لاثنين من كبار سلاطين زمانها وهما الأشرف خليل، ثم شقيقة الأصغر الناصر محمد بن قلاوون، وذكرها المقريزى بكلامة عن إنشاء اردوكين تربة بالقرافة تعرف بتربة الست.

وفي مقولة أخرى هي صاحبة تربة الست خارج باب القرافة وأيضا أقر "ابن حجر" في "الدرر الكامنة" أن اردوكين هي صاحبة التربة بالصحراء المعروفة بتربة الست.

وتابع أن التربة تخص اردوكين وليست خوند سمرا التي لم تكن سوى جارية وحظية للسلطان الأشرف شعبان بن حسين حتى أنه بعد وفاة السلطان الأشرف تزوجت بعده إلى أن توفيت خوند سمرا واحلت ضيفة على خوند اردوكين لهذا السبب حدث لبس في نسبتها إلى خوند سمرا.

وتأكيدا للدراسة يذكرنا المقريزي أن رحبة خوند في آخر حاره زويلة، عرفت الآن بحارة خوند وهي الست الجليلة اردوكين بنت نوغية، وهي صاحبة التربة خارج القرافة


-