الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطة اليابان لإطلاق المياه النووية تثير الجدل .. هل تهدد الصحة والأمن الغذائي؟

صدى البلد

تعتزم اليابان إطلاق أكثر من مليون طن من المياه الملوثة بالإشعاع من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية التي تعرضت لكارثة في عام 2011 بسبب زلزال وتسونامي.

وتخزن المياه المستخدمة لتبريد المفاعلات المنصهرة في خزانات في المحطة، وتم تنقيتها من معظم العناصر الإشعاعية باستثناء التريتيوم، وهو نظير مشع للهيدروجين. حسبما ذكرت شبكة "فوكس نيوز".

ومن جانبها تقول الحكومة اليابانية، إنه لا يوجد مكان لتخزين المزيد من المياه، وأن التصريف سيكون آمنًا ومتوافقًا مع المعايير الدولية، وأن التريتيوم لا يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة أو البيئة.

وتتضمن الخطة إطلاق المياه بشكل تدريجي على مدى 30 عامًا أو أكثر، بعد تخفيفها بالماء العذب حتى تصبح نسبة التريتيوم أقل من 1/40 من المستوى المسموح به في الشرب. وقد حظيت الخطة بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، التي قالت إنها "فنية ومبررة"، وأنه ستقدم "الإشراف والدعم" للحكومة اليابانية. حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي".

ما رد فعل المجتمع الدولي؟

واجهت خطة اليابان انتقادات شديدة من جيرانها وبعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، التي اعتبرتها خطيرة على صحة الإنسان والحياة البحرية والأمن الغذائي.

كما أعربت الصين وكوريا الجنوبية عن استنكارهما وقلقهما من خطة اليابان، واتهمتها بالإخفاء والإساءة والإساءة إلى حقوق دول أخرى، وطالبتها بإلغاء قرارها أو تأجيله حتى يتم التشاور مع جميع الأطراف ذات المصلحة.

كما انتقدت رئاسة منظمة جزر المحيط الهادئ، التي تضم 18 دولة جزيرية، خطة اليابان بأنها "صندوق باندورا"، وأشارت إلى أثار التجارب النووية في المنطقة في الماضي، واتهمت الحكومة اليابانية بالإخفاء وعدم التعامل مع الدول المتضررة.

وحذر بعض الخبراء والنشطاء البيئيين من أن المياه الملوثة قد تنتشر عبر التيارات المحيطية وتصل إلى السواحل الأمريكية والكندية، وتؤثر على الحيوانات البحرية والصيد والسياحة، وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية.

ما تعليق الصين وكوريا الجنوبية؟

وتعتبر الصين وكوريا الجنوبية هما أكثر الدول المعارضة لخطة اليابان، لأسباب سياسية وجغرافية واقتصادية، حيث تقع على بعد مئات الكيلومترات من محطة فوكوشيما، وتستوردان كميات كبيرة من المأكولات البحرية من المنطقة.

اعتبرت الصين خطة اليابان "غير مسؤولة" و"مخاطرة بسلامة جميع البشر"، ودعتها إلى "الامتثال للقانون الدولي" و"التوقف عن استخدام المحيط كمجرى صرف"، وأكدت أنها ستتخذ "إجراءات قانونية دولية" ضدها إذا لم تغير قرارها.

ومن ناحية أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية، أنها "لا تستطيع أن تقبل" خطة اليابان، وأنها "ستفعل كل ما في وسعها لحماية شعبها والبيئة"، وأنها ستستخدم "جميع الوسائل الممكنة" لمنع التصريف، بما في ذلك التقدم بشكوى إلى المحكمة الدولية للقضاء.

وطالب كلا البلدين بزيادة الشفافية والإشراف من قبل المجتمع الدولي على خطة اليابان، وإشراك جميع المعنيين في عملية صنع القرار، وإجراء مزيد من التقييمات والدراسات على تأثيرات التصريف على المحيط.