الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الصاحي يكتب : الملتقى العُماني.. ومد جسور الثقافة والتواصل

محمد الصاحى
محمد الصاحى

على مدار أيام استضافت القاهرة الملتقى الصحفي العماني المصري، الذي نظمته جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان بالقاهرة والذي عقد بالمتحف القومي للحضارة المصرية، ليجمع الملتقى بين عظمة المكان وتفرد الحدث لمد جسور التواصل بين الشعبين الشقيقين المصري والعماني ويكون شاهدا على ما يجمعهما من علاقات فريدة ومتميزة.


فكرة إقامة الملتقى المصري العماني حققت نجاحات كبرى في تطور العلاقات بين الشعبين الشقيقين منذ اللحظة الأولى لعقد الملتقى مرورا بتنظيمه وجلساته ووصولا الى بروتوكولاته وتفاهماته ، بعدما حقق أيضا نجاحات في عدد من الدول والعواصم الأوروبية، حتى تم اختيار القاهرة لتكون أول دولة عربية يقام فيها الملتقى، عقب الزيارة التاريخية للسلطان هيثم بن طارق للقاهرة في 21 مايو الماضي.

 

استمد الملتقى نجاحه من عمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر وسلطنة عمان، وهو ما كشفه الإقبال الكبير على جلساته وفعالياته، مما جعل اقل ما يوصف به بأنه كان بمثابة تظاهرة إعلامية ثقافية مشتركة تجمع أبناء الشعبين الشقيقين، كذلك المشاركة الواسعة من الرموز الصحفية والإعلامية والأدبية والمفكرين في كل من البلدين الشقيقين في مقدمتهم السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة، والدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية، والكاتب والاديب العماني الكبير أحمد الفلاحي، وعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية المصرية الأسبق، والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري الأسبق، والكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين.

الفكرة الأجمل في هذا الملتقى أنه لم يكن لقاء من خلف حجاب أو عبر الوسائط الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أنه كان لقاء مباشر التقى فيه الكتاب والمفكرون وجها لوجه يتبادلون الثقافات والعادات والتقاليد كما يتبادلون الأفكار والطموحات، إيمانا من الجميع بدور الفكر والثقافة والفن في نهضة الشعوب، وهو ما جعل فكرة هذا الملتقى رائدة -أتمنى تعميمها- لما فيها من تواصل مباشر وترسيخ للمفهوم الأدق للملتقيات ونشر للثقافات.

لم تقتصر فعاليات الملتقى على الجانب الرسمي أو الكلمات الدبلوماسية بقدر ما كان فيها حميمية ومودة، وتعبير صادق عن ما يجمع الشعبين المصري والعماني، وما بينهما من علاقات ضاربة بجذورها في التاريخ، وارادة سياسية حقيقية على جعل تلك العلاقات نموذجا فريدا في تطور وتكامل مستمر، وما شهده الملتقى من تبادل ثقافي ونقل للثقافة العمانية وترسيخ صورة حية عن شعبها الكريم، وطبيعتها الساحرة الخلابة وفنها الراقي.


ومن أكثر الشواهد على عظمة الملتقى الصحفي العماني المصري حالة العرفان التي تحدث عنها الوفد العماني بقاماته الصحفية والأدبية عن الدور المصري في التطوير والإشراف على النتاج الثقافي العماني فى فترة ثمانينيات القرن الماضى، وتكريم رواد العمل الصحفى المصريين ممن قامت على أيديهم الصحافة العمانية فى بداية السبعينيات، وهو أكبر دليل على وفاء الشعب العماني وتقديره لكل من ساهم في تقديم نهضة لوطنه ورفعته.