الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يوافق على عضوية كييف.. الناتو يستعد لقمة استثنائية تتصدر أوكرانيا جدول أعمالها

حلف الناتو
حلف الناتو

يستعد حلف شمال الأطلسي “الناتو” لعقد قمته في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس غدًا الثلاثاء، ويتصدر جدول أعماله الحرب الروسية في أوكرانيا ومناقشة طلب كييف الانضمام للحلف وعددًا من الموضوعات الأخرى، التي يناقشها الدول الأعضاء على مدار يومين.

وحسب صحيفة “أسوشيتد برس” الأمريكية، من المتوقع أن يركز الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفائه الأعضاء في الناتو على ضمان حصول أوكرانيا على الدعم طالما استمر الغزو الروسي، وكيفية تقريب كييف أكثر من الناتو دون الانضمام فعليًا، والضمانات الأمنية التي قد تحتاجها هذه البلاد لضمان عدم غزو روسيا مرة أخرى بعد انتهاء الحرب.

ومن المقرر أن يصادق الزعماء المجتمعون في فيلنيوس على خطط دفاعية جديدة في حال حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توسيع حرب موسكو خارج أوكرانيا وغربًا إلى أراضي الحلفاء. 

وسيناقش أيضًا الزعماء الإنفاق الدفاعي وكيفية زيادة ميزانياتهم لأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا تأكل في الخزينة العسكرية الوطنية.

كما سيكون انضمام السويد إلى التحالف الذي يضم 31 دولة أمرًا مطروحًا للنقاش أيضًا، حيث أخرت تركيا انضمام الدولة الإسكندنافية إلى أكبر منظمة أمنية في العالم.

عضوية أوكرانيا في الناتو

ويعد أهم موضوع على جدول أعمال الناتو هو ما يجب فعله حيال أوكرانيا، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش قاد المناقشة في عام 2008، ووعد بأن أوكرانيا ستصبح عضوًا في يوم من الأيام، فيما يرى الرئيس الحالي جو بايدن، أنه لا يوجد إجماع في حلف الناتو حول ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إلى الناتو الآن، في هذه اللحظة، في خضم الحرب. 

ويعتقد الغرب أن أوكرانيا تدافع عن مصالحها، وتضخ الدول المليارات من المساعدات والدعم الاقتصادي والعسكري.

لكن الناتو ليس جاهزًا لبدء محادثات العضوية مع أوكرانيا حتى الآن، لكنه يساعد في تدريب وتحديث قواته المسلحة ومؤسساته الأمنية لضمان أن البلاد يمكن أن تأخذ مكانها بين صفوف الحلف بعد انتهاء الحرب. 

وستشهد القمة إنشاء منتدى جديد للمشاورات - مجلس الناتو وأوكرانيا، والذي يعد بمثابة حل وسط لتعزيز العلاقات بين الجانبين في ما يخص عضوية كييف المستقبلية في الحلف.

الضمانات الأمنية

إنه ليس موضوعًا لحلف الناتو حقًا لكنه مهيأ للسيطرة على المحادثات في فيلنيوس، فيناقش الناتو وشركاؤه الغربيون سبل حماية أوكرانيا بعد الحرب من غزو مستقبلي. 

وتوفر عضوية الناتو حماية صارمة "الكل للواحد، والواحد للكل"، ولكن يجب أن توافق الدول الـ 31 بالإجماع على السماح لأوكرانيا بالانضمام، وهم ليسوا متحدين في هذا الشأن.

إذا تعذر ذلك، يمكن للحلفاء الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا التعهد بحماية البلاد من هجوم آخر، وعليه سوف يدعم الناتو والاتحاد الأوروبي تلك الحماية العسكرية بمزيد من الأموال والمساعدات الأخرى.

ومن غير المحتمل أن يتم استخلاص أي استنتاجات في فيلنيوس، لكن القمة هي لحظة مهمة للقادة لتوضيح الشكل الذي قد تبدو عليه هذه الضمانات.

السويد في عضوية الناتو

يقول جميع الحلفاء تقريبًا، إن السويد فعلت ما يكفي للانضمام إلى التحالف العسكري، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يوافق على الأمر.

وينتقد أردوغان السلطات السويدية على تساهلها مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها، ويدعو إلى تسليم العشرات منهم لبلاده.

وعبر أردوغان مجددا عن تحفظاته وتساءل “كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟”.

إلا أن السويد تخلت عن تاريخ الحياد العسكري لطلب الحماية تحت مظلة الناتو الأمنية، وغيرت قوانين مكافحة الإرهاب ورفعت حظر الأسلحة المفروض على تركيا لتهدئة مخاوف أردوغان. ولكن دون جدوى.

ومن المقرر أن يلتقي أردوغان، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، لبحث انضمام السويد إلى حلف الناتو عشية قمة الحلف السنوية.

وحسب وكالة “فرانس برس”، نظم هذا الاجتماع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الذي يأمل بأن توافق أنقرة على انضمام ستوكهولم إلى الناتو.

الإنفاق الدفاعي

هذه قضية دائمة. تهاجم الولايات المتحدة حلفاءها بشكل روتيني لفشلهم في إنفاق ما يكفي من ميزانياتهم الدفاعية.

ومع ضخ الأموال والأسلحة والذخيرة في أوكرانيا، فإن الحاجة إلى زيادة الميزانيات العسكرية الوطنية أمر لا يحتاج إلى تفكير.

واتفق الحلفاء في عام 2014 على التحرك نحو إنفاق 2٪ من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع في غضون عقد من الزمن. والموعد النهائي 2024 يقترب.

في فيلنيوس، سيوافق القادة على جعل الحد الأدنى بنسبة 2٪ - أي أقل ما ينبغي أن ينفقوه - بدلاً من وضع سقف للأمر.

خطط الدفاع الإقليمية

يجري الناتو أكبر تجديد لخططه الدفاعية منذ الحرب الباردة في حال قرر بوتين توسيع الصراع خارج أوكرانيا.

في الوقت الحالي، يوجد حوالي 40 ألف جندي على أهبة الاستعداد من إستونيا في الشمال وصولاً إلى رومانيا على البحر الأسود، وتحلق حوالي 100 طائرة في السماء كل يوم، وتعمل 27 سفينة حربية في بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط.

ومن المقرر أن ترتفع هذه الأرقام. وبموجب خطط دفاعية جديدة، يهدف الناتو إلى توفير ما يصل إلى 300 ألف جندي للانتقال إلى جناحه الشرقي في غضون 30 يومًا. 

تقسم الخطط أراضيها إلى ثلاث مناطق - أعلى الشمال ومنطقة المحيط الأطلسي، ومنطقة شمال جبال الألب، ومنطقة أخرى في جنوب أوروبا.