تصريف الشرايين هي ممارسة طبية قديمة، كانت تقوم بها العديد من دول العالم إما عن طريق استخدام دودة العلق لامتصاص الدماء من الإنسان أو بواسطة خدش يقوم به الطبيب لتفريغ دماء المريض، لكن لماذا كان يتم ذلك؟ وما هو الاعتقاد السائد حينها؟.
ففي العصور القديمة كانت تستخدم عادة تصريف الشرايين كعلاج طبي شائع للعديد من الأمراض حتى أواخر القرن التاسع عشر، وذلك بسبب الاعتقاد السائد حينها أن العديد من الأمراض تنجم عن زيادة الدم في الجسم ويجب إزالة هذه الدم لتحقيق التوازن بالجسم وبالتالي علاج المرض.
استخدام الدود في تصريف الشرايين بفرنسا!
ووفقًا لموقعListverse، فإن فرنسا وحدها كانت تقوم باستيراد 42 مليون دودة من نوع (العلق) كل عام لهذا العمل فقط حيث يتم وضع العلق على جسم المريض ليقوم بامتصاص الدماء الزائد من جسمه، وفقًا للتقديرات.
كما أنه في الحالات القصوى كان يتم وضع ما يصل إلى 100 علقة على جسم المريض في الجلسة الواحدة لامتصاص دمائه.
تحفيز الدود على المص باستخدام الحليب!
وكان مقدمو الرعاية يستخدمون حيل متنوعة لتحفيز العلق على بدء امتصاص دم المريض مثل وضع الحليب أو الماء المحلى بالسكر أو حتى الدماء على جسم المريض لإغراء الدود في البدء بمص الجلد.
إطالة عمر الدودة بإطعامها
وصل الأمر إلى ندرة وجود دود العلق في مختلف أنحاء العالم بسبب كثرة الطلب عليه، بل وأدى إلى زيادة كبيرة في أسعارها، وهذا الأمر دفع الأطباء إلى ابتكار طرق لإطالة عمر الدودة كإطعامها باللحوم النيئة أو استخدام البراندي لإبقائها على قيد الحياة.
تصريف الشرايين بالخدش في مصر القديمة!
تشير بعد البرديات المصرية القديمة إلى أن طريقة تصريف الشرايين عن طريق الخدش كانت ممارسة مقبولة في مصر القديمة، بل وجدت مقابر مصرية قديمة تحتوي على أدوات مخصصة لتصريف الشرايين.
ووفقًا لبعض الروايات، فقد بنى المصريون القدماء فكرتهم في تصريف الشرايين لعلاج الأمراض من ملاحظتهم لفرس النهر حيث خلطوا بين إفرازاته الحمراء والدماء واعتقدوا أنه يخدش نفسه لتصريف الشرايين من أجل تخفيف الضيق بها.
تصريف الشرايين بالتعرق والتقيؤ في اليونان
في اليونان، تم استخدام طريقة تصريف الشرايين في القرن الخامس قبل الميلاد وتحديدًا خلال حياة الطبيب اليوناني الشهير أبقراط الذي كان يؤكد ضرورة تصريف الشرايين من أجل الشفاء من الأمراض لكنه اعتمد على التقنيات الغذائية مثل ممارسة الرياضة وتقليل تناول الطعام والتعرق والتقيؤ.