المصالحة

جميلة هذه الكلمة وكم هى معبرة. ولكن يا ترى من هى تلك الأطراف المدعوة للمصالحة؟! وعلى ماذا تتصالح تلك الأطراف؟! للإجابة على السؤال الأول نقول إن المصالحة شيء جميل بين الأطراف السلمية المحبة لهذا الوطن الساعية لإعلاء شأنه وصون كرامته وحماية أمنه وأمانه وحدوده وتأمين أهله والتخفيف عنهم.
إذن، فالمصالحة مع من يتمتعون بالأوصاف السابقة شيء جديد وحسن. ولكن هل تنطبق هذه الصفات على من يشعلون الوطن ويحييون الفتنة ويرهبون الشعب ويقوضون قواعد الوطن ومؤسساته. ويستقوون بالخارج للتدخل فى الشأن المصرى الداخلى لا يليق أبدا..أبدا.
ولكن نفتح الباب هنا ليس للمصالحة ولكن للمراجعة والتوبة والعودة إلى حضن الوطن وهنا نقبل الجميع كمشاركين فى بناء الوطن وللإجابة على السؤال الثانى، على ماذا نتصالح !! يقول البعض: المصالحة تعنى المشاركة السياسية ويندرج من تحتها احتمالية تبوأ مناصب سيادية بالدولة، ويمكن أن تكون تلك المناصب كاشفة لأسرار أمنية للدولة المصرية تؤثر على أمنها القومى، فهل يا سادة المقبول أن تتضمن مصالحة كتلك جماعة مثل جماعة الإخوان الدولية والتى ينتمى أفرادها إلى الجماعة وقبل كل شيء، حتى أنه حينما يتعارض انتماء الجماعة مع انتماء الوطن تجدهم يقدمون الجماعة وبهرولون إليها ويذهب الوطن للجحيم. وحتى إن قالوا بألسنتهم غير ذلك فكيف لى أن أطمئن إلى هذا القول.
إن هناك ثمة أشياء لا يقبل فيها ذرة من شك والوطن أعلى من كل شيء وأهم من كل شيء ومن يحرص فى هذه الأثناء على تداول مصطلح المصالحة لمجرد إرضاء الخارج فهو يخون الوطن ويخون الشعب وأقولها قوية عالية: من لا يستطيع تحمل المسئولية فليتنحى جانباً ونحن له شاكرين، ولكن من يبقى يجب عليه أن يكون على قدر ومستوى المسئولية وعزة الوطن، وفى النهاية لا تقف أبداً عائقاً أمام أى مواطن مصرى، ولكن بالنسبة للإخوان فلهم التوبة والمراجعة والرجوع إلى صفوف الشعب لخدمة الوطن بعد ذلك ولكن يمنع ويحذر: على أى شخص ينتمى للإخوان أن يتولى منصب قيادى تنكشف من خلاله أسرار الدولة فتجد أسرار بلدك تجوب العالم عبر هذا التنظيم الدولى هم ارتضوا بذلك التنظيم وهذا شأنهم، ولكن نحن لا نملك سوى مصر الوطن وهذا شأن كل المصريين ولن نقبل ولن نتهاون أبداً مع أى إساءة لهذا الوطن أو أن يتعرض أمنه للخطر.