الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فورين بوليسي: روسيا الخاسر الأكبر في عدوان إسرائيل على غزة

صدى البلد

سلط تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الضوء حول دور روسيا في الشرق الأوسط، موضحًا أن روسيا أصبحت قوة مستهلكة ولن تتمكن أبدًا من استعادة مكانة الاتحاد السوفيتي في المنطقة. 

أضاف التقرير أن نفوذ روسيا في الشرق الأوسط يمر عند نقطة انعطاف جديدة. بعد أن تعثرت روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا، برز تراجع أهمية روسيا في المنطقة بشكل حاد عقب أحداث 7 أكتوبر. وفي حين كانت موسكو تلعب دوراً محورياً في الدبلوماسية المحيطة بالحرب الأهلية في سوريا قبل 10 سنوات، فإن الدفع الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة لم يكتسب سوى القليل من الاهتمام. ويرمز هذا التناقض إلى نهاية عودة موسكو التي دامت عقدًا من الزمن إلى المنطقة.

وحتى قبل استعادة الرئاسة الروسية في مايو 2012، كان فلاديمير بوتين عازماً على إعادة روسيا إلى دور بارز في الشرق الأوسط، وهو الدور الذي كان يعتقد على الأرجح أنه ضروري لكي تصبح روسيا قوة عظمى.

وفي انتقاده لقرار الرئيس ديمتري ميدفيديف آنذاك بالامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة في ليبيا، والذي شبهه بوتين بالحروب الصليبية في العصور الوسطى، بدا عازما على منع الغرب من إطلاق يده مرة أخرى.

ومع اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011 واشتدادها في عام 2012، اتخذ الكرملين موقفاً متشدداً يعارض أي إجراء للأمم المتحدة، خوفاً من تكرار الأحداث في ليبيا.

طرحت موسكو نفسها كبديل للولايات المتحدة، مستفيدة من السخط تجاه واشنطن لتعزيز نفوذها. 

وفي تركيا، استفادت موسكو من تصورات الدعم الغربي للانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2016، فضلاً عن الاشتباكات المستمرة حول التعاون الأمريكي مع القوات الكردية في سوريا التي تعتبرها أنقرة جماعات إرهابية. 

وفي إسرائيل، استغل بوتين العلاقة الباردة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتعزيز العلاقات مع إسرائيل. 

وأخيراً، أضعفت موسكو وجودها العسكري والأمني في الشرق الأوسط. وبينما لا تزال روسيا تحتفظ بقاعدة بحرية وجوية رئيسية في سوريا، فقد خفضت بعض قواتها ومعداتها هناك لدعم العمليات العسكرية في أوكرانيا.

ومن المرجح أن يكون العدوان الجاري من جيش الاحتلال الإسرائيلي علي غزة بمثابة نقطة اللاعودة لنفوذ روسيا المتضائل في الشرق الأوسط. 

ولم يمر تحفظ موسكو في التأثير على الجانب الإسرائيلي دون أن يلاحظه أحد، حيث ظهر سياسي من حزب نتنياهو على التلفزيون الرسمي الروسي لانتقاد رد فعل روسيا. وفي حين أن بوتين قد أضر على الأرجح بعلاقاته الشخصية مع نتنياهو، فمن المرجح أن تتدهور العلاقات الثنائية أكثر إذا ترك الأخير منصبه نتيجة للحرب علي غزة.